عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 22-01-2007, 04:31 AM
جروان جروان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 83
إفتراضي

قال القرني : لا زال بعض العرب يرفع عقيرته عبر الشاشات ويقول: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ، ثم تجده في عالم الشرع لا يحفظ آية الكرسي ، وفي عالم الدنيا لم يسمع بابن خلدون وابن رشد .

التعليق : أتريده أن يسمع بـ " ابن رشد " .. .. ..

الفيلسوف الذي يكتنفه الغموض وتحيط به الاستفهامات من كل جانب ، أهو فيلسوف متهور ؟ كما يقول بعض الكتاب ؟ أهو فيلسوف جامع بين الفلسفة والدين كما يظهر من بعض كتبه ؟ أهو أشعري في عقيدته ؟ أو واقفيٌ ؟ أو مفوض؟ أو هو.. أو هو .. أهو باطنيٌ الخ .

والذي جعل ابن رشد يقع تحت هذه الاستفهامات ويعيش هذا الغموض أنه كان كثير المداراة ويحاول أن يعيش مع الجمهور بظاهره ، وأما في حقيقته فهو في عالم آخر .. عالم الخواص ، الذي يزعم أنه يفهم من نصوص الشريعة فهماً خاصاً لا يفهمه الجمهور ويعذر الجمهور في مفهومه السطحي ـ على زعمه ـ ولا يبيح للعلماء أو الخواص أن يقفوا عند مفهوم الجمهور .

أتريده أن يسمع بـ " ابن رشد " .. .. ..

الشخصية الغريبة الذي يحتار المرء في تحديده ، فتراه فقيهاً واسع الإطلاع على أقوال الفقهاء وكثيراً ما يحاول ترجيح قول على قول ، أو تقديم رأي على رأي فيقارع الحجج بالحجج ، وقد تراه يتحدث عن مذهب السلف حديث مطلع ومقتنع ويثني عليه خيراُ لأنه لا يأول النصوص بل يبقيها على ظاهرها على ما يليق بالله ، ثم تراه وقد انزلق مع الفلاسفة المتهورين ويدعو إلى تحكيم البراهين ، ويعتبرها هي الأصل في باب الإلهيات مع الاكتراث بالأدلة النقلية ، ويقول بقدم العالم كما يبدو من بعض كتبه .

أتريده أن يسمع بـ " ابن رشد " الذي يرى أن

إذا وجدت بعض الآيات في الكتاب العزيز تضاد الفلسفة يجب تفسيرها تفسيراً شعبياً باعتبار أن لكل آية معنيين : حرفي شعبي وروحي خاص، فالحرفي للشعب ، والروحي للفلاسفة .

بل يقول ما هو أدهى من هذا وأمر ؛ إذا يقول : ( كما أن الأنبياء يتقبلون الوحي فيبلغونه للشعب ، وكذلك الفلاسفة وهم أنبياء الطبقة العالمة ) .

فما رأيك يا " عائض " من هذه السخرية الساخرة من مقام النبوة ، والنبوة منزلة خاصة لا تنبغي إلا لأولئك المصطفين المختارين الذين اختارهم الله وجعلهم واسطة بينه وبين عباده في تبليغ الرسالة إليهم ونصحهم وهدايتهم ، أولهم آدم وآخرهم خاتم النبيين محمد بن عبد الله العربي الهاشمي ، وقد صرح الكتاب العزيز أنه خاتم النبيين حيث يقول الرب تعالى : " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " الأحزاب ، الآية 40 .

وادعاء النبوة لأحد بعده مصادمة لهذه الآية والأحاديث الصحيحة التي جاءت في هذا المعنى كقوله عليه الصلاة والسلام : " أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " ، وابن رشد قد قال قولاً شططاً بادعاء النبوة للفلاسفة ، بل إنه يجعلهم نخبة ممتازة من الأنبياء ومرسلة إلى نخبة ممتازة من الناس - إذ يقول : " وكذلك الفلاسفة وهم أنبياء السبقة العالمة " .