عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 28-12-2006, 08:23 PM
amir alnur amir alnur غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 133
إفتراضي

وثيقة الأسرى بين مأزق فتح وورطة حماس




بقلم :محمد أسعد بيوض التميمي

bauodtamimi@hotmail.com



أصدر بعض من يعتبرون أنفسهم يمثلون الاسرى الفلسطينيين في إحدى سجون دولة الاغتصاب اليهوديه وثيقه سميت بوثيقة الاسرى وفيها تم تحديد مصير القضية الفلسطينية وا لمسار السياسي للشعب الفلسطيني من وجهة نظر هؤلاء الاسرى الموقعيين عليها وهم يمثلون بعض التنظيمات الفلسطينية من ضمنها فتح وحماس والجهاد ويطلبون من جميع أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفه بأن يتبنوا ما جاء فيها ,فقامت السلطه الوطنيه (مؤسسة الرئاسه ) بتبني هذه الوثيقه وقررت طرحها للاستفتاء العام لأخذ موافقة الشعب الفلسطيني عليها.



ان تبني هذه الوثيقة من اية جهة كانت من الشعب الفلسطيني ومهما كانت شرعية هذه الجهة يعتبر خيانة وجريمة لا تغتفر وان عملية طرحها على الاستفتاء لأخذ موافقة الشعب الفلسطيني عليها في الضفة الغربية وقطاع غزه يعتبر خيانة وجريمة اكبر وذلك لعدة امور :-



اولا : ان الاوطان لايستفتى عليها فكيف اذا كان هذا الوطن هوجزء من عقيدة المسلمين حيث انه مسجل في القرأن الكريم بعدة أيات , فالقدس ومسجدها الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم انما هي مقدسات إسلامية وليست مقدسات فلسطينيه فهي ملك للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها فهل اخذ من يتبنون هذه الوثيقة موافقة جميع المسلمين في الارض على هذه الوثيقة لذلك يجب ان يكون رفض هذه الوثيقة رفضا عقائديا وليس سياسياً وقانونياً ومن باب ان الهدف هو إسقاط حكومة حماس كما تقول قيادة حماس في تحفظها على الوثيقة.



أثانيا : ان هذه الوثيقة صدرت عن اسرى و الاسيرفي العرف القانوني والعسكري والامني والانساني يعتبر فاقدا لحريته وفي وضع نفسي لا يمكنه من التفكير بحرية واتخاذ القرار السليم بعيدا عن الضغوطات وخصوصاً إذا كان محكوماً احكاماً عالية مما يجعله يقدم تنازلات من اجل تقريب يوم الحرية والخروج من السجن من باب الضعف الانساني فالانسان معرض لهذا الضعف الذي يدفعه إلى اتخاذ قرارات تتعارض مع قناعاته ومبادئه واهدافه التي سجن من أجلها .



ثالثا : ان الاسير معرض للإسقاط الامني وهذا احتمال وارد فكثير من الاسرى يتعرضون لأغراءات مختلفه قد يصاب الاسير بالضعف الانساني امامها فينهار , فالمناعة النفسية وقوة ا لتحمل تختلف من شخص لأخر فهذا الإحتمال وارد , لذلك فان جميع جيوش العالم وحركات التحررلا تسمح للاسير ان يعود إلى موقعه السابق أو إلى الجندية أو تسلمه أية مسؤولية تتعلق بمصير الوطن وذلك من باب الاحتياط ليس إلا فالامر يتعلق بعقيدة ودين و بمصير شعب وأمة ووطن وهذه الامور فوق كل الاعتبارات الشخصية والعلاقات الانسانيه .



رابعا : ان قيام الاسرى بتقديم خطة نيابة عن شعبهم وقيادته الحره الطليقه لتقرير مصير هذا الشعب ومصير وطنه فهذا لم نسمع عنه إطلاقاً لا في التاريخ ولا عند أية أمة من الأمم أو شعب من الشعوب ولا عند أية حركة تحرر في العالم ولا عند أية دولة , فالقبول بهذا الامر يولد علامات استفهام كبرى حول كل من يقبل بهذا الامر.



