عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-08-2007, 04:59 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

وجهات نظر :


ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
الراوي: أسامة بن زيد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح


وجهات نظرنا لم تنشأ من فراغ ؛ إنها منبثقة من بيئتنا وخلفيتنا وخبرتنا وشخصيتنا . إنها انعكاسات لأى محاولة بشرية لاستخلاص مبادئ توجيهية شاملة للمجتمع ، فتطبيق النتائج دائما ينحصر فى زمن ومكان محدد . وإحدى معجزات التنزيل أنه يتواصل من خلال مجتمع بعينه فيرسل برسالة تصلح لمجتمع مختلف تماما . من جانبنا لسنا مضطرين لفهم المجتمعات السابقة للوحى ، فالمتوقع منا أن نتصل به عن وعى لنطبقه علينا كيف نعيش وكيف نتصرف فى أمورنا . وبفعل ما هو أقل من ذلك ، نكون قد تجاهلنا خاصية الإسلام العالمية ونبتعد عن ديمومة الوحى المزدهر دائما ... وأكثر من ذلك البعد عن المجتمعات الإسلامية الناجحة .
وأعرف مسبقا بأن وجهات نظرى عن دور الرجل والمرأة فى المجتمع الإسلامى ... وكذلك فى كل المواضيع التى أناقشها ... متأثرة بشكل كبير بأحوالى الشخصية ، وقد لا تصح لآخرين . وهذا هو بالضبط السبب في أن عملية إعادة النظر والتفسير يجب ألا تتوقف . وفى الحقيقة فإن كل المسلمين الذين يريدون عودة المسلمين لمجدهم ، سواء التقليديين منهم أو المحدثين ، مقتنعون بأنه خلال العصور المختلفة فقد تغلغل إلى الفكر والممارسات الإسلامية مزايدات وأمور مرهقة للمسلمين وثقافات دخيلة ، ويجب علينا أن نعيد للمفاهيم الإسلامية حقيقتها . الغالبية تصر على العودة للكتاب والسنة . غير أن هذا ينطوى أيضا على تفسير ، ونحن مختلفون فى قراءتنا لهما . وعلى ذلك فكيف نميز بين الترجمات الصحيحة من الترجمات الخاطئة ، الشرعية من غير الشرعية ، المسموح بها من غير المسموح بها ؟؟؟
هؤلاء الذين جاؤوا من المجتمعات الإسلامية التقليدية لهم دور هام يلعبونه ، لأنهم شهدوا من الداخل آثار الوهن والتلوث ، وذلك أيضا لأن لهم خبرتهم فى تبنى الإسلام ، والإعتراف بنقص التطبيق على المستوى الجماهيرى . وبذلك فهم أفضل فهما لأهمية تنفيذ الملاحظات المختلفة لمظاهر الإسلام . ولكن ما يأتى أيضا من العالم الإسلامى قد يكون به بعضا من النقص ، وذلك لأن هؤلاء الذين نشأوا فيه ، هم جزء من المجتمع الذى يحاولون تنقيته ، وهذه حقيقة تشكل صعوبة موضوعية .
الإنتقادات من الخارج قد يكون لها قيمة ( أنا أضع هنا فى اعتبارى المسلمون الغربيون ) ، ولكنهم قد يكونوا متحاملين ، وحتى إذا كانوا أقل من ذلك فإنهم يفتقرون إلى أهم المكونات الأساسية لفهم الإسلام : أية تجارب شخصية فى ممارسته ، وذلك لأن الإسلام منهج حياة ولا بد من ممارسته للتعمق فى فهمه . وهذا ما يقع فيه المتحولون للإسلام ، فهو قد تكرر مروره بالتاريخ الإسلامى ، وهذا الشخص يجمع بين الإلتزام والشك، وفى بعض الأحيان يؤدى ذلك إلى إلهامات هامة ونافذة البصيرة . وبما أن المتحولون حديثى عهد بالإيمان ولم يحيطوا بالإسلام بعد ، فمن المحتمل أن يأتوا معهم بأفكار متطرفة ودخيلة ، يلاحظها المجتمع الأكبر . وليس فى حياة المسلمين أكثر من هذا التوتر بين الأفكار الموروثة والحديثة بالنسبة لأدوار الرجل والمرأة .
معظم المفسرون الذين ناقشوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" ، يعتقدون أنه يشير على وجه الحصر ، إلى العلاقة الجنسية . ولكن هذا الفهم محدود جدا . كثير من المفكرين المسلمين المعاصرين ، يشعرون بالأسى على أن حقوق المرأة المسلمة قد سلبت بواسطة قوى ثقافية مسيطرة . وإذا كان هذا هو الوضع ، فربما كان ذلك فى ذهن رسول الله أيضا وبلا شك فإن وضع المرأة فى الإسلام يقف ... (( مداخلة : لقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة مرارا وتكرارا ، وفى حجة الوداع فى جمع عظيم ، وقبل وفاته ، وفى كثير من الأحاديث النبوية ... وهذا أحد المقالات يدعم أقوال الكاتب :::

المرأة المسلمة وقضاياالعصر ))

... حاجزا كبيرا بين الإسلام وتقبله فى الغرب . بالإضافة إلى ذلك ، فإن كثير من المتحولين للإسلام فى الغرب ، يعيشون منفصلين عن المسلمين الحاليين حتى تحل هذه المشكلة بما يناسبهم .
وقبل إعتناقى للدين الإسلامى ، كنت أعطى بعضا من الدعم الفاتر لبضعة حملات من الحركات النسائية ، ولكن فى غالب الأحيان ، كما كان مع معظم المعاصرين لى ، كنت مشوش الفكر بالنسبة لللمفاهيم الغير واضحة والمتناقضة حول أدوار الجنسين . كنت أعلم بأن هناك شئ ما خطأ فى الطريقة التى تسير بها الأمور سابقا ، ولكن لم يكن هناك شئ واضح أو عملى كبديل . الحركات النسائية مشت فى طريقها كمعظم الحركات فى الستينات والسبعينات : لقد ولدت فى البداية كثيرا من الحماس وبعض النتائئج الإيجابية ، ولكن الجميع أصابهم الإرهاق فتلاشت هذه الحركات . وقد كان الكثير منها متطرف ، فلم تكن تنادى بالمساواة فى الحقوق ، بل فى المساواة فى كل شئ .
نظريات كثيرة أسست على أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين الجنسين ، على الرغم من أن التجربة اليومية توحي بغير ذلك. ربما الحركة النسائيه فشلت في إيصال رسالتها بفعالية ، أو ربما كان هناك عدم توافق في الآراء حول ما هى حقيقة الرسالة . كانت هذه الدعوات ، كأنها نوع من شيوعية الجنس ، إجبار التجانس بين الرجال والنساء ، أن تصبح المرأة كالرجل بدرجة أكبر من العكس . وبالرغم من الحركات النسائية فشلت فى تحديد إتجاهاتها ، إلا أنها واجهت بجدارة المجتمع بأنه يضطهد المرأة ، وهذا الوضع كنت مقتنع به حينما أصبحت مسلما عام 1982 .
لم أكن أعرف الكثير عن العلاقات بين الرجل والمراه فى الإسلام ، في ذلك الوقت . كنت أعرف عن تعدد الزوجات ، ولبس الحجاب ، وعدم الإختلاط ، ولكن كل هذا لا يعني بالضروره الإضطهاد . فقد يفضل كل جنس ، مثلا ، عدم الإختلاط مع الجنس الآخر ، وإذا حجبت المرأة عن أعمال الرجال ، ففى نفس الوقت يكون العكس صحيحا . إلى جانب هذا ، فقد عرفت أن ذلك راجع للثقافة وليس للدين . ومع ذلك فقد كنت أعتقد بأن المرأة المسلمة هى من بين أكثر النساء الذين يتحكم فيهم الرجال فى العالم . وهذا ببساطة ما تروج ه الأفكار الغربية المعاصرة ؛ كما كان ذلك هو الفهم فى الماضى ، وكما يصور فى القصص عن البلاد الإسلامية ، وهذا ما يروج له فى السينما والتلفزيون .
وفى أحد المناظر الحديثة تقوم الممثلة الأمريكية "جولدى هون Goldie Hawn" ، التى تتبنى أفكار المرأة الأمريكية المتحررة ، فتصطحب مجموعة من النساء من الشرق الأوسط (بالطبع جميلات) بعيون-الغزلان متنقبات فى جولة فى عاصمة وطنية ، متحدثة معهم باستعلاء ، وذلك بمصاحبة موسيقى ملهمة فى الخلفية ، وخلفهم دستور الولايات المتحدة . المنظر قد يعطى صورة خاطئة للشرق الأوسط ، ولكن هذا يمثل بالضبط ما يدور فى ذهن الأمريكى البسيط . والآن ، حتى لو كنت مدركا بأن ما يعرض غير حقيقى ، إلا أنه له تأثير ، وخاصة إذا لم يكن هناك عرضا يناقض ذلك ، فمن المحتمل أن تستشعر بأن هناك شيئا من الحقيقة . على كل حال ، فقد دخلت المجتمع الإسلامى بتوقعات قليلة فى هذا الشأن .
ثمان سنوات من الإحتكاك والسفر إلى الشرق الأوسط ، كانوا سببا قويا فى تغيير وجهة نظرى . بينما الحجاب بالنسبة للأمريكان يمثل علامة على هيمنة الرجل على المرأة ، فعلى العكس ، فالمسلمون يرون لباس المرأة فى أمريكا هو استغلال لها . وبما أن معظم النساء المسلمات يفضلن أن يكن زوجات وربات بيوت فهن يفضلن الحماية / عكس المرأة الأمريكية التى تعمل طوال الوقت ولا تجد أية حماية لها . فى العالم الإسلامى فالزواج للشباب يجد التشجيع / أما فى أمريكا فالأسرة تعامل الشباب بلا مسئولية تجاهه .
وهكذا فما يراه البعض قهرا ، يراه الآخرون حرية . وهذا فى حد ذاته ليس من الصعب فهمه . ولكن ماذا يكون الوضع وأنت بين ثقافتين ؟؟؟




يتبع