عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 26-04-2005, 12:13 PM
فارس الأندلس فارس الأندلس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 703
إفتراضي

السعودية مقبرة العلماء، وسجن الدعاة


(1) إما الصدع والبيان وإظهار الحق للأمة وكشف زيوف الطغاة وتعريتهم، وهي أعلى المراتب، ولاشك أن دونها الأذى والبلاء، ولكن وراءها الفوز والفلاح والجنان، وفيها النصح للأمة وإظهار لدين الله حق الإظهار. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام فأمره ونهاه فقتله».

(2) فإن ضعفوا عن مثل هذه المرتبة العالية، فليعتزلوا هذه الحكومات ولا يساهموا ــ على أقل الأحوال ـــ بالتلبيس والتدليس والإضلال، ولا يشاركوا في إعطائها الصبغة الشرعية.

أما إذا أصروا وبقوا على حالهم الممسوخ الممقوت ذاك، فالواجب هجرهم وعدم التعامل معهم، أو استفتائهم، خصوصاً في مسائل السياسة الشرعية وقضايا الجهاد والحكام، وهذا ليس بدعاً من القول، فهذه طريقة السلف. إذ كم تكلموا في رواية من كان يقبل جوائز السلطان، أو يفد على السلطان، وكم طعنوا وجرحوا من تولى ولاية عند السلطان، وأي السلاطين ؟؟ سلاطين الجور فقط، فكيف بسلاطين الكفر والشرك والإلحاد؟؟

وأكثر هؤلاء «العلماء» متساقطون في أحضان الطغاة وحكوماتهم، فلا يعقل أن يسألوا أو يستفتوا في شؤون السياسة الشرعية والحكم والحكام، أو عن المشاركة في شرطة الطغاة أو جيوشهم وبرلماناتهم، ونحو هذا، فليحذر من فتاويهم في هذا الباب!!

ومادام النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: «من أتى أبواب السلاطين افتتن»، فكيف يسأل هؤلاء في فتنتهم؟! بل الواجب الحذر من فتاويهم في كل باب مرتبط بالواقع لأنهم جهال في هذا الواقع. فكم سمعنا وسمع كثير غيرنا إجاباتهم على أسألة تعرض عليهم في برنامج (نور على الدرب) من ليبيا أو المغرب أو نحوها حول قضايا طلاق أو خلع ونحوه، فيردون السائل ويأمرونه بالرجوع إلى المحاكم!!! مع أن محاكم تلك البلاد تحكم بالقوانين الوضعية !! فيأمرونهم بذلك التحاكم الباطل، أي بالتحاكم إلى الطاغوت جهاراً نهاراً:


ومن جعل الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب


هذا أقل ما ينبغي على المسلم تجاههم، وإلا فالواجب كما قلنا من قبل هجرهم وهجر حلقاتهم حتى يرتدعوا ويعتزلوا الحكومات والطواغيت على أقل الأحوال.

وليست هذه بالطبع دعوة إلى نبذ العلم وتركه أو الزهد فيه، فالعلم له كتبه، وله أهله الصادقين: {الذين يبلغون رسالات الله ولايخشون أحداً إلا الله}.

وليتدبر كل مسلم في هذا المقام، حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لكعب بن عجرة: «أعاذك الله من إمارة السّفهاء» قال:وما إمارة السّفهاء؟ قال:«أمراء يكونون بعدي، لايقتدون بهدي، ولايستنون بسنتي، فمن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا منّي، ولست منهم، ولايردون علي حوضي، ومن لم يصدّقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك منّي وأنا منهم، وسيردون عليّ حوضي» رواه الإمام أحمد وغيره، وهو حديث صحيح، لا شك في صحته، بل هو غاية في الصحة، من أصح أحاديث الدنيا.

هذا هو حالنا يا إخوة الإسلام، «علماؤنا» صدّقوا الطّغاة بكذبهم وسخّروا حياتهم في الدّفاع والجدال عنهم والهجوم على كل من ناوأ باطلهم وعاداهم، يفعلون هذا مع دولة التوحيد (!!)، التي تعبد بإخلاص ما تعبده من طواغيت داخلية وخارجية إقليمية وعالمية، وتوالي أعداء الله، وتناصرهم بالنفس والمال، وتوطد علاقات الأخوة والمودة معهم على اختلاف مللهم و نحلهم، في الوقت الذي تمتلئ سجونها وزنازينها بدعاة التوحيد الحق، التوحيد الذي يتبرأ من أباطليهم وانحرافاتهم وكفرياتهم وشركياتهم، حكومة الذين يسجنون الأطفال، ويضربونهم، ويحققون معهم، ويرهبونهم، لأجل ذكر اسم جهيمان، أو حمل كتبه، أو لتحريفهم للنشيد المدرسي عندهم: (عاش المليك للعلم والوطن) إلى: (عاش المليك للّحم والشحم)!

إسألوا السجون أو انظروا فيها لتعلموا الحقائق!! ألا تنظروا في زنازينهم وسجونهم إلى دعاة التوحيد الذين لايرقبون فيهم إلا ولا ذمة، إسألوهم عن جبروت أعداء الله الذين يعذبونهم في تلكم السجون ويجبرونهم على تغيير عقيدتهم: فكم من مضروب مصلوب حتى يقول تجوز البيعة والإمامة لآل سعود. أجل هذه سجونهم التي يعرفها أكثر ما يعرفها شباب التوحيد من إخواننا الدعاة إلى الله!!










وفي هذه السجون يحضرون لهم مشايخ السوء ليناقشوهم ويغسلوا عقولهم بتلبيساتهم التي ترضي أربابهم وأوليائهم من الطغاة. أتعرفون هذا كله ياعلماء الدين والتوحيد!! أتعرف هذا يا (ابن باز) ويا (ابن عثيمين). أتعرفون أنهم بعد انتهاء حلقات الضرب والتحقيق يعرضون على الشباب التعاون والعمل معهم كمرشدين وجواسيس على إخوانهم المسلمين. فإذا تردد الشباب أو تلكأ حولوه عليكم وقالوا له: إن هذا جائز وحلال!! ولاحرج فيه!! واسأل المشايخ إن شئت، إسأل من شئت من المشايخ ...!! هكذا على الإطلاق، وبثقة مطلقة كاملة بولائكم وتأييدكم.

إسألوا أهل السجون، من دعاة التوحيد، عن هذا إن كنتم لا تعلمون..!! وإذا كان كل هذا يخفى عليكم، أفيليق بمن كان في نومتكم وغفلتكم وركونكم هذا أن يتصدر لقيادة الأمة، وتوجيه شبابها في أظلم وأحلك الفتن والمحن والظروف، بالطبع أنتم لا تشغلون أنفسكم في هذا، لأنه ــ كما يردد مقلّدتكم الحمير ترديد الببغاء ــ يقسي القلب، ويضيع الوقت...!! أليس كذلك؟؟ فمن أجل ذلك ضللتم وأضللتم!!

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في إعلام الموقعين: [ولا يتمكن المفتى والحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بنوعين في الفهم، أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه واستناط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والإمارات والعلامات حتى يحيط به علما، والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الواقع. ثم يطبق أحدهما على الآخر] أهـ

هذه هي صفة الفتوى بالحق: العلم فيها علمان، علم الواقع وعلم الدّليل الشرعي، وهؤلاء المشايخ قد جهلوا نصف العلم، فأفتوا في كثير من المسائل المتعلّقة بهذه الحكومات بغير علم بالواقع، فضلوا وأضلوا.

بل إن قرائن الواقع تدل على أنهم يجهلون حتى النصوص الشرعية المتعلقة بشؤون الحكم والسلطان (ما عدا، طبعاً، الأحاديث الموجبة لطاعة أولي الأمر، التي يرددونها ببلاهة، كالببغاء، مبتورة مختصرة، بمناسبة وبغير مناسبة!!)، كما يجهلون شؤون الاقتصاد، والعلاقات الدولية، والجهاد، والصلح، والهدنة، وغيرها، دع عنك أحكام الفيء والخراج وأموال الدولة! فهم من أجهل خلق الله بها، وقل أن تجد بينهم من قرأ «الأحكام السلطانية» للمواردي، ونظيره لأبي يعلى الفراء، ولا من قرأ «الأموال» لأبي عبيد، أو «الخراج» لأبي يوسف، ونظيره ليحيى بن آدم لقرشي، ولا يكاد يوجد بينهم من يعرف كيفية حمل النبي، صلوات الله وسلامه وتبريكاته عليه وعلى آله، للدعوة في مرحلتها المكية، ولا كيف طلب النصرة والمنعة من القبائل، ولا كيف رفض شروطهم، وتحكماتهم!

فالحق الذي لا ريب فيه أنهم يجهلون ثلاثة أرباع العلم: يجهلون الواقع، الذي هو نصف العلم، ويجهلون نصف النصوص الشرعية المتعلقة بالحكم والسلطان، والاقتصاد، والعلاقات الدولية، وأموال الدولة، وغيرها. وعلمهم ببقية النصوص مبتور، محرف، مشوه، لأنهم ما أحسنوا بالتقرب إلى السلاطين، وغشيان أبوابهم، ولم يجاهدوا في الله، فمسخ الله عقوله، وطمس على بصائرهم، وحرمهم الهداية إلى سبيله: {والذين جاهدوا فينا، لنهدينهم سبلنا، وإن الله لم المحسنين}!

وإن مما يؤسف له أن كثيرا من اتباع ومقلدة هؤلاء المشايخ لا زالوا يغضبون إذا وصفنا مشايخهم هؤلاء بالضلال والإضلال، رغم ما تقدم كله، وليت شعري بماذا يريدوننا أن نصفهم، وهذا أهون ما نجده في حقهم. وإلا فما رأيكم يا أولي العقول والنهى بمن يبايع النظام الكافر، أليست البيعة من أخص خصائص التولي؟ لا أظن إنساناً يعرف التوحيد ويعقل ما قدمناه كله يراه حقا. إذن فماذا بعد الحق إلا الضلال والإضلال؟! وهو مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتقدم: «فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».

وأعجب من هذا من يغضب إذا ما وصفنا مشايخه بأنهم عميان جهلة بالواقع الذي يدور حولهم! ولو عرف هذا المدافع عنهم بالباطل، أنه بنفيه صفة الجهل هذه عنهم، يزري بهم (ويورطهم) فيما هو شر من الجهل والعمى، لما تردد طرفة عين أن يقر بجهلهم. لأنه أمام واحد من اختيارين: إما أن يكونوا عنده عالمين عارفين بكل ما تقدم من كفريات الدولة وشركياتها وباطلها، ثم يبايعونها على ذلك ويتولونها عن علم وإصرار، وهذا كفر صريح، أو أن يكونوا ألعوبة بأيدي الدولة عمياناً جهالاً لا يعرفون مايدور حولهم؟! فليت شعري إذا نفي هؤلاء المقلدة الحمقى صفة الجهل ونزهوا عنها مشايخهم وردوها مكابرة وغرورا، فماذا يبقى لهم غير الإختيار الأول! فليختاروه إذن فرحين مسرورين، وإن استسلموا ولاذوا بأخف الإختيارين وسلموا بجهلهم وضلالهم، فقد أقروا وأكدوا مادعونا إخواننا إليه سابقاً من الحذر من فتاوى هؤلاء المشايخ وتجنبها، خصوصاً في هذه الأبواب التي ضلوا فيها وأضلوا.

هذا هو الحق الذي لا يرضى به أكثر النّاس اليوم، والذي يجب أن يقال تنبيهاً وصدقاً في النّصح لشباب الأمة ودعاتها المغرر بهم، وما سواه من تبجيل وتقديم وتصدير لهؤلاء المشايخ الحكوميين، هو في الحقيقة خداع للأمة، وتخدير للشباب وتزييف للحقائق، ولبس للحق مع الباطل مهما كان تأويل أصحابه.

فإلى متى يُعلق الشباب بهؤلاء الأصنام، ويعظمون ويبجّلون للدرجة أن يعاملهم مقلدتهم معاملة الأحبار الرهبان، فلا يقبلون قولاً لله ولرسوله إلا بعد تصديق فتاويهم عليه، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم، فأفسدوا بذلك عقيدة الناس، ولبّسوا عليهم دينهم.

إن الواجب الشرعي على الدعاة الصادقين، توجيه الأمة إلى منهج التلقي عن الله ورسوله وعدم التقديم بين يدي الله ورسوله لقول أحد كائناً من كان، وألا يخدعوها بتعظيم شأن علماء وعملاء الحكومات، فيشاركوا بذلك في زيادة التلبيس عليها وإضلالها. أنا أعرف جيدًا مرارة هذا القول عند أكثرهم، ولكن المؤمن الصادق الذي يعرف مصاب الأمة بهؤلاء «العلماء»، ولا أحد أعظم في نفسه من الله ورسوله ودينه، يتجرعه كالشهد المصفى ولوكان أمر من الحنظل.

إن ما تقدم كله وأكثر منه يجري ضد دين الله وأوليائه، في أحب البقاع إلى الله تعالى، في الوقت الذي تدافعون فيه يا حضرات المشايخ عن هذه الدولة الموالية للكفار المعادية للمسلمين، وتجادلون دونها، وتنسبونها إلى الإسلام والشريعة، فتشوهون بذلك صورة الإسلام النقية النظيفة بظلمات أوليائكم، وفي الوقت نفسه تشنون الغارة على كل من تصدى لهؤلاء الحكام، فتصفونهم بالخوارج والتكفير!

ليت شعري من هم الخوراج..؟؟ أهم الذين يعرفون كلام الله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفهمون معنى (لاإله إلا الله) ويعملون بلوازمها ومقتضياتها من موالاة ومعاداة وحب وبغض وجهاد، أهؤلاء أقرب إلى هذا الوصف وأولى به، أم الذين يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، ولا يفقهون معنى (لا إله إلا الله) ولايعرفون الشرك والتوحيد بشموليته، بل يقصورنه على قضايا الأحجار والأشجار والقبور ويحاربون أهل التوحيد الحق المتبرئين من طواغيتهم، ويتساقطون في موالاة ونصرة مشركي القانون.

***************
يتبع
__________________
فارس الأندلس
***************
اللهم يا منزل الكتاب,ويا مجري السحاب, ويا سريع الحساب, وياهازم الأحزاب إهزم النصارى واليهود والعلمانيين والمنافقين المحاربين للأسلام والمسلمين. اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذف الرعب في قلوبهم, اللهم فرق جمعهم, اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين أرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم, اللهم ارنا بهم عجائب قدرتك. ياقوي يا قادر اللهم أذل الدول الكافرة المحاربة للإسلام والمسلمين, اللهم ارسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة, والأمراض المتنوعة, اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين, اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل, وجعل كيدهم في تضليل, اللهم أرسل عليهم طير الأبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل,اللهم خذهم بالصيحة, وارسل عليهم حاصبا, اللهم صب عليهم العذاب صبا,اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفا من السماء, اللهم اقلب البحر عليهم نارا, الجو شهبا وإعصارا, اللهم أسقط طائراتهم,اللهم دمر مدمراتهم, واجعل قوتهم عليهم دمارا. ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. اللهم عليك برؤس الكفر, اللهم عليك ببوش,اللهم عليك ببلير, اللهم عليك بشارون اللهم عليك بهم كل الظالمين. اللهم طال ليل الظالمين, اللهم سلط عليهم يدا من الحق حاصدة. اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك. لا إله إلا الله العظيم الحليم, لا إله إلا الله رب العرش الكريم, لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
****************************