فمع إحترامنا للاسرى والذين نتمنى لهم الخروج قريباً من سجنهم ونقدر عالياً تضحياتهم وما قدموه من سنوات عمرهم فهم حقاً يستحقون منا كل احترام وتقديرويجب بذل كل جهد ممكن من اجل إخراجهم من السجن وارجاع حريتهم إليهم فهم حقاً قد ضحوا بزهرة شبابهم فداء لشعبهم ووطنهم إلا ان هذا لايعني أن يصبحوا أصحاب القرار في تحديد مصير الشعب والقضيه فهذا شيء غريب عجيب ليس له سابقة في التاريخ بل ان هذه هي السابقةالاولى في التاريخ واية قيادة هذه التي تسلم زمام امرها للاسرى ليقرروا نيابة عنها, ان هذا الامر منافي للعقل وللمنطق ومن الامور التي لاتصدق .



فاللجوء إلى الاسرى ليقوموا بتقرير مصير الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة انما يعبر حقيقة عن وجود فراغ سياسي خطير في قيادة الشعب الفلسطيني اليوم ويدل دلالة قاطعة على المأزق و حالة انعدام الوزن لدى من يعتبرون ا نفسهم قيادة الشعب الفلسطيني وتدل أيضاً على ان هذه القيادة فقدت جميع اوراقها واصبحت عاجزة وفقدت القدرة على تحديد الاتجاه فتريد ان تلقي بحمل المسؤلية التي يبدو بوضوح انها غير مؤهلة لحملها على كاهل وعاتق الاسرى لعلهم ينقذونها من هذا المأزق الذي وجدوا انفسهم فيه وخصوصاً بعد وفاة ( ياسر عرفات) الذي تامر بعضهم عليه والذين هم انفسهم الذين يتامرون على فتح والذين كانوا السبب في سقوطها بالانتخابات ووضعها في هذا المازق فصارهم قيادة فتح ومشروعها الاول الذي تسعى لانجازه هو كيفية إستعادة السلطه المفقودة وذلك بواسطة صب جميع الجهود للتعجيل بسقوط حكومة حماس بدلاً من العمل على تحقيق مشروعها الوطني الذي تتبناه وتدعوا إليه والذي تولد عن إتفاقية أوسلو وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967ووثيقة الاسرى هي احد الوسائل التي لجأ اليها هؤلاء للخروج من هذا المازق.



أما ورطة حماس فانها قد اغرقت نفسها في مستنقع الهم اليومي المتعلق بمعيشة المواطن الفلسطيني فتخلت عن هدفها وهو تحرير فلسطين وقتال العدو وشعارها التي كانت ترفعه ( نصر أو استشهاد ) وأصبح هدفها ألإستيراتيجي هو كيفيةا لبقاء في السلطة والاحتفاظ بالحكومة ومهما كلف الثمن وكأن الشعارات التي كانت ترفعها وأولها الغاء السلطه وان لا حل إلابخيار المقاومة انما هو لذر الرماد في العيون ولاخفاء الهدف الحقيقي وهو ان تكون قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية وخصوصاً وأن هناك كثير من الاراء والتحليلات السياسيةوالمعطيات كانت تقول بأن حماس بالاساس أسست كمشروع قيادة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية وان بعض الانظمة العربية الاقليمية كانت وراء هذا المشروع وان احدى هذه الانظمة ساهمت بصناعة بعض رموز قيادة حماس في الخارج, فدخول حماس الانتخابات وتشكيلها لحكومةهي من إفرازات اتفاقيات أوسلو التي تنص على الاعتراف بالكيان اليهودي وخطابها السياسي الذي يتحدث عن انسحاب الكيان اليهودي إلى حدود 1967 واقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة هو اعتراف بالكيان اليهودي قد اعطى مصداقية لهذه التحليلات والمعطيات لأن فلسطين ليست الضفة الغربية وقطاع غزة فقط وانما كل فلسطين من راس الناقورة شمالا وحتى ام الرشراش جنوبا ومن النهر الى البحر فلو كانت قيادة حماس واعية وعلى إدراك حقيقي وتتمتع بفهم عميق لفقه المعركة ومشروعها مشروع جهادي خالص يستهدف الجنة او النصر ومرجعيتها القران والسنة ما تورطت بهذه الورطة الغبيه ا لتي حولت القضية الفلسطينية من قضية قتال لعدو غاصب من اجل استعادة وطن وعودة شعب إلى أرضه إلى قضية البحث عن لقمة العيش وقضية رواتب فأصبح الهم اليومي للشعب الفلسطيني الأن هو كيفية الحصول على الرواتب ومتى ,فاشغلوا الناس بقوت يومهم بدلاً من مجابهة عدوهم ووضعوا الشعب الفلسطيني بين مازق فتح وورطتهم , فما لحماس وهذا العبيء الكبير ا حيث تحولت مهمتها من قتال العدو الى كيفية توفير الرواتب و من حركة مجاهدة الى حركة متسولة ,وتحول صراعها مع العدو الى صراع مع حركة فتح .



انني ادعو حركة حماس ان تعيد النظر في موقفها وان تتخلى عن السلطة اوتقوم بالغائها كماكانت تطالب وبإصرار ( ياسر عرفات ) بذلك و العودة الى صفوف المجاهدين وأن تزن مواقفها بميزان ( القران والسنة ) وان تجعلهما مرجعيتها وليس شيئء اخر حتى لا تقع فيما يخالفهما فتصاب بعمى البصر والبصيرة كما هو حاصل الان وانني ادعو جميع المخلصين من جميع اعضاء الكتائب المجاهدة من ( كتائب القسام وكتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب ابو الريش) بأن يأخذوا زمام المبادرة وتشكيل مجلس شورى المجاهدين وإعلان أن القران والسنة هما المرجعيةوان المواقف السياسية للمجاهدين ستكون حسب هذه المرجعية واعلان ان طلاب الدنيا من المتهافتين على السلطة والمناصب وتنازع الصلاحيات في سلطة وهمية خاضعة بالكامل لسلطة العدو المغتصب لفلسطين لاتمثل المجاهدين طلاب الجنة ,فعلى هؤلاء المجاهدين المخلصين والذين لانشك باخلاصهم ان يعلموا ومن باب التذكير والحرص عليهم بأن العمل لا يقبله الله إلا إذا كان خالصاً لوجهه الكريم وصاحب هذا العمل عقيدته صحيحة لا يوجد فيها خلل أو بدع أو ضلالات أو اختلاط بالمفاهيم والمصطلحات ويؤمن بأيات الولاء والبراء التي لايمكن ان يكون هناك نصر من الله بدون تنفيذ احكامها وان لاتحالف إلامع الله , أما التحالف مع الملاحدة والعلمانيين من الذين يعتبرون الاسلام رجعية وتخلف وظلامية فهذا ليس من الاسلام في شيء ( وما كنت متخذ المضلين عضدا ) .



وانني ادعو هؤلاء المجاهدين بأن يقتدوا بالمجاهدين في العراق وافغانستان الذين يرفضون رفضاً قاطعاً بالانخراط في العملية السياسية تحت حراب العدو الكافر وان مشروعهم يستهدف تحرير العراق وافغانستان تحت راية القران والجهاد في سبيل الله مهتدين بالاية الكريمة( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) فهاهي امريكا بكل مالديها من قوة تُهزم على أيديهم فعلى جميع المجاهدين في سبيل الله ان يعلنوا موقفاً واضحاً مما يسمى بوثيقة الاسرى وانها مخالفة للقران والعقيدة اولا وانها مرفوضة دون تحفظ وان القانون ليس عقيدتنا حتى يكون مرجعيتنا لنقبل ونرفض على اساسه وانه حتى لو أجمع الشعب الفلسطيني على هذه الوثيقه فأنها لن تكون مقبولة من اصحاب العمل الصحيح الخالص لوجه رب العالمين لأن القران يرفضها (.وا ن تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله) ( 116 )الانعام