عرض مشاركة مفردة
  #31  
قديم 22-09-2005, 03:49 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي

عقـــــاب على الحــــق !


في حوالي التاسعة خرجنا من المنزل .. الأم حانقةٌ جداً .. لا تكلمني .. لا تنظر إليّ ..
لقد لاقت من النساء التوبيخ والتعنيف على تكذيبي لبدعتهم ..
أتى ابنها الأصغر ليستقلنا إلى المنزل .. الحمد لله ..
دخلتُ مباشرةً إلى المطبخ ..
أما الأم فقد قبعتْ بانتظار زوجي في الصالة .. هل ستخبره ؟!
بالتأكيد .. إنها تكاد أن تنفجر ..
ولكني لم أخطئ .. ليس من العيب قول الحق !!!

سمعتُ صوت الزوج وقد بدأ بالعلوّ ..
اختلستُ النظر إليه فوجدتُ أمه تصرخ وتشكو مني ثم .. بكت !
أرعَدَ صوتُ الزوج بالانفعال وهو يدخل إلى المطبخ ..!
- أين أنتِ ؟ أين أنت ؟!
صرختُ بخوفٍ وأوقعتُ كأس الماء في الأرض فتحطم ..
أمسك بشعري بقوة ولكمني لكمةً ثم أتبعها بلطمة ..
وهو يصرخ :
- أيتها الضالة .. إلى متى ؟!
لماذا تعيثين بيننا بالفساد ؟!
لماذا تحرجين أمي وتحرجيننا أمام الناس ؟
تباً لكِ .. لماذا تفعلين ذلك ؟! لن ينفعك الكفرة !
أغربي عن وجهي .. أغربي ..

بدأ الانهيار على تصرفاتي .. صحتُ من أعماق قلبي ..
تلوّيت من شدة الألم :
- أرجوك .. كفى .. أرجوك .. إنك تؤلمني ..
آه .. اتركني .. أتوسل إليك .. ارحمني ..
وقفلْتُ عائدةً إلى حجرتي .. كي ألوذ بها من غضبهم ..
فاستوقفني عند باب المطبخ صارخاً :
- قفي أيتها المتمردة .. قفي .. لا تتحركي ..
وقفتُ مفتوحة الفم والدماء تسيلُ على وجهي ..
وصدرتْ عني أصواتُ أنينٍ وعويلٍ خافتة .. ضعيفة ..
وأنا أتراجع بفزعٍ وخوفٍ من أنْ يزداد ضربه ..
كانتْ علامات القسوة والسخط والتحدي واضحةً عليه :
- اذهبي الآن واعتذري للجميع على ما سببته لهم من مضايقاتٍ و إحراجات ..
هيا .. والويل لكِ إن وُجهتْ لي شكوى بسببك .. الويل لك ..

ركضتُ إلى والدته ووقعتُ أرضا لتعثري بالسجادة .. نهضتُ ..
اختلطتْ أدمعي مع دمي مسحتها بيدي ..
استعدتُ أنفاسي الممزقة وأنا أقول :
- أعتذر لكم جميعا .. أعتذر .. أعتذر .. أرجوكم ..
أريد الذهاب إلى أبي وأمي .. أريد الذهاب ..
خالتي .. أرجوكِ .. أقنعيه بذلك ..
أنا لا أصلح للعيش هنا .. أرجوكِ .. خذوا كل ما تريدون ..
لا أستطيع الاستمرار .. فقط اتركوني أرحل ..
ثم توجهتُ إليه باكية :
- أرجوك .. ارحمني .. لا أستطيع العيش هنا .. أتوسل إليك ..

ترددتْ أنفاسه بصوت مسموع ..
ونظر إليّ بعينين ناريتين وقال :
- لن تذهبي .. لن تذهبي .. ستبقين معي إلى آخر حياتي ..
هل تفهمين .. لن أدعك تذهبين ...
أحسستُ بخيبة أملٍ شديدة .. فتح باب المنزل ..
وأغلقه بقوة .. تحطمتْ مشاعري .. توجهتُ نحو غرفتي ..
مؤنستي .. الصدر الحنون ..
جفت الدماء التي كانت تسيل على وجهي ..
غسلتُ ما علق به من الدم والدمع ..
توضأتُ .. توجهتُ إلى الله .. بأن الظلم قد بلغ حدا عظيما ..
فلا مجال ..
اللهم قد تسلط عليّ من لا يخافك فيّ ولا يرحمني ..
وأنا أدعو الله من أعماقي دعوة مظلوم .. حتى جن الليل ..
فتوسدتُ سجادتي ونمت مكاني .. نوما عميقا .. عميقا ..



وللقصة تتمة بإذن الله
الرد مع إقتباس