عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-09-2006, 06:50 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي نعم استخدم المسلمون السيف ... ولكن !!!

المسلمون والنصارى كلاهما استخدم السيف فى سبيل نشر العقيدة ، ولكن شتان بين الإثنين فى هدفهما من ذلك .


استخدم النصارى السيف ليجبروا الناس على مذهبهم ، ومن يخرج عنه لا يتورعوا عن قتله وذبحه ، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك ... فمنذ مجمع نيقية فى القرن الرابع الميلادى الذى عقد تحت إشراف الإمبراطور قسطنطين الذى اعتنق النصرانية ليركب الموجة حيث كانت قد انتشرت فى الدولة الرومانية ووجد أنه لتدعيم ملكه أن يتنصر ، ولكنه عمل على تحريفها لتتفق مع وثنيته التى كانت هى عقيدته الأصلية ، وفى هذا المجمع اعتمدت العقائد المنحرفة من ألوهية المسيح عليه الصلاة والسلام وكان أن أمر بتحريق الإناجيل التى لا تتفق مع هذه العقيدة ، وقتل وذبح كل من يخالف هذا الإفك ، ولما كان الرومان هم المتسلطون على كثير من البلاد فقد كانت هذه النصرانية المنحرفة هى السائدة ولا عقيدة أخرى بجوارها ، وكان الرومان يحكمون ما يسمى بالمنطقة العربية الآن .
دليل آخر من التاريخ ... هو ما حدث فى الأندلس حينما اجتاحها النصارى ، ولم يبقوا فيها أحدا من المسلمين ، وأقيمت محاكم التفتيش لصد الناس عن عقيدتهم وتحويلهم للنصرانية .
والتاريخ القريب شاهد أيضا ، على أن كل البلاد النصرانية فى الغرب لم تكن بها عقائد أخرى غير تلك العقيدة ، مما يؤكد أن النصرانية لا تسمح بأى عقيدة أخرى بجوارها .




نأتى إلى الإسلام ... بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل إلى هذه البلاد التى يحكمها الفرس والرومان لإبلاغهم الدعوة بالحسنى ، فأبوا وأعلنوا عليه الحرب ورفضوا هذه الدعوة ، فما كان للمسلمين بعد موت رسول الله ، وبأمر منه فى غزوة مؤتة إلا أن يزيلوا هؤلاء الطغاة المتسلطين ، وفى بعض الأحوال بطلب من أهل البلاد أنفسهم ، ليتركوا للناس حرية العقيدة ويلتزموا بهدى الإسلام وهذه الآيات التى أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بداية الوحى :::

1 - "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" .

2 - "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ" .

3 - "مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ" .

4 - "فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" .

5 - نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ" .

6 - فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}


هذه الآيات الكريمة وغيرها كثير هى المنهاج الذى وضعه المسلمون أمام أعينهم وهم يقاتلون بالسيف الطغاة الذين يجبرون الناس على عقائدهم .
هذه الحقائق لا يستطيع أحد إنكارها لأنها جزء من التاريخ .
ومن الأدلة على صدق هذا التوجه ، أن اليهود والنصارى موجودون فى الدول الإسلامية ويعاملون أحسن معاملة ، فى الوقت الذى لا توجد ديانات أخرى لوقت كبير ، فى البلاد النصرانية .




ويشير سبحانه وتعالى إلى هذا المفهوم بالنسبة لليهود والنصارى بأنهم لا يرضون بعقيدة أخرى بجوار عقيدتهم حينما يقول :::

"وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى ...." .



ظل هذا التوجه عند النصارى لفترة طويلة إلى أن انتشر العلم ورفعت يد الكنيسة من على رقاب الناس ، ووجدوا الحرية فى التعبير عن أفكارهم ، فكانت الثورة على الكنيسة وتعاليمها ، فوجدنا من ألحد ومن رفض الأفكار التى لا تتفق مع العقل والمنطق ، ومنهم من ذهب يبحث عن دين آخر من أديان الهند وغيرها ، ومن من أسلم بعد بحث واقتناع . هذه الحركة بدأت ضعبفة بعض الشئ ، إلى أن ترجم القرآن الكريم إلى عدة لغات ، وانتشر المسلمون كدعاة فى بقاع الأرض ، وحدثت ثورة المعلومات وأصبح نور الله سبحانه وتعالى يشع فى الإنترنت ، فإذا الناس يدخلون فى دين الله أفوجا ... فكان الرعب من أعداء الإسلام وكانت المؤامرات ... وها هو البابا يخشى على الغرب من انتشار الإسلام ومن انقراض النصارى فيه ، ولم يخفى تخوفه هذا بل أعلنه ، وهكذا أظهرت كلماته الإخيرة بكل وضوح هذا الحقد .