عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 05-05-2006, 03:53 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

دارفور تاريخيًا
تعتبر دارفور أكبر أقاليم السودان, وتقع في الغرب منه وتمثل حدوده الغربية الحدود السياسية للسودان في تلك الجهة مع ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد، ويبلغ عدد سكان الإقليم نحو 6.7 مليون نسمة، وجميع سكانه مسلمون سُنة، وقد قسم الإقليم منذ عام 1994م إلى ثلاثة أقاليم متجاورة ومختلفة الأعراق، وهي الغرب والشمال والجنوب, وتبلغ نسبة الجماعات الأفريقية نحو 60% بينما تبلغ نسبة العرب 40%, وتتسم دارفور بروعة الطقس وجمال الطبيعة وسماحة أخلاق أهلها في الترحيب بالضيف وحسن وفادته.


أصل الحكاية
يرى العديد من المحللين والمتابعين لقضية دارفور أن طبيعة الخلافات التي دارت خلال العقود الماضية في ذلك الإقليم تعود إلى أسباب طبيعية لا أسباب عقائدية، كالاختلاف على الرعي والأرض، وقد شهدت دارفور تمردات عدة منذ ستينيات القرن الماضي كان أبرزها تمرد حركة سوني وتمرد جبهة نهضة دارفور, وأخيرًا تمرد حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، والتحالف السوداني الديمقراطي الفيدرالي، وقد كان الدافع لهذا الأخير هو محاولة اقتسام عائدات البترول, لأن هذا التمرد لم يظهر إلا بعد ظهور البترول واليورانيوم في جنوب ووسط السودان.


قادة التمرد
تعتبر الأحزاب المسلحة في دارفور مرتبطة بشكل أساسي بالقتال أو التمرد الجاري هناك, وتعد جبهة تحرير السودان أكثر هذه التنظيمات نشاطًا وتمردًا، وتنسب إليه معظم العمليات العسكرية، وترى الحركة أن التهميش الذي يتعرض له الإقليم 'دارفور' وحجب أبنائه من السلطة أو المناصب وانعدام المرافق والخدمات الأساسية هي المحرك الرئيس لها، وتنادي بحكم ذاتي موسع وبإعادة بناء السودان على أسس جديدة، أما حركة الدالة والمساواة فهي حركة علمانية تطالب ببناء سودان ديمقراطي مدني.

والتنظيم الثالث هو حزب التحالف الفيدرالي، ويحمل هذا الحزب مطالب الأهالي ويسعى إلى تحقيقها، وأخيرًا الجنجاويد ويقصد بالكلمة الرجل الذي يركب جوادًا ويحمل السلاح، واتهم الأحزاب الثلاثة الجنجاويد بأنهم يعملون لحساب الحكومة، وتقول الحكومة: إنهم يهاجمون قواتها أيضًا.



اشتعال الصراع

أدت بعض العوامل في الفترة الأخيرة إلى اشتعال فتيل الصراع بشكل واضح, وقد أرجع المراقبون ذلك إلى بعض العوامل, وعلى رأسها سهولة الحصول على الأسلحة، وهذا أدى إلى تفشي القتال وإزهاق الأرواح، كما أن زيادة فترات القحط والجفاف والتنافس على المواد الضئيلة أدت إلى نشوب صراعات وخلافات بين أبناء الإقليم، وفوق ذلك كله كان لإعادة التنظيم الإداري لإقليم دارفور، وقد تم خلاله منح أفراد الجماعات العرقية مناصب في السلطة, وهذا ما اعتبرته طائفتا المساليت وفور بمنزلة تقويض لدورهما في الإقليم وأدى ذلك إلى تفاقم الصراع.

