عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-07-2007, 02:12 PM
فيصل محمد عوكل فيصل محمد عوكل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 20
Exclamation كتاب ايات الله البينات والايمان من ص 22 الي 42

وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم .. للذين يتجاهلون آيات الله وينكرون آلاء الله .. ويكفرون بكل شيء ولو كان ملموسا" لهم وظاهرا" لهم .. بسم الله الرحمن الرحيم (( أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت .. وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت . فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر )).
وهذه الآيات العظيمة تدل دلالة واضحة على أن الذين يكفرون هم الذين يتجاهلون آيات الله ويجحدونها .. حيث يقول الله عز وجل واصفا" إياهم في آية أخرى (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون )) وإن الصمم هنا يعني أنهم لا يسمعون الحق ولا يصغون لغير هواهم حتى كأنهم لا فائدة ترجى من آذانهم وإن سمعوا .. لأنهم لا يطيقون حتى سماع كلمة الحق وأصحابها .. وبكم لأنهم لا ينطقون بالخير ولا ينطقون بالحق ..ولو تكلمت به ألسنتهم لأستنكرته قلوبهم لأنه ليس من طباعهم .. وعمي لأنهم لا يرون آيات الله في أنفسهم ولا يرون آلاء الله في كل ما حولهم ولا يرى أحدهم إلا شهواته ومآربه وهواه ومصالحه .. ويضيق صدره بكل شيء غير ما يريد .. لأن نفسه الخبيثة سيطرت عليه سيطرة تامة .. فأضحى ميت المشاعر والأحاسيس أناني النـزعة يعتقد بأنه على الحق وكل ما حوله من المؤمنين جهلة لا يقدرون على شيء ولا يستخدمون عقولهم .. وبأنه الذكي الألمعي .. رجل الأعمال الناجح .. ولا يجوز أن يخلط ما بين الدين والدولار .. لأن هدفه هو الأخير بكل المفاهيم التي يؤمن بها .. وأنه ما بين كل صلاة وصلاة .. يغفر الله له كل ما يفعل .. هكذا سولت لهم نفوسهم .. وكأنما اتخذوا عند الله عهدا" أن يغفر لهم بصلواتهم كل شيء .وبعضهم نسي الصلاة كحق لله وواجب لأنها تأخذ من وقتهم حيزا"لا يطيقون إضاعته وبعضهم يصلي فلا يقطع فرضا"من الفروض و لكنه يبخل ويأمر الناس بالبخل . وينم ويسعى بالفساد بين الناس ويستلذ بذلك و يناقشك متنطعا"بالدين وهو جاهل به وان ذكرته غضب و ثار ثورة لا رحمه فيها لأن الجهل يعشش في كل خلاياه . ويظن بأنه على الحق وغيره على باطل .
وبعضهم يذكر ربه ولكنه فاسق فاجر ظالم يؤذي كل من يعانده لشدة الكبر في نفسه وعلوه على الناس لأنه يملك المال وغيره لا يملكه فيظن بان على الجميع أن يطيعه وان يحترمه وان يخافه قهرا". و يتجاهل حينها تماما"أن المال مال الله وانه رزق أعطاه الله إياه ليصرفه بحقه و ينفق منه حيث أمره الله بينما هو لا يفعل شيئا" من ذلك وان زكى في رمضان تحدث أمام الجميع حتى يقال كريم وحتى يظهر بمظهر الكريم وينسى بأن الله غني عن العالمين وبان الله خير الرازقين .. وينسى بأنه لا خير في صدقة يتبعها أذى وبأن الله رزقه ومتعه بالرزق لعله يكون حامدا" و شكورا" .. فينسى المنعم وتضحي النعمة نقمة عليه وعلى من حوله ..وهؤلاء لهم الندامة في الآخرة حيث يعظهم ربهم ورب السموات والأرض بقوله ((بسم الله الرحمن الرحيم
يوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني أتخذت مع الرسول سبيلا" . يا ويلتي يا ليتني لم أتخذ فلانا" خليلا . لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للأنسان خذولا .. صدق الله العظيم ..( الفرقان 27 ـ 29 )
وهؤلاء أبدوا الندامة والحسرة بعد أن تبين لهم أن أخلائهم في الدنيا إن كانوا من نسائهم ، أم أصدقائهم ، هم أعوان الشيطان لوصوله إلى هذا الدرك من الغفلة والجهل .. وحتى أنسياه ذكر الله وأبعداه عن الذاكرين لله فحق عليه العذاب العظيم ويصف الله هذه الفئة الضالة بقوله أيضا" .. (( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبل من الجن والأنس أنهم كانوا خاسرين )).. فصلت : 25..
وهذه الفئة يزين لهم قرنائهم كل شيء يضرهم ولا ينفعهم .. فيضحي بعضهم لبعضا" خليلا" وصديقا" لا يفارقه حتى ينسى نفسه لأنه نسي الله .. وسلط عليه الدنيا بزخرفها فكانت عاقبتهما جميعا" النار وبئس المصير ..
ومن الناس من ينسى ذكر الله بعد أن تأخذه الدنيا بعيدا" وهو يعتقد أنه على حق .. ومن الصعب إقناعه بغير ذلك .. فيذكره الله عز وجل في قوله (( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا" فهو له قرين وإنهم يصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون )) الزخرف 36 ..
وقول الله عز وجل (( بسم الله الرحمن الرحيم . يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا أمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم .. ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فأحذروا . ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا" أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) المائدة 41 ..
(( بسم الله الرحمن الرحيم . فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) القصص 50..
(( بسم الله الرحمن الرحيم . ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا" أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وأتبعوا أهوائهم )) سورة محمد 16 ..
وقول الله سبحانه وتعالى .. (( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب . )) صدق الله العظيم .. المؤمنون 34 ..
ونستخلص من هذه الآيات العظيمة آيات كثيرة دالة على العلة النفسية عند الإنسان من الشك ، والريبة وإتباع الهوى والجهل ، والعناد والظلم والتكذيب .. وظنهم بأنهم على حق دون النظر بآيات الله وكل هذه العلل النفسية والكبر والعناد وحب الذات تجعل كل هؤلاء في ظلام عظيم وهم يدركون ويسيرون نحو الهاوية مفتونين فيما هم يعتقدون ولا يدركون المصير الذي سيواجههم في لحظة لا يعلم ميقاتها إلا الله وكثيرا" ما يكون الموت المباغت موعدا" سريعا" لرؤية النهاية والتي لا يكون ساعتها أو لحظتها مهرب أو مجال للتراجع ومراجعة النفس .. لأن الفرصة كانت أمامهم في حياتهم كبيرة .. وكانت رسل الموت تسبق الموت وأولها كر الأيام والسنين فكل ما يبعدك عن الطفولة يقربك إلى الكهولة.. والمرض رسول يؤكد ضعف الإنسان ..والمشيب هذه الرسل التي تسبق الموت بكثير من الزمن دليل الإنسان ليدرك علامات مرور الزمن ومذكرة لمن يخشى أو يتذكر .. ورغم كل هذا ورغم زيارة الناس للقبور ورؤيتهم للموتى لا يعتبرون وكأن الموت أضحى شيئا" عابرا" أمام القلوب الميتة الخالية من الإحساس ..علما" أن رؤية الخريف آية عظيمة لمن يدرك معنى الموت والنهاية .. ورؤية الربيع آية عظيمة على قدرة الله وعظيم صنعه .. بديع السموات والأرض .. وأية الشتاء وكيف يساق المطر بأمر الله للأرض الجافة القاحلة فتتحول إلى جنة يافعة ..
وآية الليل والنهار التي لا تغيب عنا بتكرار يؤكد عظمة الله وقدرته ودقة خلقه وتبيان حكمته ..
