عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 27-08-2001, 03:25 PM
عمر الشادي عمر الشادي غير متصل
معارض
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 4,476
Post

الله تعالى غني عن العالمين أي مستغنٍ عن كل ما سواه أزلا وأبدا فلا يحتاج إلى مكان يقوم به أو شيء يحل به أو إلى جهة.

و من صفات الإله أنه مستغنٍ عن كل ما سواه،وكل ما سواه محتاج إليه،ومن كان كحتاجا إلى مكان يستقرّ أو يتحيز فيه فإنه ليس إلها.
وقد قال سيدنا علي رضي الله عنه فيما رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء :من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود.ومعنى كلامه أن الله ليس له حجم صغير ولا كبير ليس كأصغر حجم وهو الجزء الذي لا يتجزأ وليس حجما أكبر من العرش قال تعالى :"وكل شيء عنده بمقدار". فالله منزه عن المقدار أي الحد والكمية فمن قال إنه حجم كبير بقدر العرش أو كحجم الإنسان فقد خالف الآية كما أنه خالف قوله تعالى:"ليس كمثله شيء" لأنه لو كان له حجم لكان له أمثال لا تحصى ولو كان متحيزا في جهة فوق لكان له أمثال لا تحصى فالجهات كلها بالنسبة لذات الله على حدّ سواء ولذلك يوصف الله بالقريب فلو كان متحيزا فوق العرش لكان بعيدا ولم يكن قريبا قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم في الصحيفة السجادية :" سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت لا يحويك مكان لا تُحسّ ولا تمس ولا تجس". رواه الحافظ الزبيدي في إتحاف السادة المتقين

ويكفي في تنزيه الله عن المكان والحيز والجهة قوله تعالى:"ليس كمثله شيء". فلو كان له مكان لكان له أمثال وأبعاد وطولوعرض وعمق ومن كان كذلك كان محدثا محتاجا إلى من حدّه بهذا الطول وبهذا العرض وبهذا العمق هذا الدليل من القرءان أما من الحديث فما رواه البخاري وابن الجارود والبيهقي بالإسناد الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كان الله ولم يكن شيء غيره".ومعناه أن الله لم يزل موجودا في الأزل ليس معه غيره لا ماء ولا هواء ولا إنس ولا جنّ ولا ملائكة ولا زمان ولا مكان ولا جهات فهو تعالى موجود قبل المكان بلا مكان وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه وهذا يستفاد من الحديث المذكور

[الشادي]= ومما يستفاد من الحديث قول سيدنا علي رضي الله عنه مما رواه عنه الإمام البغدادي والإمام (شمس الدين الرملي) في الفرق بين الفرق وفي الفتاوى من قوله:"كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان". وقد جرت الأمة سلفها وخلفها على هذه العقيدة فها هو الإمام الطحاوي رضي الله عنه يقول في عقيدته التي احتوت عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني يقول عن الله عزوجل:"ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات". و ممن قال ذلك زيادة من السلف الإمام السجاد في الصحيفة السجادية يقول عن الله تعالى :"لا يحويك مكان". وتبعهم على معتقدهم كبار أئمة الأمة ومجاهدوها فاتحوا الأمصار فها هو سيدنا المجاهد السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يأمر بنشر عقيدة ابن مكي وبالنداء بها من على المآذن عقب أذان الفجر وبتعليمها للصغار في الكتاتيب يقول فيها ابن مكي عن الله عزوجل
قد كان موجودا ولا مكانَ ... وحكمه الآن على ما كانَ
حتى اشتهرت العقيدة هذه بالعقيدة الصلاحية نسبة للسلطان المجاهد حيث أمر بنشرها بين صغير المسلمين وكبيرهم
وما قولك لو راجعت من التاريخ سيرة السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية والذي صحّ فيه خبر النبي صلى الله عليه وسلم : لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش لعلمت أن مشايخه كانوا من أكابر الأشاعرة في ذلك الزمان ولست تغفل أن الأشاعرة ينزهون الله تعالى عن المكان فهل ستتنكر للسلطان المجاهد البطل محمد الفاتح رغم ثبوت الخبر الشريف في حقه!؟

وفي تلخيص لما ورد في مداخلتي هذه فإنك ترى كيف أثبت اعتقاد السلف في تنزيه الله عن المكان والجهة لا سيما وأنني نقلت عن سيدنا علي رضي الله عنه وعن سيدنا أبي جعفر الطحاوي رضي الله عنه وعن الإمام السجاد سليل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيك عما أوردت لك من الآيات مما لا يقال فيه غلا محكم وانتبه إلى عبارة محكم إلا أنك تأبى يا أبا عاصم أن تقرّ بالحق وقلت لي أنك تقول بالأثر وبقول السلف الصالح وجهلت أن السلف قالوا بإمرار تلك الصفات ولم ياخذوها على ظاهرها كما تفعل أنت ولقد بينت لك كيف أن السماء تزول يوم القيامة فلو كان الله تعالى ينزل إليها حقيقة على المعنى المتعارف لانتفت عنه هذه الصفة فتعال نتفق على قول إمام من أكابر أئمة السلف وهو سيدنا مالك رضي الله عنه حيث يقول:نزول رحمه وليس نزول نقلة وحيث ثبت عنه رضي الله عنه فيما رواه الإمام النووي انه أول فقال:"ينزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعله أتباعه بأمره فاقبل بهذا حتى ننتهي من هذه النقطة لننتقل إلى غيرها أو فأتِ بما يمحق دابر روايتي عن سيدنا علي أو عن مالك رضي الله عنه أو عن الإمام السجاد أو عن الإمام الطحاوي وكلهم من أشراف السلف الصالح

أسأل الله لك الهداية يا أبا عاصم ولا تأخذنك عزة بنفس ولا يموه عليك البعض بقولهم (كيف يشاء) هذه التي استعملتها غير مرة حيث قال أهل الكتاب أن في قوله تعالى في حق عيسى عليه السلام:"من روحنا" أن الله خلق عيسى من روحه والعياذ بالله فليس الله يوصف بالروح ولو قال لك أهل الكتاب خلقه من روحه كيف يشاء فليس كل مماثلة في اللفظ دون المعنى تستقيم والقاعدة العظيمة في ذلك قول الله تعالى :"ليس كمثله شيء" ومعناه أن الله لا يشبه شيئا من خلقه على الإطلاق ولا بأي وجه من الوجوه والحمد لله رب العالمين

فائدة في تبيين ما ورد في كتاب التأسيس لابن تيمية وأنا أنقل بالنص الآن يقول مؤلف الكتاب:"فمن المعلوم أن الكتاب والسنة والإجماع لم تنطق بأن الاجسام كلها محدثة وأن الله ليس بجسم ولا قال ذلك إمام من أئمة المسلمين فليس في تركي لهذا القول خروج عن الفطرة ولا عن الشريعة" وكلماته هذه مدونة في كتابه الذي سماه اتأسيس في الرد على أساس التقديس الموجود طيّ المجلدات 24 25 26 من الكواكب الدراري في ظاهرية دمشق وفي هذا إباحة القول بأن بعض الأجسام غير محدثة أي غير مخلوقة وفي هذا ردّ صريح لقوله تعالى : وخلق كل شيء كما أن في كلماته هذه إباحة نسبة الجسم إلى الله تعالى الله عن ذلك وقد كفانا بعض العلماء الرد على هذا المنطق إذا صحت تسميته منطقا فقال عالم أهل السنة ردا عليه : ألم يكفه قوله تعالى :"ليس كمثله شيء"؟ أم يبيح أن يقول يأكل هذا ويمضغ هذا ويذوق هذا لأن إنكارها لم يرد بالنص!؟
وها هو يقول في موضع آخر منه : قلتم ليس الله بجسم ولا بجوهر ولا متحيز ولا جهة له ولا يشار إليه بحسّ ولا يتميز منه شيء من شيء وعبّرتم عن ذلك بأنه تعالى ليس بمنقسم ولا مركب وأنه لا حدّ له ولا غاية أو أن يكون له حدّ لا يتناهى فكيف ساغ لكم هذا القول بلا كتاب ولا سنة"إ.هـ فانظر إلى كلماته هذه كأنه لا يريد لنا أن ننزه الله عن الجسم نصا محتجا أن إنكار ذلك لم يرد ذكره بالنص في القرءان وفي الحديث وهذا مردود عليه ويكفي ذكاء القراء الأكارم عن التعليق على كلماته هذه فبأي حجة ووجه ستأتينا بعد الآن أيها الباطل وقد أحطنا بك من أمامك ومن خلفك وبراهيننا سيوف عقل ونقل صانها وصاغها علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين ورد فيهم عن عيسى عليه السلام علماء أوفياء بررة أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء وآخر دعواتي أن يهديني الله ويهديك سواء السبيل يا أبا عاصم فكفاك ما قدمت على غير بينة وإنما مجرد تقليد لمشايخ لم ترَ غيرهم ولم تتلق من غيرهم علوم الدين الحنيف وأقترح عليك أن ترحل في طلب العلم بنية خالصة لوجه الله الكريم فعسى يمن الله عليك بمن يوصل إليك علم الدين صافيا من مشاربه الحسنة وأختم هذه المداخلة بسرد قول سلفي آخر من العقيدة الطحاوية وهو قوله تعالى الله عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأركان والأدوات. وهذه كافية في بيان الحق لي ولك عن شاء الله فلنقر معا بتنزيه الله عن صفات المخلوقين ونرفع عنه الكيف فالكيف عنه مرفوع أي مستحيل ولنتبع قول السلف في إمرارها دونما تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولنقل إن شئت بقول جماعات السلف التي أولت الصفات بمعانٍ تليق في حق الله تعالى.

ماذا تقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________
قلبي إمام العاشقين

إني ارتضيتُ مذاهبا ... للشافعي ومالكِ
وأبي حنيفة أحمدٍ ... نهج الخلاص لسالكِ