[~~ ظايم الضد ~~]

في طابور طويل يقف خلق كثير من المتدينين المتزمتين ، هم خلق حسنت نواياهم وساءت تصرفاتهم ، فأخلصوا النية فيما أقدموا عليه ، لكنهم لم يضعوا شيئاً في موضعه الصحيح ، ولا قدروه قدره الصحيح ، بميزان الشرع أو ميزان العقل .
وعيهم الديني محدوداً للغاية ، يقرأون ولا يفهمون ، هم من تلاميذ ذلك الشيخ الذين يعتمدون على الرواية وقل حظهم من الدراية ، أعني أن مشكلتهم لم تكن في قلة الدين ، ولكنها بصراحة كانت في قلة العقل !
هم جزء من ظاهرة عامة ، تتبدى في قطاع المتدينين بشكل أخص ، تتلخص في تقدم العاطفة في الدفاع عن شيخهم وتقهقر العقل ، وانفصال العلم عن الفقه ، وكثرة الحافظين وقلة الواعين .
عرفتموهم بالتأكيد ..
منهم من طلق زوجته لأنها رفضت أن ترتدي الحجاب ، والأمر أهون أن يهدم بسببه بيت وتشتت أسرة .. وذلك أبغض إلى الله من سفور الزوجة ،
ولئن كان الحجاب من آداب الإسلام حقاً ، إلا أن التذرع بافتقاده لإيقاع الطلاق هو من قبيل قلة البضاعة من ذلك الأدب .. فعلاج منقصة بمفسدة أكبر ، أشبه بارتكاب جناية لتصحيح مخالفة .
وهو منطق يوحي بأن القضية ليست في حجاب الرأس ، ولكنها في حجاب العقل .
هل أزيد أمثلة للدلالة عليهم ..
هم من يعتبر كل مخالف لهم خارج عن الجماعة المسلمة ، هم من يستخدمون المطاوي والسلاسل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هم من يبدي استعداداً للاستشهاد في سبيل منع حفل غنائي ، أو إحراق شرائط الفيديو الخليعة ، ويعتبرون ذلك جهاداً في سبيل الله ..
انقطعوا عن العمل والتعليم للتفرغ للتبليغ والدعوة ، يقطعون أرحامهم لما يتصورونه غضباً في سبيل الله .
هؤلاء خليط من المتهورين ومحدودي الفهم والحمقى ، ضحايا التقليد الأعمى ، يجب علينا علاجهم .
أخواني :
ظاهرة الإيمان المغلوط ليست جديدة علينا ، ولا هي مقصورة علينا ، فهي قديمة في مجتمعات المسلمين ، وقامت عند المسلمين وعند غيرهم .

سلام