[موهند]

طلب منا تقديم بحث او متابعة لموضوع ما, فأعتذر البعض وتحمس البعض الاخر وتلكأ اخرون.
قدم بعض المتحمسين بحوثهم على عجل وتأخر الاخرون.
ونحن في خضم هذا الحدث وتفاعلاته جائتنا نصيحة من زميل لنا اصبح مسؤولا كبيرا يشار له بين رجال عصره كاداري جهبذ وكسياسي فهم وخبر الامور ... وكان ينتقد المتحمسين والمستعجلين بتقديم بحوثهم ومراقبا عن كثب المتلكئين ومنتقدا المعتذرين, الغريب ان هذا الشخص تأخر في تقديم بحثه مع كثرة مطالبته بتقديمه ولدى استنكارنا عمله قال لنا ما اعتبره سرا وانه سيفيدنا فيه بقية حياتنا.
قال لاتستعجلوا في تقديم بحوثكم وسوفوا في الموضوع ما استطعتم واعطوا العذر تلو العذر حتى تسد امامكم جميع السبل وعندها قدموا بحثكم بأي صورة ترونها مناسبة لكم, فأن كان موضوع ومحتوى البحث يهمكم فأن تأخركم سيشوق المسؤلين على الاهتمام به وبمحتواه ومن ثم تبنيه. أما ان كان موضوع ومحتوى البحث لا يهمكم او لا تتمكنون من تحضيره ولأي سبب كان فأنهم سيضحكون على اهتمامهم بمتابعتكم وسيهملون البحث ومحتواه وفي كل الاحوال تكونوا قد حققتم ما ترومونه.
تذكرت ذلك وانا اتابع مسيرة هذا الشخص المهم والمخضرم وسر تقدمه على اساس هذه القاعدة التي اختطها لحياته.
هل ياترى انه عرف سر ادارة الامور في الدول النائمة والتعبانة وطبق ذلك.
فاتني ان اذكر ان هذا الشخص هو خريج احدى الدول المتقدمة والرائدة منذ عقود وعقود وعقود.