عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-04-2003, 07:37 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي كلنا كنا مضللون في اقوال الصحا ف واليمامة ونور العين



الى الشهيد عبد المجيد الخوئي

ان قلبي يعتصره الالم
بعد فقدك ينحسر القلم
انت الدار والمنار والعلمو
في قتلك تشهد اروقة الحرم




جلّنا قد تبسمر في الأيام الأخيرة أمام شاشات التلفزة، المحلية منها والأجنبية، الفضائيات منها أو الأرضية، في البيت وفي العمل، في النوادي وفي المقاهي، باختصار شديد في كل مكان. وكما هو متعارف في مثل تلك الأحوال وفي خضم سياسة (كل يغني على ليلاه)، نرى هنالك اتفاقا أو يكاد يكون اتفاقا بين الفضائيات العربية، وهو كسب اكبر عدد من المشاهدين من خلال إعطاء المشاهد العربي المغلوب على أمره والمغرر به ما يود أن يسمعه، مدغدغين بذلك مشاعره الفياضة ومستغلين عواطفه النبيلة وذلك من قبيل:

1- إن الحرب الأمريكية الصدامية تستهدف الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وان صدام ليس هو المقصود أو المُستهدف!

2- لغرض من الحرب هو تطويق العرب وجلب الأمن لإسرائيل وإعادة ترتيب خارطة الوطن العربي!

3- الغرض منها هو السيطرة على منابع النفط العراقية وثروة العراق وضخ المزيد منه لتدفئة إسرائيل!

4- تفكيك دولة العراق إلى دويلات ثلاث على أقل تقدير!

5- تشريد الشعب العراقي وتسكين المهجرين الفلسطينيين في جزء منه!

إلى غيرها من التخمينات والنظريات التي تنظر إلى المستقبل بمنظار سوداوي، وتزيد الشارع العربي غليانا وضجيجا وصخبا. بينما كلها قد اتفقت في لقاء غريب من نوعه ولم يسبق له مثيل، على ضرورة نسيان الماضي البغيض للرئيس صدام حسين وحزبه وما فعلوه على فترة 35 عاما في داخل العراق وخارجه، وما سيفعله إن مرت أزمة القضاء عليه بنجاح ونفذ بريشه كما يقولون؟!

من وجهة نظر هؤلاء إن ما يتوجب على العراقي هو أن ينسى حلبجة، وان ينسى قصر النهاية، وان يغض الطرف عن السجون ودوائر الأمن والإجرام وكل التجاوزات. يجب على الزوج أن ينسى اغتصاب زوجته أمام عينيه من قبل ازلام النظام. وان على الأم أن تنسى دم ولدها الوحيد الذي نحروه أمام ناظريها بدم بارد. وعلى مقطوع الإذن أن يطلب العفو من قاطعها. وعلى موسوم الجبهة أن يسجد لصدام! بل يذهبون إلى ابعد من ذلك، فيطلبون أن يقف الشعب العراقي بأكمله إلى جانب صدام في محنته ويدافعوا عنه معللين ذلك بالعدوان الخارجي الذي يجب التصدي له ومن ثم التفرغ إلى المسائل الداخلية التي نختلف عليها. يتم تصوير الأمر وكأن الشعب العراقي قد أصبح في يوم من الأيام وقرر أن يكون معارضة، هكذا من دون مقدمات!! او إننا قد اختلفنا مع الرئيس صدام على نعجة أو بقرة صفراء فاقع لونها!!

رغم إن الطرح الفلسفي هذا فيه من الواقعية شيء وهو ما يجب فعله في الظروف الطبيعية التي تكون فيه الحكومة منتخبة من الشعب وان معارضتها تتشكل تبعا للأخطاء الإدارية التي تقع فيها الحكومة. أو من قبيل تقديم المعارضة امتيازات ومزايدات انتخابية للشعب على الطرف الآخر. وهذا ما لا ينطبق على حال مثل حال العراق وطبيعة الرئيس صدام حسين وديكتاتوريته ودموية حزبه. وفي الوقت الذي لم يكن لشعب العراق رأي في انتخاب صدام ولا تنصيب البعث حاكما على مقدرات العراق، فانه لا ضير من مسايرة أصحاب هذه الفلسفة القومية والتسليم لهم على ضرورة التخندق مع صدام ضد أمريكا ولكن، من يضمن عدم رجوع صدام مرة أخرى لينكّل بالمعارضة اشد تنكيل وأكثر من السابق؟ (وهو المعروف بسياسة تقبيل اليد إلى أن يتسنى له كسرها)! ومن يضمن أن المعارضة العراقية ستستطيع أن تقف ضد صدام مرة أخرى (هذا إذ سلّمنا باحتفاظ المعارضة بمشروعية عملها بعد ذلك وان الحرب لن تنهكها)! ومن سيؤوي المعارضة للقيام بعملها المشروع لإزالة صدام؟ هل ستسمح دول الطوق مثلا بهكذا عمل؟ ولو ضمنا سماح دول الطوق بهكذا عمل! فلم لم يسمحوا بذلك مسبقا؟ والحال هذا وبدلا من أن تأتي أمريكا الآن لإزالته وتدخل المنطقة في إنذار (ج)، فلم لم يوفروا كل هذا النعيق ويدخروا ثروات العراق التي يتباكون عليها، وأرواح العراقيين التي صارت غالية بين ليلة وضحاها إلى إسقاط النظام الصدامي عربيا. بيد أن إهدار دمه من داخل أروقة القمم العربية أفضل بكثير من تدخل دولة أجنبية لتخليص العباد والبلاد منه ومن فعله الإجرامي.

