الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #99  
قديم 19-06-2005, 02:27 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

16 - ومن الأخطاء الشائعة : الفتوى بغير علم



إننا نرى ونسمع - أحياناً - في المجالس أو الاجتماعات العامة أن بعض الناس يُنصِّب نفسه مفتياً وكأنه أحد العلماء المشهورين ، وكل مسألة يُفتي فيها بسرعة وجرأة ، هذا يجوز وذاك لا يجوز .. هذا حرام وهذا حلال .. وهكذا . وكل ذلك الفعل حرام لا يجوز والفتوى بغير علم حرام ، قال الله تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون ) النحل : 116 . قال العلماء : الفتوى تحرم على الجاهل ولو أصاب الجواب ، ولو أفتى أحد بغير علم وأخطأ المسألة فعليه إثم الفتوى وإثم من عمل بها . فالفتوى أمرها عظيم حيث يقوم عليها تطبيق الأحكام والعبادات وبها صلاح الدين وصلاح أحوال الناس .



وإن الكثير من أهل العلم الحقيقيين لا يستطيعون الفتوى ، وإن استطاعوها فإنهم يتورعون عنها ويحاولون الابتعاد منها خوفاً من الخطأ ، فكيف بالجاهل ، أو بمن يقول عن نفسه إنه مثقف وواسع الإطلاع والمعرفة .

قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئُلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) متفق عليه .

وقال ابن أبي ليلى - وهو أحد التابعين : " أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول " وكل ذلك خوفاً من الفتوى ؛ لأنهم يخشون الخطأ ، فإذا كان هذا حال الصحابة الكرام وهم أهل العلم والفتوى فكيف بهؤلاء المغرورين .

ولذلك فليحذر كل مسلم أن يتجرأ على الفتوى أو يقول على الله بغير علم ، فإن فعل ذلك فقد كذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وقد نال من الإثم الشيء الكثير .

والواجب على من سئل عن شيء وهو لا يعلم فلا يستحي من أن يقول لا أعلم ، أما إن كان قد سمع شيئاً من العلماء وفتاواهم فلا بأس أن ينقل ذلك ويقوله .



17 - ومن الأخطاء الشائعة : النياحة على الميت .

والنياحة هي :- البكاء والصراخ بصوت عالٍ ، أو بلطم الخدود وشق الجيوب والثياب . وهذا الفعل محرم تحريماً شديداً وهو من أعظم الذنوب ، بل إن النائحة ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " متفق عليه .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله الخامشة وجهها ، والشاقة جيبها ، والداعية بالويل والثبور " رواه ابن ماجه وابن حبان .

وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { بريء من الصالقة والحالقة والشاقة } متفق عليه . والصالقة هي التي ترفع صوتها بالنياحة ، والحالقة : هي التي تحلق رأسها عند المصيبة والشاقة هي التي تشق ثوبها .



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ اثنان في الناس هما بهم كفر ، الطعن في النسب والنياحة على الميت د

رواه مسلم .

فكل ما سبق ذكره من أحاديث هي تبين تلك المحرمات العظيمة التي تدل على ضعف الإيمان وعدم الرضا بقضاء الله ، إضافة إلى أنها من قلة العقل وضعف النفس ، فالواجب على المسلم الصبر والاحتساب عند المصائب .



18 - ومن الأخطاء الشائعة المنتشرة بكثرة : كثرة اللعن .



إن المسلم ليس باللعان ولا بالسَّبَّاب ولا بالفاحش البذيء وقد حرّم الإسلام على المسلم أن يلعن غيره إلا من استحق اللعن من الكفار وغيرهم من الفاسقين . وإنك تسمع اليوم في المجالس أو في الطرقات اللعن الكثير والشتم ، من الكبار والصغار على سبيل الجد أو الهزل وهذا منكر عظيم ومحرم كبير ، قال صلى الله عليه وسلم [ لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار ] رواه مسلم .

فعلى المسلم ألا يُجري اللعن والسباب على لسانه ، ولا يجعل ذلك عادة له حتى وإن كان مازحاً . كما انه لا يجوز لعن غير الآدمي : من البهائم والحيوانات أو الأماكن أو المأكولات والمشروبات .

فعن أنس رضي الله عنه قال : كان رجل يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير ، فلعن بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا عبد الله لا تسر معنا على بعير ملعون } رواه ابن أبي الدنيا .

وقال صلى الله عليه وسلم [ لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ] رواه مسلم . فاحذر أيها الإنسان من اللعن فإنه منه من المحرمات العظيمة ، ثم ماذا تستفيد من هذا المزاح المصحوب باللعن والسب فما هو إلا دليل على ضعف الدين والوقاحة وقلة الحياء .



للفائدة



السؤال:

ما هو مكان الصوفية في الإسلام ؟ ما صحة القول بأن هناك عبّاد وأولياء يتّصلون بالله ، بعض الناس يعتقدون بهذه الظاهرة وأنّ هناك ما يُثبت ذلك في الأديان المختلفة والأنحاء المختلفة في الأرض .
كيف تمكن رؤية الذين يدعون بأنهم صوفية أو تابعين للصوفيين ؟
أليست الصلاة والذكر نوع من الاتصال بالله سبحانه وتعالى ؟

الجواب:
الحمد لله
لم يعرف الإسلام اسم الصوفية في زمن الرسول وصحابته والتابعين حتى جاء جماعة من الزهاد لبسوا الصوف فأطلقوا هذا الاسم عليهم ، وقيل مأخوذ من كلمة صوفيا ومعناها الحكمة باليونانية وليست مأخوذة من الصفاء كما يدعي بعضهم لأن النسبة إلى الصفاء صفائي وليست صوفي .
وظهور هذا الاسم الجديد والطائفة التي تحمله زاد الفرقة في المسلمين ، وقد اختلف الصوفية الأوائل عن الصوفية المتأخرة التي انتشرت فيها البدع بشكل أكبر وعمّ فيهم الشرك الأصغر والأكبر وبدعهم مما حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح
وفيما يلي مقارنة بين معتقدات الصوفية وطقوسها وبين الإسلام المبني على القرآن والسنّة :
الصوفية : لها طرق متعددة كالتيجانية والقادرية والنقشبندية والشاذلية والرفاعية وغيرها من الطرق التي يدعي أصحابه أنهم على الحق وغيرهم على الباطل والإسلام ينهى عن التفرق ويقول الله تعالى { ...ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } ( سورة الروم الآيات 31-32).
الصوفية : عبدوا غير الله من الأنبياء والأولياء الأحياء والأموات فهم يقولون ( يا جيلاني ويا رفاعي ويا رسول الله غوثاً ومدد ، ويا رسول الله عليك المعتمد ) .
والله ينهى عن دعاء غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو ويعدّه شركاً إذ يقول { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين } سورة يونس ،آية 106 .
الصوفية : تعتقد أن هناك أبدالاً وأقطاباً وأولياء سلّم الله لهم تصريف الأمور وتدبيرها والله يحكي جواب المشركين حين يسألهم :{ ومن يدبر الأمر فسيقولون الله } سورة يونس : 31 . فمشركو العرب أعرف بالله من هؤلاء الصوفية .
والصوفية يلجأون لغير الله عند نزول المصائب والله يقول : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير } .
بعض الصوفية : يعتقد بوحدة الوجود فليس عندهم خالق ومخلوق فالكل خلق والكل إله .

ولذلك كانت القاعدة العظيمة أننا لا نزن الأشخاص بالخوارق التي تظهر على أيديهم وإنما بحسب بعدهم وقربهم والتزامهم بالكتاب والسنّة ، وأولياء الله حقّا لا يُشترط أن تظهر لهم خوارق بل هم الذين يعبدون الله بما شرع ولا يعبدونه بالبدع ، أولياء الله الذين ذكرهم ربنا في الحديث القدسي الذي رواه البخاري في الصحيح 5/2384 عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " . والله الموفق والهادي إلى طريق الصّواب .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

( تنويه : حذف كثيراً من الإجابه وذلك لطول الجواب .. ارجو مراجعة موقع الشيخ المنجد .. كما أرجو من الجهاز الفني في هذا المنتدى زيادة سعة الاحرف والكلمات .... الحقاق )
وقفه :-

امنعوا الناس من المزاح فإنه يذهب بالمروءة ويوغر الصدور .

" عمر بن الخطاب رضي الله عنه "



__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه