عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 08-09-2003, 02:20 PM
أسير الدليل أسير الدليل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 245
إفتراضي

وللوقاية من هذا الفكر التكفيري الدخيل أوضح الدكتور السحيمي :

ينبغي علينا أفراداً وجماعات اتخاذ الخطوات التالية :

1- دعوة الشباب للاعتصام بالكتاب والسنة والرجوع إليهما في كل الأمور قال

تعالى:: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}. وقال الله تعالى: {وما اختلفتم

فيه من شيء فحكمه إلى الله} فالاعتصام بكتاب الله هو الحصن الحصين والركن

الركين يحفظ الله به من الوقوع في المزالق المهلكة.

2- التأكيد على فهم الكتاب والسنة على وفق منهج السلف الصالح،

وهذا لا يتحقق إلا إذا تفقه المسلمون على العلماء الربانيين الذين ينفون عن

كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تحريف الغالين وانتحال

المبطلين وتأويل الجاهلين قال الله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا

تعلمون}. وقال تعالى:: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه

إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وقطع الطريق

على المفسدين في الأرض ممن يتصدون للفتوى بغير علم، الذين يشوهون سمعة

علماء الأمة ويصفونهم بأوصاف تنطبق على الواصفين أنفسهم فالتفاف الشباب

على أهل ميراث النبوة الراسخون في العلم فيه حماية بإذن الله لهؤلاء الشباب

من قطاع الطرق الذين يهرفون بما لا يعرفون ويشيعون الأباطيل ويزعمون بأنه

ليست هنالك مرجعية يمكن أن يربط بها الشباب.

3- البعد عن مواطن الفتن لاتقاء شرها وآثارها السيئة قال الله تعالى: {واتقوا

فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وذلك بالمبادرة بالأعمال الصالحة التي

يحفظ الله بها عباده من الفتن. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بادروا

بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح

مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا) وعن أبي هريرة رضي الله عنه

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن القاعد فيها خير من

القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي ومن

يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأً أو معاذاً فليعذ به).

4- الاجتهاد في العبادة وتقوى الله عز وجل بامتثال أوامره واجتناب نواهيه إذ

هو سبيل النجاة من كل مكروه قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}

وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} فتقوى الله تعالى:

والاستقامة على شرعه والعمل بما يرضيه سبب كل فلاح ونجاح في الدارين.

5- ردم المستنقعات والقضاء على ظاهرة المعاصي فإنما أصاب المسلمين من

فتن وشر واختلاف إنما هو ناجم عن تفشي المعاصي والمنكرات وما حل بهم من

مصائب فبما كسبت أيديهم قال الله تعالى: {أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم

مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم} وقال تعالى: {ظهر الفساد في البر

والبحر بما كسبت أيدي الناس}.

6- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم وترسيخ مفهوم طاعة ولي الأمر في المعروف.

قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر

منكم} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط

لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله

جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه أمركم) وقال - صلى الله عليه وسلم -:

(ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبداً إخلاص العمل لله ومناصحة ولي الأمر

ولزوم الجماعة) وقال: - عليه الصلاة والسلام -: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه

فليصبر فإن من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية) وروى البخاري في

صحيحه من حديث حذيفة الطويل قال (.. قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:

تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال صلى

الله عليه وسلم: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك

الموت وأنت على ذلك).

7- الاستعانة بالصبر على الشدائد فالصبر يطفئ كثيراً من الفتن قال الله تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} وقال تعالى:

{واصبر على ما أصابك} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر

المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء

صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن}.

8- معالجة الأمور بالحلم والأناة وعدم التسرع في الأحكام والفتوى والبعد عن

الانفعالات والغضب تلك هي صفة الأنبياء والمرسلين واتباعهم قال الله تعالى:

{إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيب} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج بني

عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة}.

9- التحلي بالرفق وحسن التعامل واللطف في معالجة الفتن قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شأنه)

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله).

10- الاجتهاد في تصور الأمور على حقيقتها وفهمها وإدراكها وسير أعمالها

وتقدير خطورتها إذ الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فلا يغتر المسلم

بظواهر الأمور والصور المجردة بل على المؤمن أن يكون يقظاً متنبهاً لكل ما

يدور حوله فيلبس لكل حالة لبوسها ويعد لكل أمر عدته، مع الثبات على الأهداف

وعدم التنازل عن المنهج الحق وعدم التسرع في إصدار الأحكام أو الخوض في

المسائل الشرعية بغير علم قال الله تعالى: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع

والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}.

11- التثبت في الأمور وعدم الإصغاء إلى الإشاعات لاسيما ما يبث عبر وسائل

الإعلام المختلفة والفضائيات المشبوهة والتي يهدف الكثير منها إلى التشوش

على المسلمين وتفريق كلمتهم وإضعاف وحدتهم قال الله تعالى: {يا أيها الذين

آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما

فعلتم نادمين}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن

أكذب الحديث).

12- الرجوع في أسماء الإيمان والدين والحكم بالتكفير أو التفسيق أو التبديع

إلى الضوابط الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة والحذر من إصدار الأحكام

على المسلمين جزافاً بدون روية والتحقق والتثبت مما يُسمَعُ لما في ذلك من

خطورة فإنه يحرم على المسلم أن يكفر أخاه المسلم المعين ولو قام به موجب

الكفر، إلا بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع قال الله عز وجل: {يا أيها الذين

آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست

مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ

الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً}. وقد حذر النبي صلى الله عليه

وسلم من ذلك حيث قال: (لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت

عليه إن لم يكن صاحبه كذلك) أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي ذر رضي

الله عنه. وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال: (أيما رجلٌ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) متفق عليه، يقول

ابن دقيق العيد في بيان معنى هذا الحديث (وهذا وعيد عظيم لمن أكفر أحداً من

المسلمين وليس كذلك، وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين،

ومن المنسوبين إلى السنة وأهل الحديث لما اختلفوا في العقائد فغلظوا على

مخالفيهم وحكموا بكفرهم).

.........

انتهى .. والحمد لله .

جزى الله خيرا من أعان على نشر هذا المقال العلمي الذي يوضح كثيرا من

الحقائق الغائبة عن أذهان كثير من الناس ... (( والدال على الخير كفاعله )) .

فساهموا في نشره - رحمكم الله -

فالناس اليوم بحاجة - أشد ما يكون - إلى العلم الصحيح .

فقد عاد الإسلام غريبا كما بدأ .

ولا حول ولا قوة إلا بالله .

غفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات .