عرض مشاركة مفردة
  #27  
قديم 15-09-2004, 07:42 AM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي

اللهم يا من لا يعجزه من شيء في السماوات والأرض أرسل على أعدائك عذاباً شديداً وبث الرعب في قلوبهم واهزمهم كما لم تهزم من قبلهم أحداً . اللهم جعل كيدهم في نحورهم وقنا اللهم كل شرورهم . اللهم عليك بمن عاونهم من عملاء ومن جواسيس. اللهم أنت المنتقم وأنت الموفق وفق إخواننا المجاهدين وسدد رميتهم واجمع على الحق قلوبهم . اللهم اجعل ولاية أمر المسلمين في فلسطين وفي كل مكان فيم خافك واتقاك واتبع رضاك . اللهم أكرم أهل فلسطين وكل المسلمين بمن فيهم من الصالحين وتجاوز عمن فيها من العاصين المذنبين. اللهم أرنا يوماً تسيل فيه دماء أعدائنا كما لم تسل من قبل . اللهم شتتهم واشغلهم بأنفسهم وأنت الجبار المتين . وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجميعنلا تصالح
-----------
(1)


لا تصالح!
..ولو منحوك الذهب
أتري حين افقأ عينيك
ثم اثبت جوهرتين مكانهما ..
هل تري..؟
هي أشياء لا تشترى...
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسكما- فجأة- بالرجولة،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقه،
الصمت -مبتسمين لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أن سيفان.. سيفك!
صوتان صوتك
إنك إن مت :
للبيت رب
وللطفل أب
هل يصير دمي - بين عينيك - ماء؟
أتنسي ردائي الملطخ
تلبس - فوق دمائي ثيابا مطرزه بالقصب؟
إنها الحرب!
قذ تثقل القلب..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح
ولا تتوخ الهرب!

(2)

لا تصالح علي الدم.. حتى بدم!
لا تصالح !ولو قيل رأس برأس!
أكل الرؤوس سواء؟
أقلب غريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟΄
وهل تتساوى يد..سيفها كان لك
بيد سيفها أثكلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك كن - يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيف في جبهة الصحراء..
الى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسا
وأخا
وأبا
وملك!

(3)

لا تصالح..
ولو حرمتك الرقاد....
صرخات الندامة
وتذكر
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهم الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنت أخيك اليمامة
- زهره تتسربل -في سنوات الصبا -
بثياب ا لحداد
كنت إن عدت
تعدو علي درج القصر
تمسك ساقي عند نزولي..
فأرفعها - وهي ضاحكة -
فوق ظهر الجواد
هاهي الآن.. صامته
حرمتها يد الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداء الثياب الجديدة:
من أين يكون لها - ذات يوم -أخ!
من أب يتبسم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوج أغضبها
وإذا زارها ..يتسابق أحفاده نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته(وهو مستسلم)
ويشدوا العمامة
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لتري العش محترقا..فجأة،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)

لا تصالح
وان توجوك بتاج الإمارة
كيف تخطوا علي جثه ابن أبيك..؟
وكيف تصير المليك..
علي أوجه البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهما أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم الآن صار وساما وشارة
لا تصالح،
ولو توَجوك بتاج الإمارة
إن عرشك: سيف
وسيفك زيف
إذا لم تزن - بذؤابته - لحظات الشرف
واستطبت الترف

(5)

لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدام
"ما بنا من طاقه لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تنفس
ولسان الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس؟
كيف تنظر في عيني امرأة
تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف ترجو غدا.. لوليد ينام؟
- كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام
وهو يكبر - بين يديك - بقلب منكَس ؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام .
وارو قلبك بالدم ..
وارو التراب المقدس..
وارو أسلافك الراقدين
إلى أن ترد عليك العظام!

(6)
لا تصالح

ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاء ،
وتبدي - لمن قصدوك -القبول
سيقولون :
ها أنت تطلب ثأراً يطول
فخد - الآن - ما تستطيع :
قليلا من الحق
ففي هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيل فجيل
وغدا
سوف يولد من يلبس الدرع كاملة،
يوقد النار شاملة
يطلب الثأر،
يستولد الحق،
من أضلع المستحيل
لا تصالح،
ولو قيل إن التصالح حيله
إنه الثأر
تبهت شعلته في الضلوع
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقي يد العار مرسومة(بأصابعها الخمسة)
فوق الجباه الذليلة!
(7)

لا تصالح ولو حذرتك النجوم
ورمى لك كهنتها بالنبأ...
كنت أغفر لو أنني مت..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ
لم أكن غازياً، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدا لثمار الكروم
لم أطأ أرض بستانهم
لم يصح قاتلي بي "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني,..
ثم سار قليلا
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأة:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتز قلبي - كفقاعة - وانفثأ.
وتحاملت،حتى احتملت علي ساعدي
فرأيت ابن عمي الزنيم
واقفا يتشفى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربه،
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكى الظمأ
(8)

لا تصالح،
إلي أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم... لميقاتها
والطيور لأصواتها
والرمال..لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظه عابرة:
الصبا - بهجة الأهل -صوت الأغصان -التعرف بالضيف -
همهمة القلب حين يري برعما في الحديقة يذوي –
الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي - مراوغة القلب حين يري طائر الموت
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كل شيء تحطم في نزوة فاجره
والذي اغتالني :ليس ربا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني .. ليقتلني بسكينته،
ليس أمهر مني..ليقتلني باستدارته الماكرة
لا تصالح،
فما الصلح إلا
معاهده بين ندين
(في شرف القلب)
لا تنتقص
و الذي اغتالني محض لص
سرق الأرض من بين عيني
والصمت يطلق ضحكته الساخرة!
(9)

لا تصالح،
ولوقفت ضدك كل سيوف الشيوخ،
والرجال التي ملأتها الشروخ،
هؤلاء يحبون طعم الثريد،
وامتطاء العبيد،
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم،
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ

لا تصالح،
فليس سوي أن تريد
أنت فارس هذا الزمان الوحيد
وسواك..المسوخ!

لا تصالح

لا تصالح !
.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال