عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-02-2004, 09:28 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي المنتديات .. وأهداف المشاركة

الإنسان يتسم سلوكه بالهادفية ، لا الاعتباط والعشوائية ، وهذ الهدف يجب أن يكون واضحاً أمام الإنسان ، فهو يأكل بغرض الحفاظ على بقائه في الحياة ، ويتزوج لتحقيق غرض التناسل وحفظ الجنس البشري والأهدا ف المتعددة من أحاسيس عاطفية وفطرية حسية، ويتصل بالآخرين لتحقيق غرض الإشباع الوجداني والمصالح المتبادلة، ويهدف من العبادة –على اختلاف العقائد- إلى إشباع الحاجة الروحانية..........إلخ
من هذا يتضح لنا أن سلوك الفرد يجب أن يكون موجهاً وله غرض ، لا مجرد سلوك يتم كرد فعل عشوائي ..
وبتطبيق هذا الأمر على المنتديات ، فإن الغرض من المشاركة فيها يجب أن يكون واضحاً هل هو إبدا ء وجهات النظر أم التعارف ؟ أم التسلية؟ أم أن هناك غرض آخر غير ذلك، وعلى ذلك يقاس مدى تعقل الفرد وصحته النفسية.
والذي يجب توضيحه في هذا المجال هو أن الكثيرين من المتعاملين مع االإنترنت بوجه عام والمنتديات بشكل خاص ما زال الهدف غير موجود أمامهم ، لذلك نجدهم كثيراً ما يكتبون في كل المجالات حتى وإن لم تتوفر لديهم المعرفة بها.
هناك فرق بين من يدخل لكي يحقق هدفاً واضحاً وهذا الهدف يجب أن يتم في إطار معقول ومحدد كأن يتم في مدة زمنية معينة وبأسلوب ٍ معين وفي مجالات معينة ، لا أن يتم في كل حين وحين، وبين من لديه فراغ كبير لا يعرف كيف يقضيه فيقوم بالمشاركة في كل صغيرة وكبيرة حتى لو لم يكن عارفاً ما معنى الموضوع الذي يشارك فيه!
إذا سأل الواحد منا نفسه لماذا تشارك..هل لتحقيق أعلى معدل في المشاركات؟ أم للتعارف؟ أم للمشاغبة والسخرية أم للتعالم (إدعاء المعرفة) أم لأغراض أخرى ؟ وما هو عدد الساعات التي يستهلكها يومياً؟ وهل لذلك أثر على مصروفات المنزل التي في الغالب لا يسدد منها مثقال ذرة؟ وهل يصح هذا السلوك بشكل مطرد أم لا؟ وما مدى أهميته؟
أقول ذلك لأن مشكلة الكثيرين من الشباب هي أن الإنترنت والمنتديات تصبح في كثير من الأحيان هدفاً في حد ذاتها المشاركة من أجل المشاركة فحسب لا لهدف غير تحقيق التسلية خاصة في ظل تطور تسهيلات استخدام هذه الأدوات، وهذه المشكلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة المختزلة في الفكر وهي إلى ذلك جزء من ثقافة المجتمع بوجه عام، وبمقدار ما يكون اهتمام الفرد بمقدارما تكون معرفته الثقافية وخبرته المتراكمة ،
لذلك فعلى كل فرد فينا مراجعة نفسه لأن ذلك سيوصلنا إلى نقاط هامة تتعلق باستغلال هذا القدر من المعرفة والفكر والوقت وكيفية استثمارها بشكل صحيح بدلاً من تضييعها من أجل التسلية وتضييع الوقت والترويح عن النفس ، فإذا أجاب كل منا على هذه الأسئلة السابقة مع نفسه في صدق فسيصل إلى حقيقة واضحة وهي أن تعاملنا مع هذه الآليات يعكس جزءً كبيراً من تفكيرنا ويجعلنا نعيد النظر فيما حولنا حتى لا نكون انعكاساً لفكرة الفاقد أو المفقود وهو الجزء من الوقت الذي يضيع فيما لا نفع فيه ، ومن المؤكد أن قدرتنا على الوصول إلى الأسلوب الأمثل لاستغلال الوقت أمام هذه الآليات ستقودنا بالضرورة وبشكل مباشر بإذن الله إلى الوصول للأسلوب الأمثل للتعامل مع شتى شئون الحياة ، وبالتالي في قدرتنا على الفاعلية والتأثير في المجتمع المحيط بنا ، وذلك بتحويله إلى مجتمع- من خلال أنفسنا- متفهم لسلوكه يقوده الهدف إلى السلوك ، ولا تكون حياته ردود أفعال ٍ عشوائية يعاني منها فيما بعد.. وهو أولى خطوات النجاح والسير على الدرب الصحيح.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال