عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 16-04-2005, 05:17 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

(...تابع)

فهذه مسالة القدرة و قد اوضحت لك سند المجاهدين في خروجهم رغم عدم توافرها بالمعنى المادي لها بعد ، و ننتقل لمسألة المصلحة و المفسدة:

و أعلم اخي ان معظم علماء الفضائيات اليوم يقولون لنا ان مسألة الخروج عن الحكام أدت الى إنتشار المفاسد بما يتنافى مع شرع الله ، و لا يذكرون لنا شروط إعتبار المفسدة كذلك اصلاً

لكن بحمد لله لازال لعلماء السلف و احداث السيرة ما يعد معين صافِ نقي لم تلوثه العبودية للسلطان ، و لهؤلاء العلماء كلام طويل جداً في مسألة انتشار المفسدة ، سأعرضها هنا على شكل نقاط مختصرة جداً ، و انا اتوسم فيك النجابة و ادرك انك ستفهم المقصود بعد ان تطبقه على الواقع ، و إن شئت الاستزادة بالتفاصيل و الحواشي و الاسانيد زودتك بها هنا او بالطريقة التي تريد ، فأحسبك طالب علم تريد الوصول الى الحقيقة و لا أزكيك على الله

إليك رأي اهل العلم في مسألة المفسدة التي يجب اخذها في الاعتبار قبل الإقدام على اي فعلل:


أولاً: أنَّ المفسدة التي لم يثبت الحكم انها موجودة بدليلٍ (من نصٍّ أو تقريرٍ أو إجماع أو قياسٍ) غير معتبرة.

ثانيًا: أنَّ المفسدة التي تُلغِي الحكم، هي الخارجة عن المعتاد في مثلِه، الزائدة عن المفسدة اللازمة لأصله.


ثالـثًا: أنَّ المفسدة التي يُفضي اعتبارها إلى تعطيل شعيرةٍ من شعائر الدين لاغيةٌ.


رابـعًا: أنَّ الضرر الخاص يحتمل لدفع الضرر العام.


خامسًا: أنَّ النَّاظر في المصالح والمفاسد في أمر يكون نظره فيه لكل من يناله هذا الأمر من المسلمين.

سادسًا: أنَّ ترك أصول الدِّين ووقوع الشِّرك أعظم المفاسد على الإطلاق.


سابعًا: أنَّ تقدير المفسدة في أمرٍ، يكون لأهل العلم الشَّرعيِّ والمعرفة الدنيويِّة به.


فهذه سبع قواعد أساسية في تقدير اي مفسدة ، و ليس ما نظنه انه مفسدة بضعة منازل تهدم ، او فرقة في الآراء ، او زيادة لطغيان الحاكم ، او نقصاً في رغد العيش ، او صعوبة الحصول على التأشيرات....إلخ ، و ادري انها غير كافية ، فما اوردته مجرد عناوين يقع تحتها كلام كثير متوفر عندي إن احتجته






اسال الله ان يشرح صدورنا للايمان وان يوفقنا الى الحق انه ولي ذلك والقادر عليه .

واذكر نفسي واخواني بقول الله جل جلاله ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله: "إن الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه، ولا قدحت فيه شكاً، لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات، بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة . مفتاح السعادة (140/1).


اخوك ومحبك ابو معاذ




بارك الله فيك اخي ابو معاذ ، و أكثر من امثالك ، فهذه المناقشة الطيبة دفعتني الى البحث و التنقيب في المراجع ، و أفادتني كثيراً ، و لكم كنت افتقد لمن يناقش مثلك مؤخراً ، فواصل اخي رعاك الله ، و اعلم ان لقلمك وقع جميل على النفس و قبول ، و أسعدني بل شرفني الحوار معك


و تقبل محبتي و تقديري
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