عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-11-2006, 12:20 PM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي فرنسا وصناعة (القاعدة ) . حوار مع جون بيير ميلالي

القاعدة في النص .. كتابات قادة الجهاديين في ترجمة فرنسية .

2005/10/10



جون بيير ميلالي: فكر مبسّط ليس ممثلا للحضارة الاسلامية يستخدم لتبرير بعض الأفعال.. وقدمنا مدخلا لفهمه الاختلاف الشخصي بين بن لادن وعزام والظواهري والزرقاوي دليل علي نجاح القاعدة في أكثر من بلد.


حاوره: شوقي أمين

لأول مرة في فرنسا يصدر كتاب علمي بكل مقاييس الفكر الأكاديمي لمعالجة ظاهرة القاعدة التي خلطت أوراق المجتمع الدولي وكسرت المفاهيم السائدة عن المجتمعات العربية والاسلامية، وفرادة كتاب القاعدة في النص تتمثل في استنطاق نصوص وخطابات ومذكرات لأربعة وجوه اسلامية تشكل أهم مرجعيات القاعدة وهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وعبدالله عزام وأبو مصعب الزرقاوي، الي جانب استقراء للمضامين السياسية والدولية لتلك النصوص، ومجمل هذه النصوص ترجم مباشرة من العربية علي غير ما جرت العادة، مرفقة بشروحات وهوامش وتحاليل لمختصين في الاسلاميات والفكر العربي، كما يتضمن احالات مهمة لفهم الظاهرة الاسلامية التي تعتبر القاعدة احد تجلياتها، ويهدف الكتاب أيضا الي رفع اللبس والغموض الذي يحيط بكثير من المفاهيم عن العالم العربي والاسلامي من خلال تقديم مادة علمية قوامها الملاحظة والتمحيص والفرز والاستنتاج، كل ذلك من خلال منهج يعمل علي بسط ظاهرة القاعدة بكل شفافية دون تبسيطها، وحملها محمل الجد ووضعها في قلب التحولات العميقة التي باتت تعرفها الساحة الدولية عموما والمنطقة العربية الاسلامية علي وجه التحديد.
ونقرأ في الكتاب مقدمة للباحث والكاتب المعروف جيل كيبل تناولت النقاط المركزية التي أفرزت القاعدة ومختلف المحطات التاريخية لها في حربها الاعلامية ضد أمريكا والعالم الغربي بعد الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)، وهي حرب كلامية في الأساس تحولت مع مرور الزمن الي نصوص وجب التوقف عندها لفهم ثقافة القاعدة وفكرها.
كما نعثر في هذا المؤلف الهام، علي أربعة فصول، كل فصل تناول بالتحليل بعضا من نصوص الشخصيات الاسلامية المذكورة أعلاه مع تقديم بيوغرافيا لكل واحد منها.. المؤلف هو من انجاز أربعة باحثين هم جون بيير ميلالي متخصص في الأدب والثقافة العربية وأستاذ في معهد العلوم السياسية بباريس، وتوماس هيغامر من النرويج متخصص في قضايا الدفاع والفكر الاسلامي، وستيفان لاكروا أحد أكبر المتخصصين في الحركات السياسية في المملكة العربية السعودية وأستاذ في معهد العلوم السياسية بباريس، وعمر صاغي متخصص أيضا في شؤون المملكة العربية السعودية وأستاذ في نفس المعهد أيضا، ولقد تم انجاز كل البحوث تحت الرعاية الشرفية للبروفيسور جيل كيبل المتخصص في العلاقات الدولية والعالم العربي والاسلامي.
القدس العربي التقت جون بيير ميلالي، الذي أشرف علي هذا البحث واستوقفته عند أهم الأفكار التي تضمنها كتاب القاعدة في النص الصادر عن دار نشر المطبوعات الجامعية الفرنسية وهذا نص الحوار:

