[عمرو ابو فؤاد]

المشاركة الأصلية بواسطة محمد العاني

بغداد يا مدينة الدماءْ

رسالةٌ بالدم و الدموع..

---

شوراعي دماء
أزقّتي دماء
مدارسي .. مصانعي دماء
حتى الهواء..
كأن في عيوننا غشاوةٌ حمراء..!!
حتّى المطر..
حتى الغيوم في السماء..

أول ما يأتيك في بغداد..
رائحة الدماء و البارود..
قتلى بلا حدود..
دماء..

بغداد يا مدينة الدماء..
يا يوسفاً رمَوهُ في بئر الإخاء..
كل العرب..
رموكِ في بئرٍ عميق..
لا مؤنسٍ ولا صديق..
ولا طريق..
* * *
أماه يا أماه..
لا تحزني إذا خرجتُ يوماً دون عودةٍ أماه..
إذا قٌتلت يا حبيبتي أماه..
فسجّلي إسمي مع الضحايا..
و حيثما اردت أمي سجّلي..
"فالموتُ لا يهمّه تسلسل الأسماء.."
* * *
أمّاه قلبي مات من تكاثر الأموات..
و كُثرة الآهات..
أموت كل يومٍ ألف مرةٍ أنا...إذن لما الحياة؟؟
و ما هي الحياة..؟؟
هي اصطناع الروح في مدينة الأموات؟؟
* * *
ثلاث أعوامٍ مضت..
نمشي إلى الوراء..
نأكل من أنفسنا..
نلبس من جلودنا..
و إن مرضنا نتداوى بالدعاء..
إذ ليس من دواء..

ثلاث أعوامٍ مضت..
نمشي على جروحنا لندفن الأطفال..و ندفن الآمال..
نبحث عن أبطال..
في زمنِ يعزّ فيه أن نقول "تِلكُمُ الرجال"..
* * *
بغداد يا مدينتي الحزينه..
لم يبقَ غيرُ الموت في المدينه..
ثلاث أعوام مضت..
و ثلّة الأوغاد..
تغتصبُ البلاد..
و تسرق الأموات و الأحياء..
و تهدم الأمجاد..
يا ثلّة الأوغاد..
بغداد في الأصفاد..
و الله للعباد..
* * *
بغداد يا مدينة الدماء..
دجلة و الفرات صارا جدولين من دماء..
و كل شئ صار فيك نازفاً..
و صرخة الأطفال تعلو للسماء..
* * *
بغداد يا مدينة الدماء..
نفس الطريق كلنا إليه سائرون..
نلتمس المنون..
و نرتجي رصاصة الرحمة من أكُفّ مجرمين..
أخواننا قتلى..
آبائنا قتلى..
أطفالنا قتلى..
نساؤنا قتلى..
إذن لماذا لا نكون مثلهم قتلى؟؟
* * *
بغداد يا مدينة الدماء..
بغداد يا سمراء..يا زوراء..
بغداد يا ذات الجدائل السوداء..

أسيرُ في بغداد –ويحي- لا أرى
سوى الدماء و الرماد و الأشلاء..
رائحة الموت هنا تقتحم الأرجاء..

بغداد يا مقبرةً كبيره..
منذ قديم الدهر أنتِ طفلةٌ مقهوره..
فكلّ من شاء أتى مستعرِضاً فجوره..
يقتل من يشاء..
و يسحق الأطفال في مهودهم..و يقتل الآباء..
* * *
بغداد يا حبيبتي..
إحتضني جسمي الهزيل كي نموت في هدوء..
و ندفن الأحلام في هدوء..
و ندفن الآمال في هدوء..
فبعد ما مرّ بنا..
أنا و أنت نستحقُّ أن نموت في هدوء..



محمد منذر العاني
10-4-2006

بغداد يا دمعتي
...جرحي وقافيتي
حتامَ ابقى بعيدا ...بُعد راحلتي
حتام يبقى الأسى... دهرا بنافذتي
حتامَ تبكين ويحي والجوى ألمٌ
حتامَ قولي فقد اضناني العتبُ
حتمَ والقدس تبكي حرقةً وأسى
عليك يا مهجة قد هدها التعبُ