عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 03-02-2002, 08:32 PM
مشهور مشهور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 65
إفتراضي

إخوتي الكرام,,,
استكمالاً لبحثكم حول ابن عبد الوهاب وحول حياته أقول:

إن محمد بن عبد الوهاب تعرض لهجوم شديد اللهجة من قبل علماء زمانه من كافة المذاهب،،،

وممن ألّف في الردّ على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي الشافعي الشهير مؤلف حواشي الدهر فقال من جملة كلامه:"يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك أن تكفّ لسانك عن المسلمين. ثم قال:"وهم يمنعون من الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم على المنائر بعد الأذان. حتى إن رجلاً صالحًا وكان مؤذنًا وصلى على النبي صلّى الله عليه وسلّم بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم، فأتوا به إلى محمد بن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل. ولو تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق وفي هذا القدر كفاية".

وقد ألّف أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي الحنبلي رسالة في الردّ على أخيه سمّاها "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، وهي مطبوعة وأخرى سمّاها "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب".

قال الإمام ابن عابدين الحنفي في "ردّ المحتار" ما نصّه:"مطلب في أتباع ابن عبد الوهاب –الخوارج في زماننا-: ومن شؤم الوهابية أنّهم لا يتعمّمون، حرّموا هذه السنّة وهي ثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وغيره. ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل مكّة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" ا.هـ.

وكان لعلماء الحجاز وشمال إفريقيا من المالكية ولعلماء الهند وغيرهم خلق كثير تآليف ترد على محمد بن عبد الوهاب الذي اعتبره أتباعه مجدد عصره وهم يعزون هجوم العلماء عليه إلى خلافات سياسية،،،
حيث إن الحركة النجدية التي أسسها ابن عبد الوهاب كان لها عبر التاريخ صراعات سياسية مع الدولة العثمانية،،، التي شنت عدة حملات على الوهابية الذين احتلوا مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف،،،

وقد تلقى ابن عبد الوهاب في بداية أمره تبريكات من بعض معاصريه الذين اسبشروا به لأن والده كان معروفًا بالصلاح وأسرته مشهورة بالعلم، فمدحهأمثال الأمير الصنعاني الذي ألف في ابن عبد الوهاب شعرًا يقول فيه
سلام على نجدٍ ومن حل في نجد..... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

ثم ما لبثوا أن غيّروا مقالتهم الأولى في ابن عبد الوهاب
فالصنعاني مثلاً رجع عن تأييده قائلاً:

رجعت عن القول الذي قلت في النجدي .... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيرًا فقلت عسى عسى .... نجد ناصحًا يهدي العباد ويستهدي
لقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا .... وما كل ظنّ للحقائق لي يهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مِربَدُ .... فحقق أحواله كل ما يبدي
وقد جاء من تأليفه برسائل .... يكفر أهل الأرض فيها على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة .... تراها كبيت العنكبوت لدى النقد

إلى آخر القصيدة التي شرحها في كتابه (إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب)

أما مفتي الحنابلة بمكة المكرمة المتوفى سنة 1295 هـ الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه الشهير (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة) في ترجمة الشيخ عبد الوهاب بن سليمان النجدي (والد محمد بن عبد الوهاب) [ ص/ 275 ] ما نصه:

(وهو والد محمد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الآفاق ، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته من أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبانًا على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا من ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار؛ وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدًا بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا كان أو متأحرًا كائنًا من كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيّم فإنه يرى في كلامهما نصًا لا يقبل التأويل ويصول على الناس وإن كان كلاهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب" وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلاً لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلده ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمد أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارًا، ولا شك أن هذه من الكرامات) ا.هـ.

أما مفتي الشافعية بمكة الإمام المؤرخ أحمد بن زيني دحلان المتوفى سنة 1304 هـ فهو صاحب التآليف الكثيرة في الرد عليه ومن مؤلفاته (الدرر السنية في الرد على الوهابية) الذي طبع مرارًا

وقد خصص دحلان فصلاً في تاريخه للكلام على الوهابية أسماه (فتنة الوهابية )

والله من وراء القصد
__________________
لا تقل أصلـي وفصلـي أبـدًا
*********** إنما أصل الفتى ما قد حصل