كل تلك العوامل مجتمعة أدت إلى نشوب صراع مسلح، وكانت بداية الاشتباكات المسلحة في عام 1988م, وعلى رغم تدخل رؤساء القبائل ودفع تعويضات للمتضررين فإن الاشتباكات استؤنفت إلى أن تدخلت الحكومة وعقدت مؤتمرًا للمصالحة وتم تعويض خسائر العرب وطائفة السماليت والفور، إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد، دخل الصراع منعطفًا جديدًا عندما قام متمردون من حركة العدالة والمساواة ومتردون من جيش التحرير السوداني بمهاجمة أهداف حكومية في دارفور متهمين الحكومة بالتحيز لصالح العرب, وقد كان ذلك في أوائل عام 2003م.



حقيقة الموقف الدولي:

يرى معظم المتابعين للموقف في دارفور أن الأمر ليس كما تهوله الإدارة الأمريكية, وليس كما تهوله الحكومة السودانية, فالجميع مصلحته سواء في التهوين أو التهويل، وفي تحليل نشر مؤخرًا لوكالة قدس برس فإن التفسير المنطقي لتدخل الولايات المتحدة في أزمات ورفع يدها عن التدخل بأخرى هو كلمة واحدة هي 'النفط'، و اليورانيوم , وحسب تحليل قدس برس فإن السلام في جنوب السودان برعاية أمريكية والصراع الحالي في دارفور برعاية خفية فرنسية هو جانب من الحرب النفطية العالمية، خصوصًا أن السيطرة على النفط هي سلاح أمريكا الأقوى للسيطرة على العالم ومنع أوروبا من أن تشكل منافسًا حقيقيًا لولايات المتحدة مستقبلاً على مستوى العالم.



ويدل التحرك الأمريكي السريع في دارفور على أن الإدارة الأمريكية أرادت الإسراع بأخذ زمام المبادرة قطع الطريق على أي طرف آخر يقوم بور الرعاية للعملية السياسية الجارية في دارفور والتي لا يمكن فصلها عن دائرة الصراعات الدولية على النفوذ في أفريقيا، وأن التحرك الأمريكي ليس قائمًا على الرحمة على هذا أو الشفقة على ذلك, بل هي المصلحة والسيطرة التي لا تنظر الولايات المتحدة إلا من خلالها.



خطأ الحكومة:

كثير من المحللين يرون أن الأمر ليس كما تهونه الحكومة, وقد أخطأت في صمتها على ما يحدث، أخطأت أولاً بصمتها على ممارسات المليشيات العربية ضد غير العرب ولم تتحرك بشكل جدي لنزع سلاح تلك المليشيات, وقد يكون ذلك في غير مقدورها لكنها لم تتحرك جديًا، كما أخطأت عندما سكتت عن الأزمة في بدايتها وصورت الأمر على أنه حركة نهب وليس الحركات المتمردة في صمت بلا ضجيج, إلا أن الصمت انقلب إلى ضجيج وأعطى الفرصة للمتربصين بأن يمدوا أيديهم ليعبثوا بحجة الإصلاح، وأعطيت الحكومة فرصة 30 يومًا لتحل أزمة تتعمق جذورها إلى أكثر من 40 سنة, فأي مأزق وقعت به الحكومة السودانية؟ وأي مخرج تستطيع الخروج منه؟!


الدور العربي:

وكما هي عادة الدول العربية لم يكن لها تدخل يذكر في حل الأزمة؟ واكتفت ببعض التصريحات من خلال جامعة الدول العربية ورفضها للمهلة التي حددها مجلس الأمن, إلا أن ما يجب أن تقوم به الدول العربية على حد قول المتابعين للموقف كثير، فبمجرد ترك الأمور تسير بلا ضوابط أو بدون ربط عربي فإن أمريكا ستجد لها مرتعًا خصبًا ومدخلاً سهلاً من بوابة الوطن العربي الجنوبية.


ذباب التنصير يتساقط على دارفور

وبعيدا عن حقيقة الصراع في دارفور، وعن موقف الحكومة منه .. فما يعنينا الآن هو إلقاء الضوء على خطر التنصير الذي يهدد هذه المنطقة من العالم الإسلامي، فكما يسقط الذباب على القاذورات ويتسابق إليها، لم يترك المنصرون مأساة الخوف والتطاحن والمجاعة في 'دارفور'، لا سيما مع هذا الزخم الإعلامي المصطنع، والاهتمام الأنجلو أمريكي المفاجئ بمآسي مسلمي دارفور عربا وأفارقة، ولا عجب فقد قفزت 'دارفور' لتصبح جزءاً من الأجندة الانتخابية لكل من «بلير» و«بوش»، إذ يحاولان الصعود بها من المستنقع العراقي ولو قليلا!.

ومما يجدر بالقارئ الكريم أن يعلمه أن إقليم'دارفور' الواقع غربي السودان لا يكاد يوجد بين سكانه نصراني واحد، واشتهر أهله بأنهم حفظة للقرآن، بل يحتلون المراكز العالمية الأولى في مسابقات حفظ القرآن، وهم من أكثر الأقاليم تديناً في السودان، وطالما نعم بالهدوء والتعايش بين القبائل المختلفة.

المنظمات التنصيرية العاملة في دارفور

لعل من أوائل المستفيدين من تضخيم أحداث دارفور ذباب التنصير الذي وجد بالفعل سبيله إليها وسط الضغوط الدولية على الحكومة السودانية للسماح لمنظمات'الإغاثة' بالتحرك في الإقليم.

فهذا بابا الفاتيكان أبدى انزعاجه وقلقه على ما يعانيه مسلمو دارفور!

وأرسل مبعوثا شخصيا له وهو رئيس الأساقفة الألماني 'بول كوردز' إلى السودان أواخر شهر يوليو 2004، للضغط على الحكومة السودانية لتسرع في إدخال المنظمات الكاثوليكية وتقدم لها التسهيلات، والأهم من هذا هو السماح للفاتيكان بتقديم 'تضامنه الروحي' للمنكوبين أي التنصير.

إن عدد المنظمات التنصيرية العاملة في دارفور يزيد عن خمسة وعشرين منظمة، فهاهي منظمة كاريتاس الكاثوليكية فرع نيويلندة الجديدة التي لم تكتف بطاقمها الذي يربو على المائتين بل تنادي بـ [منصرين متطوعين] كاثوليك للمشاركة في أعمال التنصير تحت ستار [الإغاثة] المزعومة في السودان .

وقال راديو الفاتيكان إن منظمة جديدة أسست من أجل تقديم الخدمات الطبية في أفريقيا وخاصة السودان، وتدعى 'السامري الصالح'.

وليس البروتستانت بأقل حماسا من الكاثوليك في التنصير بدارفور، فهذه الكنيسة النرويجية الإنجيلية اللوثرية تقوم بحملة تبرعات لا تزال مستمرة لتنصير مسلمي دارفور تحت ستار المساعدات الإنسانية، وخاصة من نزح منهم إلى 'تشاد'.

ومن بين المنظمات التنصيرية التي كرست جهودها مؤخرا في دارفور: منظمة 'ميرسي كوربس' الأمريكية الإنجيلية والتي قضت 25 عامًا بالتنصير في جنوب السودان .


الأبادة الجماعية :

يدعى الكاذبان بوش وبلير بأن هناك إبادة جماعية ..... ومع أن الأعلام كله في يديهما , لم نرى إلى الآن صورة جثه واحدة في دارفور ..... وعلى العكس من ذلك .. ما يحدث في العراق ... مع كل التعتيم الأعلامي من جانب الأمريكان ومع هذا نشاهد كل يوم عشرات الجثث التي عليها آثار تعذيب ... ثم رصاصة في الرأس ....... فأين هي الإبادة الجماعية يا ترى ... عند شيعة العراق أم عند مسلمي دارفور ؟؟؟