عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 15-06-2006, 02:49 PM
نهر الحكمة نهر الحكمة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 303
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المغاربي
أخي نهر الحكمة
تعال لا نخلط الأمور ببعضها فقد فهمت مرادي وفهمت مرادك
أولا انا لم أتطرق في حديثي عن كيفية حوار اهل الكتاب او المجوس او غيرهم, ولو اردت لكان لي قول آخر وبما انك استشهدت بالآيتين الكريمتين فرأيي هو رأيك فلا خلاف على ما أمر به الله.
حديثي كان عن الإختلاف بين المسلمين ذي الدين الواحد والكتاب الواحد, ولا أخالك لم تفهم قصدي لكني لن اظن بك السوء فإن بعض الظن إثم, ولنقل انه التبس عليك, وسأوضح لك وجهة نظري من جديد, قلت بان الإختلاف المحمود بين المسلمين يكون في الذوق وطرق التفكير والاستنتاج والتحليل وغيره كثير, اما ان تقوم طائفة من هذا الدين بالتحريف والابتداع وهم اهل الاهواء على اختلاف مذاهبهم من مرجئة ورافضة واثنى عشرية وغيرهم, فلا ارى حوارا معهم ولا نصيحة لهم, لانهم مفسدة لهذا الدين, فلا ارى سوى زجرهم عن بدعهم وضلالاتهم فان لم ينتهوا فضرب الرقاب, حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله,

أخي الكريم المغاربــي :

شكراً على عودتـك ، مرة ثانيـة .. وأنا لاأظن بك إلاّ خيراً إن شاء الله .

يعني أفهم من كلامك .. أنّك لاترى مانعاً من الحوار مع غير المسلمين ، بالحكمة والموعظة الحسنة .. بينما لاترى ذلك مع المسلمين المخالفين ، الذين لهم وجهة نظر أخرى ، تراها أنت تحريفاً وابتداعاً ومفســدة للديـن .. بل أنّك ترفض التحاور معهم بتاتاً ، ولاترى سوى زجرهم ، فإن لم ينتهوا ، فضرب الرقاب .. !!
ألا تجـد ذلك غريباً ؟
أليس غريباً ، أخي الكريم ، بغض النظر عن صواب أو خطأ ماتقول ، أن نتبارى في الــدعوة إلى رحابــة الصــدر وسعتــه ، وقول التي أحسن ، عنــدما نتحــدّث الى الآخريــن ( من غير المسلمين ) ، بينمــا تضيــق صدورنا وتصــم آذاننــا ، إذا جاءت سيــرة الحديث مع بعضنــا البعــض .. ؟
أليـس مؤلمــا ، أن نتهـم بعضنا البعض بالفســق ، أو الضـلال ، أو الكفــر ، أو الفساد ، أو الشرك .... ، اذا إختلفنـــا .. رغــم أن رســول الإســلام صلى الله عليه وسلـم قد نهانا عن ذلك في أكثــر من حديث صحيــح تنقلــه مصادر السنــة .. ؟
أليــس مريبــا ومثيــرا للشــك ، أن تلتقــي مختلف الفصائــل من أعدائنــا أو أصدقائنــا في تجمعــات يتزايــد عــددها وتتنــوع مجالاتهــا يوما بعــد يوم ... بينما تزرع الألغــام ، وتوضــع الحواجــز والأســلاك الشائكــة ، وتحفــر الخنادق ، وتنصــب المتاريــس فيما بين مختلف فصائل العرب والمسلميـــن ؟
أليـس محــزنا أن يبحــث الجميع عن نقاط للألتقــاء يبنــون فوقــها ، وينسجــون حولها الكثيــر من طموحات الأنطلاق نحـــو المستقبـل ... بينما لا تثار بيننــا سوى معارك سقيمـــة ، وخلافــات القرون التي خلـــت .. ؟
أليــس مؤلمــا أن تكـون الخلافات بين اليهــود هي أشــد من خلافاتنــا ، والله تعالى يقول : ( بأسهــم بينهم شـديد تحسبــهم جميعا وقلوبهم شتــى ) .. ولكنهم أتحــدوا ضــدنا ، وأنتصــروا علينا ... بينما نحــن ما نزال نتجادل ونتشاتــم ونتقاتــل ، ولا نستطيــع أن نجمـــّد خلافاتنــا حتى نستطيــع أن ننتصــر على العــدو الذي يريــد أن يسقــط كل كيان الأمــة .. ؟
ألا يمكن ، أخي الكريم ، أن تتوحـّد الأمة الأسلامية على أساس (( المشتركــات )) التي لا يشك أحد أنها عين الحقيقة .. وهي كثيرة جدا ؟!.
أليس كتاب الله العزيز الذي بين ظهرانينا هو الأصل الذي يشترك جميع المسلمين بالإيمان به والتسليم له ؟؟
أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نبينــا الذي لا نشك بنبوته ولا يعترينا الريب أنه الرسول الذي لا ينطق عن الهوى ، وأنه جاء بالحق ونطق بالصــدق ؟؟ ...
الى ما هناك من الأصول المشتركة والفروع الفقهية المتفــق عليها ...
ألا يمكن أن تكون هذه الأصول والمشتركات .. قاعدة متينة لتوحيد الأمة الأسلامية ، ودفعها لبناء كيان واحــد قوي يحقق عزتها وشرفها ، ويحررها من القيود التي فرضتها دول الضلال ، وسلاطين الجــور .. ؟؟
لماذا نسمح للأعداء ، ولذوي النفوس المريضة والنزعات الخبيثة ، أن يلعبوا على المسائل الخلافية ، ويستغلوها لأثارة النزاعات ، وخرق صفوفنا وشرذمتنــا ؟؟ ...
ثم يأتي من يعلق وحدة هذه الأمة ( الممزقة ) على مستحيل ! ..
فيقول على هذا الفريق أن يترك قناعاته لصالح وحدة الأمــة ..
بينما الأمة الأسلامية تعيش الويلات ، وتتجــرّع الغصص ممــّن لا يعترف ولا يقـرّ بمسلمات هذا الفريق ولا ذاك ، ولا يؤمن بشيء ما من معتقدات هذا الفريق ولا ذاك ، ولا يهمه الا مصالحه الشخصيــة ومآربه الذاتيــة ..!!



تحياتي لك

مع خالص المحبة والإحترام



نهر الحكمـة

__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )