عتاب بسيط يتبعه ود عميق واستعداد للعمل :
ها قد جلس الفرقاء ، وبدءوا جلستهم بعتاب بسيط ، يلوم أحدهم الآخر على تصريح له في مكان ما أو في صحيفة ما ، ويؤكد الآخر أنه لا بد من الالتزام بالثوابت ، فلا يمكن أن يكون كذا وكذا ، ويهز الآخرون رؤوسهم متساهلين ، لأنهم أدركوا أنه لا مناص من جلوسهم وعرض ما لديهم أمام بعضهم البعض ، فالتلكؤ في عدم حسم خلافات الأطياف لن يكون في خدمة أحد سوى أعداء الأمة
و يبدي كل طرف بتكريم غيره في أن يقوده ، دون التمسك بأي معارضة سابقة لتلك الأطياف التي تتفق على محور ثابت واحد وهو درء أخطار أعداء الأمة عنها ، ومن ثم سيناقشون أثناء مسيرتهم في درء العدوان عن الأمة كيفية تأسيس صيغ الحكم المستقبلي بما يراعي وجهات نظر الجميع وفق ثوابت يتم الاتفاق عليها .
وبعد أن فرغوا من تقديم طيف عليهم في مسؤولية القيادة .. تفاجئوا بمجموعة من العوائق التي لم تكن تبرز في المراحل السابقة مثل :
1ـ من أين نبدأ ، هل نبدأ من قطر عربي معين ، أم ندعو لمؤتمر يضم مندوبين عن الأقطار العربية .. أم أننا نبدأ إسلاميا ، وندعو ممثلين عن كل الأقطار الاسلامية ، أو حتى لو لم تكن أقطارهم أو دولهم إسلامية !
2ـ ما هو اسلوب التغيير الذي نعتمده ، هل هو اسلوب المعارضة أو المقاومة المسلحة ، أو النضال البرلماني .. واستخدام كل وسائل النضال المدني من التوعية الى العصيان المدني .؟
3ـ ماذا سيتم تسمية هذه المجموعة ، حركة ، حزب ، جبهة ، مؤتمر ؟
4 ـ أين سيكون مقر الانطلاقة الأولى ، في قطر ما ؟ في دولة عربية ، أم اسلامية ، أم في المهجر ؟
5 ـ هل تبدأ الدعوة سرية .. أم تظهر للعلن ؟
6 ـ كيف ستكون ردة الفعل الحكومية العربية والاسلامية والعالمية وما هي الاحتياطات لضمان ديمومة هذا التحرك ؟
__________________
ابن حوران
|