عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18-03-2001, 01:29 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

من التذويب إلى الاندماج الإيجابي

ويشير السيد مصطفى خراقي رئيس المجلس الإسلامي السويدي إلى أنّ "سياسة السويد قامت في السابق على تذويب الأجانب في المجتمع، وظهر لاحقاً أنّ هذه ليست بالسياسة المجدية، وخاصة مع المسلمين، ولذا فقد جرى تبنِّي سياسة أخرى هي الاندماج الإيجابي، التي تعني الحفاظ على الهوية الذاتية مع الانفتاح على المجتمع. وقد تشكلت وزارة باسم وزارة الاندماج تتولى التعامل مع الأجانب ككل".

ويضيف خراقي في حديثه لوكالة "قدس برس" مؤكداً "إنّ السويد تريد بالفعل أن يكون الإنسان الوافد إليها جزءاً حقيقياً من المجتمع، وأن تكون له المشاركة الكاملة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، على حد تعبيره.

ولا يملك الزائر للسويد إلاّ أن يستنتج بأنّ المسلمين يتمتعون بالحضور المتزايد في الحياة العامة، ويؤكد مصطفى خراقي ذلك موضحاً "أجل، هناك تفاعل وتواصل جيد حتى على مستوى العمل السياسي، وبالمقابل فإنّ هناك من مسلمي السويد من يعيشون في عزلة عن المجتمع، بل ولا يتمكنون جرّاء ذلك من الحديث باللغة السويدية"، كما يقول مستدركاً.

ويضيف المسؤول الإسلامي السويدي البارز قائلاً "نحن بدورنا نؤكد بأننا وجدنا تشجيعاً قوياً من جانب الدولة السويدية على الاندماج الإيجابي في المجتمع".

وتعبر وزيرة الاندماج السويدية السيدة إيلريكا ميسينغ لـ"قدس برس" عن اعتقادها بأنّ مشروعات النفع العام الإسلامية الناهضة في بلادها تشكل مؤشرا إيجابياً على تفاعل المسلمين مع الحياة العامة. وفيما يتعلق بالمركز الإسلامي الذي افتتح العام الماضي فقد أكدت ميسينغ بأنّ "افتتاح مسجد في استوكهولم يأتي مشجعاً على اندماج المسلمين في المجتمع السويدي"، مشيرة إلى أنّ هذه "مناسبة هامة ليس للمسلمين والمسلمات فحسب، وإنما للسويديين كافة".

وتتبنى السويد التي لم يتلطخ تاريخها بالاستعمار دعوات جادة للحوار مع الإسلام والمسلمين، حيث أطلقت حكومتها قبل تسع سنوات مبادرة للتفاهم العربي الأوروبي، ثم أعلنت عن مبادرة "الإسلام الأوروبي" في العام 1994 على الصعيدين الرسمي والشعبي، بهدف تعميق الحوار بين المسلمين وأوروبا.
= يتبع =