لا تسألوا عني
عن حالي لا تسألوا
كيف وأين أنا لا تسألوا
عن ليل نام بأحضاني يُقتل
ونهار لملم أسفاري كي يرحل
لا تسألوا
لا تسألوا عني...فأنا عزف نثرته الريح
أنا إطلالة فجر تأفل
لا تسألوا
لا تسألوا عني
فأنا أتقلب كاليوم
فأكون ضحى أبدو
وأكون هجيرًا لا تذهل
حين تراني أصيلاً أتحول
والليل إذا ما حل بأروقتي فسأغدو ليلاً أطول
لا تسألوا
ستروني أعصر خمرًا هذا أنا
وتروني أنثر عطرًا هذا أنا
وتروني أنظم شعرًا ما زلت أنا
وتروني حينًا أتسول
لا تسألوا
من كانوا قبلكم قالوا
العشق بدايته نظرة
والهجر أوله خطوة
وأنا هجر يرحل بي
لكني أنا أعشق أجمل
لا تسألوا
قدماي مزقها الترحال
ويدي تمتد لتسرقني
وسكوني يا ويح سكوني يُقتل
لا تسألوا
لا تسألوا عن وطن تنتحر البسمة في شفتيه
يحترق الدمع لتهترئ كتفيه
ويئن الجرح عمقًا أسفل نعليه
وطن سئمته الغربة
وطن يرحل
لا تسألوا
لا تسألوا عن الذكرى
فالذكرى هي الأخرى وإن رحلت
تحمل وطنًا في كفيها
تسقط مجدًا من عينيها
لم يبق شيء معها لم يرحل
الشمس...القمر...الجزر والمد
والتاريخ الإنساني الأول
لا تسألوا
لا تسألوا أو حتى في أعماقكم تتساءلوا
لا تسألوا
عن إنسان عقله إحتوى كل الذكريات
وعن ذكريات كانت قوام ذلك الإنسان
وحتى وإن رحلت
فأنا أنا
ذكرى إنسان
في كل مكان وفي أي زمان