كل هذه الآيات البينات أمام أعين الناس وكل هذه النعم من الخيرات التي وهبها الله للناس من أكل .. من لبن يستخلص من الأنعام .. وعسل يستخلص من النحل .. وماء عذب زلال ينبع من الأرض .. وثمار من شجر لذة للآكلين .. فتبارك الله أحسن الخالقين ..وإن الذين يتفكرون بخلق الله وآياته هم الذين وهبهم ربهم نعمة الأيمان ونعمة اليقين برحمته ولطفه ..
فلم تعد الدنيا بكل ما فيها من زيف بقادرة على أن تنال من قلوبهم شيئا" بل جعلوها قنطرة عبور للآخرة وكان رضوان الله مسعاهم لا يقبلون عنه بديلا" ..
لأن التقوى تقوى القلوب وما رسخ فيها من يقين الأيمان والثقة بالله .. وإن إكرام الله لهذه الفئة بذكرهم في كتابه الكريم .. (( ويزيد الله الذين أهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا" وخيرا" مردا )) مريم 76 ..
وقول الله عز وجل (( إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى )) الكهف 13 ..
(( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما" )) الأحزاب 43 .. وقوله عز وجل (( أو من كان ميتا" فأحييناه وجعلنا له نورا" يمشي به في الناس )) الأنعام 122 ..
وقوله عز وجل (( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه )) الزمر 36..
وإن هذه الآيات لتدل على عظمة الأيمان المترسخ في قلوب المؤمنين وترينا بوضوح مكانة المؤمن عند الله الذي يعلم قلبه ويعلم سره ونجواه .. وهو عليم بالمتقين .. وقد ذكرهم ربهم حتى تطمئن قلوبهم برحمة الله .. وذكر الجاحدين والكافرين لأنعم الله ليذكرهم بسخطه وعذابه على الكافرين .. يخوفهم لعلهم يتقون ولتكون آيات الله حجة عليهم يوم القيامة .. حيث لا تغني عنهم أنفسهم ولا أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا" .. وليكونوا وقود النار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ويقول الله عز وجل (( ومالنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما أذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون )) أبراهيم 12
وقوله عز وجل (( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا . فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها )) ..
إن دلائل نصر الله وتوفيق الله وهدى الله للمؤمنين واضحة جلية .. بأن الله معهم وبأنه ينصرهم وبأنه المطلع على قلوبهم فلا يحزنهم ما يكون من الأمور المحزنة لأن السلام والسكينة تنـزل عليهم في كل حين فهم آمنون رغم الخوف .. ولا يخافون إلا الله وحده ، لعلمهم وثقتهم ويقينهم بالله بأنه معهم وبأنه ينصرهم مهما بلغ الخطب ولا يفشل المؤمن أبدا" وهو يثق بالله وما قدر له من الخير لأن قلبه معلق بمحبة الرحمن فهو يتوكل عليه في الظاهر والباطن ويعلم بأن الملك لله الواحد القهار .. والمؤمن صبور على البلاء حتى يتداركه الله برحمته .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..هي نجواه مع ربه فلا يحيد لأنه يؤمن بأن الله أنيس المستوحشين وملاذ الخائفين .. ونصير المؤمنين الموقنين .. فلا يتزعزع إيمانه ولو تخلى الوجود كله عنه .. لقال كلمة لا يستحي قائلها : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
والمؤمن صابر حليم ( حكيم ) بطبعه إذ يلهمه الله التقوى ويعلمه الحكمة من فضله ورضوانه .. ويصطفيه من بين الناس لما وهبه من علم ليعلم وليعلم من يشاء الله من فضله ..
(( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا" كثيرا" )) البقرة 269
وهذا الخير منه ما هو ظاهر .. كنعمة ظاهرة تعلم .. ومنها نعم وخير باطن يعلمه الله .. لأن نشر الحكمة بين الناس من فضائل الأيمان والرحمة على من ينشرها وله أجرها .. لأن الحكمة دليل على سبيل الله وطريق للحق ونعمة للعقل والقلب وكما قيل (( الحكمة ضالة المؤمن .. أينما وجدها أخذها )) ..
(( وعلمك ما لم تكن تعلم )) النساء 113