عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-01-2007, 06:28 AM
سـيف سـيف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 215
إفتراضي


بعد أن شاء الله له أن يتم نحره بالحبل من رقبته في أول أيام عيد الأضحى المبارك، نظم الإعلام الإسرائيلي-المصري من خلال أجهزته وعملائه من النصارى العرب حملة تهدف إلى الدفاع عن عميل إسرائيل البعثي المذبوح صدام إبن صبحة، وكان مما روج له هذا الإعلام المعادي للمسلمين هو أن إعدام المذبوح إبن صبحة جاء "استفزازا لمشاعر المسلمين" لأن ذبحه تم تنفيذه في أول أيام عيد الأضحى المبارك. ولعل من المناسب أن نضع هذه المسألة داخل إطارها العقلاني-التاريخي الصحيح لنعرف حقيقة أبعادها.

أولا:
صدام إبن صبحة لم يكن مسلما ولم يكن أصلا ينتمي لدين الإسلام ليكون ذبحه "استفزازا لمشاعر المسلمين" كما روج لذلك الإعلام الإسرائيلي-المصري، فكل مسلم موحد يعرف دينه يعرف بأن إبن صبحة عاش حياته كافرا بعثيا عميلا لليهود وأدار العراق لحساب إسرائيل بعقيدة البعث الإلحادية وحول العراق بلاد الإسلام إلى دولة كفر وإلحاد، ثم لفظ آخر أنفاسه مذبوحا وهو بعثي كافر. ولا اعتبار للأكذوبة التي روج لها الإعلام الإسرائيلي-المصري من أنه نطق الشهادتين قبل نحره، بل إن ما رآه المسلمون وما سمعوه عبر الفضائيات هو أنه كان يردد هتافات بعثية قومية أثناء محاكمته، وأنه ظل يرددها حتى جلسة النطق بالحكم بإعدامه.

أليس من الإستخفاف بعقول المسلمين أن يطلب منهم الإعلام الإسرائيلي-المصري أن يكذبوا ما رأوه بأعينهم وما سمعته آذانهم كيف كان المذبوح إبن صبحة يعلن بلسانه عن كفره ليصدقوا أكاذيب هذا الإعلام اليهودي من أنه مات مسلما...؟

ثانيا:
لو عدنا إلى تاريخ العراق الإسلامي، لوجدنا بأن المذبوح إبن صبحة لم يكن أول كافر محارب لله ورسوله ينحر في يوم عيد الأضحى، بل سبقه إلى ذلك جده الأكبر ورأس الزندقة والمروق عن الدين الجهمي الكافر الجعد بن درهم والذي نحره عامل الأمويين في العراق خالد القسري في أول أيام عيد الأضحى بعد أن ثبت أنه كان ينشر بين المسلمين عقيدة شركية.

فقد روى الإمام البخاري في كتاب "أفعال العباد" وابن أبي حاتم في كتاب السنة وغير واحد ممن صنف في كتب السنة: "أن خالد بن عبدالله القسري خطب الناس في عيد أضحى فقال: أيها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر...." أنظر البداية والنهاية/ج10ص19

وقال ابن حجر العسقلاني: قصة خالد القسري ذكره بن حبان في الثقات [تهذيب التهذيب/ج9ص93]

وروى الإمام إبن تيمية يرحمه الله في فتاواه:

"وأما الجهمية، فانما حدثوا فى أواخر عصر التابعين بعد موت عمر ابن عبد العزيز، وقد روى انه انذر بهم وكان ظهور جهم بخرسان فى خلافة هشام بن عبد الملك، وقد قتل المسلمون شيخهم الجعد بن درهم قبل ذلك، ضحى به خالد بن عبد الله القسري وقال: يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا" ثم نزل فذبحه. وقد روى ان ذلك بلغ الحسن البصري وأمثاله من التابعين فشكروا ذلك..." أنظر الفتاوي/ج20ص302

وقال الإمام إبن القيم يرحمه الله: "فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي ومع هذا كانوا قليلين أولا مقموعين مذمومين عند الأئمة وأولهم شيخهم الجعد بن درهم... فلما اشتهر أمره في المسلمين، طلبه خالد بن عبدالله القسري وكان أميرا على العراق حتى ظفر به فخطب الناس في يوم الأضحى، وكان آخر ما قال في خطبته: "أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا. ثم نزل فذبحه في أصل المنبر فكان ضحية...." أنظر الصواعق المرسلة/ج3ص1071

لننظر الآن في التطابق التالي الملفت للنظر بحق:

كان الجعد ابن درهم قد حاول نشر عقيدة شركية بين المسلمين وهي عقيدة التجهم...
وصدام إبن صبحة حاول نشر عقيدة شركية بين المسلمين وهي عقيدة البعث العفلقي...

إبن درهم تم نحره في أول أيام عيد الأضحى...
وإبن صبحة تم نحره كذلك في أول أيام عيد الأضحى...

تم نحر بن درهم في العراق...
وتم نحر إبن صبحة في العراق...

فهل ما حدث كان مصادفة...؟

إن من عقيدة أهل السنة والجماعة هو أنه لا وجود للمصادفة في الوجود، بل هناك قدر من الله، فقد شاء الله أن ينحر إبن صبحة في أول يوم من أيام عيد الأضحى، تماما كما ذبح قبله جده الجعد بن درهم في أول أيام عيد الأضحى.

بقي أن نقول بأن هناك فرق بين نحر كلا من بن درهم وابن صبحة، فالأول نحره المسلمون، في حين أن إبن صبحة نحره أسياده اليهود الذين عاش حياته كلها من أجل خدمتهم.

من هنا، يظل الجعد بن درهم على كفره أكثر شرفا وطهرا من حفيده أبن صبحة.