رسالة بن لادن للشعب الامريكي

لأول مرة ربما، تتناول ظاهرة القاعدة من خلال عملية استنطاق حقيقية لمجمل خطاباتها والنصوص التي تصدرها وتطلقها من حين لآخر، مما يحيل لوجود ثقافة دينية برمتها تحمل طروحات تغيير من الوجهة الاسلامية البحتة في عملية بحث مستمرة عن عالم متوازن يزيح قبضة الغرب الماسكة بكل شيء، فهل يمكن أن تعطينا حوصلة علي هذا الانجاز، وتضعنا في قلب اشكالية القاعدة التي تعرضتم لها بالتحليل والتمحيص من خلال الوثائق والنصوص مع جملة من زملائك الأساتذة والباحثين؟
هذا الكتاب فريد في نوعه، باعتباره المرجع الوحيد الذي يقدم ترجمات لأهم النصوص التي أصدرها أربعة رجال يمثلون القاعدة في وسائل الاعلام ويتعلق الأمر بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وعبد الله عزام وأبو مصعب الزرقاوي، فلقد قدمنا مختارات متنوعة من كتاباتهم، وفي كل باب من أبواب الكتاب نعثر علي نص معين، كذلك النص الذي اصطفيناه من كتابات بن لادن وهو عبارة عن مذكراته عن الجهاد في أفغانستان، كما أضفنا نصا ثانيا له يتضمن توصيات منهجية، ثم نص رسالته الي مسلمي العراق، ورسالة أخري وجهها الي الشعب الأمريكي الي جانب مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة القطرية، ومقابلة مع قناة سي.ان.ان الأمريكية. والمقابلتان مثلا تحملان في طيا تهما فواصل ووقفات معينة تظهر الطريقة التي يتعامل بها بن لادن مع وسائل الاعلام العربية والطريقة التي يتوجه بها للرأي العام الغربي من خلال المجتمع الأمريكي.
والأمر المهم الثاني، أن القارئ للكتاب يعثر في الصفحات التي في الجهة اليمني للكتاب النص وله ما يقابله في الصفحة اليسارية المقابلة مختلف الشروحات والهوامش لتلك النصوص كأن نشير علي سبيل المثال لا الحصر، الي الآيات القرآنية ان وجدت مع احالات الي السور التي استقيت منها تلك الآيات، مع الاشارة الي أسباب نزولها وتاريخها، وهناك أيضا شروحات حاولنا أن تكون دقيقة قدر اللازم لمختلف المفاهيم الدينية التي أزعم أنها مجهولة تماما لدي وسائل الاعلام الغربية، كمفهوم فرض عين أو فرض كفاية علي سبيل المثال، كما أولينا اهتماما كبيرا بتبسيط بعض الأحداث التاريخية، وهي في رأيي ضرورية لمقاربة الظاهرة الاسلامية بكل وجوهها مهما كانت هذه الوجوه، وفي هذا الاتجاه ذكرنا بخطاب بن لادن الذي وجهه للشعب الأمريكي الذي حكي فيه عن كيف جاءته فكرة تدمير برجي نيويورك، اذ يقول ان ذلك جاء بعدما شاهد تحطيم أبراج بيروت أثناء الاجتياح الاسرائيلي، ونحن صححنا هذا وفتحنا أقواسا نذكر فيها القارئ بأن معارك الأبراج في بيروت سبقت الاجتياح الاسرائيلي اذ وقعت في بداية الحرب، واذن هي كلها معلومات هدفها ادخال القارئ الفرنسي الي الثقافة العربية المعاصرة السياسية وأحيانا الأدبية منها كي يتلمس مضمون هذه النصوص بشكل سليم وواضح، وبعيدا عن التهويل الاعلامي الذي عبر في أكثر من مناسبة عن عدم سيطرته علي المفاهيم الاسلامية والعربية وفقره المعرفي بالثقافة العربية بشكل عام. وأري أن تخصيص صفحة كاملة للشرح فقط يكتسي أهمية مثيلة بأهمية النص المترجم من العربية مباشرة، اذ في عامة الكتب الفرنسية توجد ترجمات لبيانات القاعدة عن لغات غير العربية مثلا كأن تكون الانكليزية أو الاسبانية، وفي رأيي أن ذلك لا يساوي شيئا من الناحية العلمية، فترجمة النصوص مباشرة عن العربية تضمن علي الأقل النزاهة والموضوعية في التحليل الي حد ما، وتقينا من التجني الحاصل علي هذه النصوص بأساليب أحيانا تنم عن جهل كامل بأمهات المعارف العربية والاسلامية، وأنت تعلم أن الترجمة ليست أمرا هينا، لذلك أقول ان أي ترجمة يجب أن توكل لأصحاب الاختصاص، وليس لأي كان حتي نتوصل بالتحري والتمحيص والتدقيق والمقارنة الي النتائج العلمية المرجوة من عملية تفكيك أي نص، مهما كان هذا النص.

جهد جماعي

الكتاب هو عبارة عن جهد جماعي قامت به مجموعة من الباحثين تحت اشرافك، فكيف كانت عملية التنسيق بينكم؟
مؤلفو هذا البحث هم أربعة، طبعا أنا كوني متخصصا في الآداب العربية والاسلاميات المعاصرة، والباحث الفرنسي من اصل مغربي عمر صاغي مهتم بنفس الحقل الذي أشتغل فيه، وهناك باحث فرنسي آخر يتمثل في الأستاذ ستيفان لاكروا المتخصص في شخصية ايمن الظواهري، أما الباحث الرابع، فيتمثل في النرويجي توماس هيغامر وهو مختص في كتابات عبد الله عزام، وعن طريق هذا العمل الجماعي أستطيع القول اننا قدمنا مادة مهمة من خلال نصوص الشخصيات الاسلامية الأربعة التي ذكرت لك، وهي وان اختلفت في الأسلوب والمعني أحيانا وينتمون الي تيارات مختلفة الا أنهم يشتركون في أيديولوجية واحدة، وبامكان القارئ أن يري الاختلاف في السياسة التي يقترحها اليوم أبو مصعب الزرقاوي في العراق والتوجهات التي اقترحها أسامة بن لادن قبل ذلك، وهنا تكمن في رأيي فرادة الكتاب، وفي تصوري أن الكتاب لا يوجد نظير له في اللغة الفرنسية أو حتي في مختلف اللغات الأوروبية الأخري. ويجب أن تعلم، أن هذا الكتاب هو ناتج عن جهود الباحثين الذي ذكرت لك تحت اشراف الأستاذ (جيل كيبيل) في معهد العلوم السياسة في باريس، اذ سنة بعد سنة وارادة منا في ايجاد برنامج دراسي دسم، يتضمن دراسة نصوص من التيار الاسلامي ونصوصا أخري، لتدريسها للطلبة، ارتأينا تأليف مرجع يكون ذا مصداقية لهم وأيضا نتوجه به الي المجتمع الفرنسي.
كيف تري من موقعك كمهتم بالظاهرة الاسلامية التعاطي الاعلامي الفرنسي والغربي بشكل عام مع القاعدة ومجمل التيارات الدينية منذ أفغانستان الي اليوم؟
لا شك أن هناك فقرا في التعاطي مع الظاهرة الاسلامية اذ ان معظم الصحافيين الفرنسيين والغربيين يعالجونها وكأنها ناتجة من لا شيء، وبالتالي فهم يتناولونها بعيدا عن امتداداتها وجذورها في مشاكل المجتمعات العربية المعاصرة، وفي شرحنا ركزنا علي ضرورة تقريب الفهم للقارئ الفرنسي للواقع العربي، وأتصور في هذا المقام، أن القارئ الغربي عليه أن يبذل جهدا في فهم الثقافة العربية الاسلامية وأن يعي مكونات الدين الاسلامي، وما هي أهمية تراثه، من قرآن وسنة وكتب الأئمة والعلماء، وهي مصادر ومراجع مهما كانت آراؤه في عواقب ظاهرة القاعدة، يلمس تاريخها وقيمتها الثقافية، وأشير في هذا الاتجاه الي أن معظم الكتب التي نشرت في الغرب عن القاعدة هي كتب استخباراتية قامت بها مؤسسات الجاسوسية ومثيلاتها، كأن نقرأ عناوين مثيرة تقول ان بن لادن مختبئ في جبال أفغانستان أو أنه يستعمل الهاتف الجوال الي غيرها من الأخبار الموجــــهة للاستهلاك الآني، وهذا في رأينا تفاصيل وجزئيات لها أهميـــتها من زاوية ما، ولكن الأهم لدينا هو الفكر، حتي وان كان فكر القاعدة لا يرتقي الي فكر الحضارة العربية الاسلامية، ومقارنة بهذه المرحلة بداهة فكر القاعدة فكر مبسط بكل المقاييس، وهو فكر يستخدم لتبرير بعض الأفعال، ولكن لا بد من مدخل لهذه الذهنيات، وهذا الكتاب يطمح لأن يكون مدخــلا لفهم معمق لثقافة القاعدة.

اربعة ممثلين

ركزتم في الكتاب علي أربع شخصيات مركزية تشكل المرجعيات المهمة لعمل القاعدة والمتمثلة في أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وعبد الله عزام وأبو مصعب الزرقاوي، فالي أي مدي تتقاطع هذه الشخصيات من الناحية الفكرية والدينية علما أن مسارات كل واحدة منها مختلفة من حيث النشأة والتعليم، وأيضا في تعاطيها مع العمل السياسي ونظرتها لطروحات التغيير في العالم الاسلامي ومشاكل هذا الأخير مع الغرب؟
أعتقد أن الاختلافات الواضحة بين الشخصيات الأربعة، تدل علي نجاح القاعدة، في أكثر من بلد أولا وفي أكثر من طبقة اجتماعية، فهناك بن لادن السعودي، يقال ان أمه سورية الجنسية، ولكنه سعودي قريب من العائلة المالكة لأسباب اقتصادية وتجارية، ولقد درس الاقتصاد لفترة قصيرة، ويجب الجزم أنه لا ينتمي الي زمرة المثقفين وان كان يتمتع بتحصيل علمي وثقافي معين، بدليل أنه يقرأ ويكتب ويخطب الي غير ذلك، في حين أيمن الظواهري ينتمي الي سلالة من الأطباء المصريين من البرجوازية المتوسطة، بينما عبد الله عزام الأخ المسلـــم الفلسطيني الذي مر بدمشق وبالقاهرة وانتهي مساره بباكستان بعد أفغانستان، وأخيرا الشاب أبو مصعب الزرقاوي الأكثر فقرا فكريا ودراسة، ويجب التذكير هنا بأن هناك روابط شخصية بين هؤلاء الأربعة، اذ تعرف بن لادن علي عبد الله عزام ليرتبط مصيره فيما بعد بأيمن الظواهري، ونعرف أن أبا مصعب الزرقاوي تعرف علي بن لادن وان اختلف معه في باكستان. وهم في كل هذا يشتركون في ايديولوجية واحدة في نهاية المطاف، حتي وان اختلف الزرقاوي مع كل هذه الشخصيات في قضية التعامل مع شيعة العراق مثلا الا أنه يفتخر بانتمائه وانخراطه في فكر القاعدة. وما يلاحظ من النصوص، أن ثمة انسجاما ايديولوجيا واضحا بينهم حتي وان كان مسار كل واحد منهم تطبعه خصوصية معينة.