عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-11-2006, 12:21 PM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي

مفردة القاعدة تحمل دلالات لغوية وفكرية معينة لها وقعها لدي المتلقي العربي والمسلم، فهي تعني المرجع، وتعني أيضا مكاناً للتدريب، وأيضا بنك معلومات وخلية تفكير الي غير ذلك، فكيف تعاملتم مع مفردة القاعدة؟
بداهة، استوقفتنا مفردة القاعدة مطولا، وحاولنا محاصرتها من جميع الزوايا حتي نقدم عرضا وافيا عن عملها وطريقة تفكيرها، وأذكر في هذا المقام أن مؤلفي هذا الكتاب وأنا واحد منهم تعاملوا بحرية مطلقة في مختلف التعريفات المقدمة للقاعدة انطلاقا من أن القاعدة كما ذكرت في سؤالك تنطوي علي دلالات متباينة لها وقعها في ذهن الرجل العربي والمسلم، فلا يمكن أن نكتفي بالقول فقط بأن القاعدة هي فقط ميدان للتدريب، أو أنها من الناحية الفلسفية هي المرجع، وبما أننا أربعة باحثين فلقد أدلي كل واحد بدلوه في تقديم التعريفات التي وجبت وتمنعنا طبعا من أن نفرض تعريفات من زاوية واحدة، وقدمنا في هذا المنحي شروحات لغوية وتاريخية واستراتيجية وفلسفية أيضا.
ويجب أن أقول ان القاعدة ظاهرة معقدة جدا علي عكس ما يذهب اليه التبسيطيون في تعريفهم لها، وأظن أن القارئ الفرنسي الذي يتصفح هذا الكتاب يلمس هذا التعقيد من أول وهلة، فعندما يقرأ الفرنسي العادي مثلا رسالة للظواهري في الكتاب مع الشروحات والهوامش المقدمة من طرفنا حتي وان كانت تلك الرسالة تفتقر الي فكر ومحشوة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية كوسيلة للاقناع، يفهم بأن هناك أعماقا تاريخية ودينية وايديولوجية للقاعدة، وكل الكتاب ان شئت هو تفكيك لظاهرة القاعدة ولم نسع لتبسيطها انما لفهمها، فمن الغباء أن نقول ان القاعدة ظاهرة أمنية فحسب، أو ظاهرة دينية أو هي قضية خلاف مع العائلة المالكة في السعودية أو الرئيس حسني مبارك، فلقد حاولنا أن نخرج من هذه التبسيطات، لأن أربــــع ســـنوات انقضت بعد الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) وظلت القاعدة موجودة بالفعل وبالقوة، ربما تراجعت في بعض الجبهات، ولكنها فتحت لها جبهات جديدة.
والقاعدة لها امتدادات في التاريخ تتقاطع مع فكر الاخوان المسلمين وعبد الله عزام يمثل بجلاء الفكر الاخواني في القاعدة، وهي ظاهرة معاصرة تكافح الأنظمة الموجودة في البلدان العربية ويريدون استبدالها بأنظمة دينية بحتة، ولا يجب هنا أن نشكك في ايمان الشخصيات الدينية الأربعة التي ذكرت، فهي لا تستعمل الدين كوسيلة للوصول الي السلطة كنهاية في حد ذاتها بل تتملكها قناعة مطلقة بضرورة الحل الديني لمعضلات العصر، فهي مزيج من السياسة ومن الدين، ومزيج من التراث والحداثة الي غير ذلك.
ودعني أشدد علي ضرورة عدم الاستخفاف بنصوص القاعدة وبعدم استسهالها، ولا يجب الاكتفاء بالجانب الأمني فقط، ولاحظ معي كيف أن ايمن الظواهري في الآونة الأخيرة استطاع أن يبرز كفاءاته الاستراتيجية عندما يتحدث عن العدو البعيد، وهو لا يهدف من خلال خطابه حسني مبارك والجمهورية المصرية أو مخابراتها أو السياح الغربيين في مصر، بل يهدف المدن الأمريكية أو الجيش الأمريكي في العراق، ولا شك حينئذ من وجود قيمة استراتيجية في هذا الاتجاه، وكل نصوص القاعدة من منظوري مهمة لفهم مختلف التحولات التي تعرفها المجتمعات العربية والقيم الجديدة التي باتت تشهدها في الآونة الأخيرة كالعودة الي ثقافة دينية تعود الي السلف الصالح.

_____________________
مراسل القدس العربي في باريس

http://www.alquds.co.uk/index.asp?f...%20فرنسية :fff