الأمر لا يخرج عن كونه مزايدات إعلامية وكسب سياسي لهذا الطرف على ذاك. وعلى هذا الوتر لعب الإخوة من دعاة القومية العربية التي أكل الدهر عليها وشرب. فضلا عن الخوف الشديد والهاجس المخيف الذي يتملك أنظمة محددة مما حدى بها لتهييج الشارع العربي أكثر من اللازم واكبر مما يستدعي الموقف. وفي الوقت الذي لم نر فيه مظاهرة عربية واحدة تندد بما فعله صدام من جراء غزوه لدولة الكويت وتشريد شعبها الآمن الأعزل على الرغم من تسليم كل الدول العربية بعلاقة نظام الرئيس صدام حسين الممتازة مع الإدارة الأمريكية آنذاك، فإننا لم نر أيضا مظاهرة قومية واحدة تندد بوقوف تلك الدول العربية مع أمريكا لاجتياح العراق وقصم ظهر الجيش العراقي الذين يتباكون عليه الآن ويعولون عليه لاجتياح إسرائيل!

عن أي ثروة عراقية يتحدث هؤلاء وعلى أي جيش عراقي باسل يعوّل هؤلاء؟ هل يعولون على بلد بعد أن كان دخل الفرد فيه يفوق العشرة آلاف دولار، وديناره يساوي أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة الدولار الأمريكي وصار بسبب صدام وحزبه لا يساوي ثمن طبعه؟! وهل يعولون على جيش لا يتحرك إلا بإمرة صدام ولا يتحرك إلا لقمع الشعب العراقي تارة أو زجه في حروب نيابية خارجية خاسرة تارة أخرى ؟!

وبالرغم من انتفاء وجود ما يجمع بين الرئيس صدام حسين وحزبه من جهة والمعارضة العراقية من جهة أخرى، فإننا نستغرب لأطروحة رواد القومية العربية والذين يرون ضرورة وقوف المعارضة العراقية مع صدام ضد أمريكا. بيد أن ما يجمع تلك الحكومات مع هكذا نظام أولى بالنضال والذود عنه باعتبار العراق دولة عربية وعضو في جامعة الدول العربية، وتبعا لمقررات القمم وما نصت عليه لوائح الجامعة العربية من الدفاع المشترك وان الهجوم على دولة عربية ما هو إلا هجوم على الدول العربية مجتمعة، يجب الانخراط وإرسال جيوشهم التي صدأت بنادقها للدفاع عن العراق وشعبه، إن كان حقا الهجوم الأمريكي يستهدف العراق وثرواته! أما إن كانوا يعوّلون على المظاهرات الحزبية واللافتات والشعارات فحتما إنها ستأتي بثمارها المتوخاة منها حينما تعيد فلسطين إلى أهلها وأهل القبور إلى ذويهم، مع تحفضنا الشديد على تكلفة تلك اللافتات التي بها يمكن أن تُطعم تلك الأنظمة جياع شعبها
فهل من الممكن ان تترك الانظمة الاقليمية شعب العراق لبقرر مصيره في هذه
المرحلة التاريخية الحاسمة ويقوم بترتيب بيته الداخلي دون الحاجة الى ديكورات مستوردة من ظل الاعلام العربي المضلل الذي دغدغ عواطفنا وضرب على
حاسية الحماس بنظرة غريبة جدا ,

اقول الحمد لله ان شعب العراق تحرر من عبودية صدام وحزبه البعثي الكافر
والحمدلله انهم قد كشفوا عن اقنعتهم الرمادية , فلا بارك الله في دمعة سقطت على حزب البعث وطغمته التي ظلت كابحة الشعور بالامان في بلد العراق الطاهرة .

تحياتي لاعز تلامذتي ,
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]