[Bilal Nabil]

الاخوة الاعزاء


الاحداث المؤسفة وقعت في غزة و هي معزولة تماما عن مدننا في الضفة الغربية، لكن استطيع ان اضع هذه الحقائق و اترك المجال للقارئ لتحليلها :

- الشعب الفلسطيني يئس من فساد و انحطاط رجالات السلطة. السيد ياسر عرفات حطم عزيمة الشعب بسبب فساد حاشيته و تقديمه التنازلات لاسرائيل بما في ذلك المقاومة. انني على قناعة ان يئس الفلسطينيين من عرفات لا يقل عن يئس العراقيين من صدام.

- الشعب الفلسطيني رفض التمرد على الرئيس و حاشيته و اجهزته الامنية بسبب وجود الاحتلال. كان لا بد من الصبر بدلا من الانجرار في فتنة لا تبق و لا تذر.

- عرفات و سلطته حصلوا على تاييد الفلسطينيين في السنوات الاخيرة بسبب عداء امريكيا و اسرائيل له، و كذلك لرفضه التنازل عن القدس في مفاوضات السلام.

- الفساد الذي انتشر في السلطة مكن اسرائيل و امريكيا من اختراقها ، و هناك عدد لا باس به من رجالات السلطة امثال دحلان و الرجوب مشكوك في ولائهم .

- الاصلاح و القضاء على الفاسدين اصبح امرا ملحا بالنسبة للفلسطينيين ، و كذلك تبديل القيادة الفلسطينية بقيادة ''عميلة'' تخدم اسرائيل و امريكيا و تقمع الشعب باسم محاربة الارهاب مطلبا استراتيجيا اسرائيليا.

- تبديل القيادات الفلسطينية اصبح مطلبا للشعب الفلسطيني و فرصة لاسرائيل و امريكيا : الشعب يريد قيادة شريفة تقضي على الفساد و توحد الصفوف ، بينما تريد اسرائيل و امريكيا استبدال عرفات و قيادته باحد رجالات CIA او الموساد.

- طبعا لا يوجد من يذرف الدموع على الجبالي او موسى عرفات او المجايدة و بقية الطابور ، لكن لا استبعد ان رجالات اسرائيل و امريكيا هم من بادر لاستعراض العضلات مستغلين الغضب الشعبي من قيادتهم.

- الوضع خطير جدا ، لكني على قناعة ان الفلسطينيين يعرفون ما تخطط له امريكا و اسرائيل ، و هو سيناريو سيسعون الى تطبيقه في بقية الدول العربية كما حدث في العراق, و يمكن تلخيصه بعبارة واحدة :

(( استغلال فساد القيادات و الغضب الشعبي منها لتبديلها بقيادات ''عميلة'' باسم الاصلاح و الديمقراطية و من ثم قمع الشعوب و اعادة بناء ثقافتهم باستخدام جميع الاساليب القذرة تحت شعار الحرب على الارهاب و حماية الديمقراطية))