الموضوع: صرخة الندم
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-09-2002, 08:53 AM
سطام بن أحمد سطام بن أحمد غير متصل
المهجور
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
الإقامة: نـــــجد الــــــغلا
المشاركات: 200
إفتراضي صرخة الندم

*صرخة الندم*
صرخة الندم هي آخر ما ينتهي به المطاف في حياة الإنسان الوحداني الذي يبتدئ حياته و تبدأ طفولته وحيدا بين الناس ، لا يجد من يلعب معه و يعيش معه هذه المرحلة لدرجة أنه لم يستطع تعلم النطق و الكلام الا مع دخوله مرحلة الدراسة ، وهذه المرحلة التي يعيش بها المرء أول مشاكله الا وهي عدم التهيئة النفسية الصحيحة للحياة ، فيتعثر مع اول كبوة يقع فيها و لا يجد من يساعده و لا يعرف كيف الخلاص ...........
و تنتهي مرحلة الطفولة بوحدة قاتلة و كأنه منبوذ في هذا العالم ، و تبدأ مرحلة متوسطة في الدراسة و تكبر الهموم و الأحزان و تتكاثر على قلب المرء و تبدأ الأزمات الحقيقية في وجدان الإنسان فيحاول حل هذه المشاكل بنفسه ولا يستطيع ثم يطلب مساعدة الغير و لكن : أن كان هو لم يجد من يرعاه و يساعده معنويا فكيف سيحل مشاكله الخاصة؟؟؟........
و تتسع الفوهة بينه و بين الدنيا و يتحول من محب لها الى عدو يكرهها، و يحس بأنه مكبل بأصفاد و قيود من الم الوحدة.......
و تبدأ مرحلة المراهقة و تكون دنياه في حياته أصبحت جحيم مسعرة تحرقة فيحاول أن يطفأها بدموعه الغزيرة التي لا تعرف طريق الإقلاع أو التوقف كأنها جرح ينزف و ينزف من الوحدة ........
إنسان رزق من المال ما رزق ، و من الفكر ما رزق ، و من العاطفة ما رزق ولكنه وحيد و الوحدة أصبح جليسا ورفيق درب في حياته و ضيفا ثقيلا على النفس يرمي بالهموم و الأحزان على عاتقه فيحمل عبئا لا تحمله الجبال ، لا يجد من يساعده ويمد له يد العون على حملها ....
فيبحث عن خليلة تؤنسه في وحدته و يناجيها ما بقلبه من شجون و هموم و تكون هدفه في الحياة ، تفرح بفرحه و تقف معه في المحن و الأزمات............
فحاول ان يبحث فيطلب القرب و المودة فلم يجد سوى رد قاس أو جفاء
أو اعتذار عن عدم المواصلة............
لبرهة من الزمن أحس و ظن أن الحب مجرد خيال فصنع عالما خياليا و قصة حب عاشها في خياله الواسع.................
عالم خيالي أرضه زهور محبة و ألفة وسماؤه غيوم خير و اخلاص و هوائه عبير شوق وماؤه أنهار من العشق و لكن الخيال شيء يصطدم بحاجز وجدار منيع اسمه الواقع........
فيصحو المرء من حلمه الجميل بكابوس حقيقي فيمشي و يمشي و الحمل قد أثقل كاهله ، فجلس لكي يستريح ، ثم تأتي رايح الألم تحمله ثم تقذفه في دوامة سوداء مليئة بالوحدة الموحشة والخوف و الضياع .............
فيبكي المرء و يبكي حتى أصبح كزهرو ذابلة او جذع شجرة تذروها الرياح فيقف وحيدا في هذا العالم يكتم حسراته، و يسكت عن آهاته ، ويحاول حبس دموعه من الانهمار و النزيف فلا يجد من حوله الا الفراغ ولا شيء سوى الفراغ ............
فيصاب بشيء من القهر و الضيق ثم يكاد أن ينفجر فيختمها بصرخة الندم ............. صرخة ندم على معيشته في هذه الدنيا التي لم يعرف بها معنى الحب أو طعم السعادة ...........
و بعد الصرخة لا يجد من الارهاق سوى النوم ثم يصحو فيعود لهذه الدوامة من جديد ..........
ترى هل سيصرخ هذا الانسان صرخة من صرخات الندم و ينادي فيجد من يلبي النداء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه قصة أخوكم "جرح الزمان" الحقيقية يصبح بوحدة و ألم و يمسي ببكاء و ندم .
جرح الزمان
للتواصل مع جرح الزمان عبر البريد الألكتروني التالي
sttam741@hotmail.com
الرد مع إقتباس