عرض مشاركة مفردة
  #62  
قديم 11-09-2007, 07:05 AM
ابن اليمامة ابن اليمامة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
الإقامة: دمـتـمـﮯ سالمـينـﮯ
المشاركات: 1,033
إفتراضي



الصحافيون ضحية الترويع والاعتقال.. والرقابة الذاتية

غزة: ستيفن ايرلانغر *
خلال أول تجمع احتجاجي لفتح لمناسبة صلاة الجمعة هنا في أواخر الشهر الماضي تعرض عدد من الصحافيين الذين كانوا يحاولون تغطية الحدث الى الضرب على أيدي رجال الشرطة التابعين لحركة حماس. واعتقل بعض الصحافيين وصودرت كاميراتهم مما أثار شكاوى من فرع غزة لاتحاد الصحافيين الفلسطينيين. وفي الليلة التالية، وفي حوالي الساعة العاشرة مساء، دخل ضباط الشرطة فناء بيت صخر أبو العون استعدادا لاعتقاله. واتصل أبو العون، وهو صحافي يعمل لحساب وكالة الأنباء الفرنسية ورئيس نقابة الصحافيين في المدينة، هاتفيا بصديق له.
وقال مشيرا الى رسالة نصية تلقاها على جهاز الجوال «اتصلت بأحد الصحافيين الذي أرسل رسالة نصية وخلال دقائق جاء ما يقرب من 70 صحافيا وبعض نشطاء حقوق الإنسان الى بيتي ومنعوا عملية اعتقالي. كان أطفالي يبكون. كانت الصورة في غاية البشاعة». وقال إن افراد الشرطة ابلغوه بأن «لديهم توجيهات لاعتقاله، وقد رفضت وقلت إنني سأكون مسؤولا عن أية تبعات».

ويبدو ان حماس مرتبكة حول كيفية منع احتجاجات فتح والتعامل في الوقت ذاته مع وسائل الإعلام الجديدة. وفي محاولة لتأسيس سمعة نزيهة منذ سيطرتهم على غزة، يعد قادة حماس باحترام حرية الصحافة بينما تقوم الشرطة بترويع الصحافيين. وكانت إحدى النتائج نوعا من الرقابة الذاتية، وفقا لما يقوله صحافيون محليون، وهي تتجاوز ما مارسوه تقليديا في ظل فتح التي كانت هي الأخرى تحاول ممارسة ضغوط على الصحافة الفلسطينية أو استغلالها أو امتلاكها.

وتعتبر حالة أبو العون، 42 عاما، نموذجية. وقد انتهت أزمته عندما وصل المتحدث باسم حكومة حماس، طاهر النونو، وهو صحافي سابق، الى بيته ومعه رسالة من رئيس وزراء حماس إسماعيل هنية تطلب من الشرطة أن تغادر المكان. وتحدث أبو العون في وقت لاحق حول المشاكل التي يعانيها الصحافيون قائلا «نطلب أن توفر لنا الحرية لتغطية الاحتجاجات. بوسعهم أن يمنعوا المظاهرات وليس حق الصحافيين في تغطيتها. إننا تحت حالة رقابة ذاتية لأننا لا نعرف ما هو مسموح. ليست هناك سياسة واضحة، والصحافيون كلهم يشعرون بالقلق والخوف».

وكان القيادي في حركة حماس، محمود الزهار، قد وصف أبو العون في مقابلة بأنه شخص سيئ، واتهمه بأنه يقدم نفسه كقيادي في حركة فتح، بسبب دوره في نقابة تسيطر عليها فتح. وكان أبو العون قد تعرض عام 2001 للاعتداء بالضرب المبرح من جانب أعضاء قوة الأمن الوقائي التي تهيمن عليها حركة فتح. وتسبب ذلك الاعتداء في إلحاق اصابات بالغة تطلبت إجراء عمليات جراحية عاد بعدها الى مزاولة عمله. ويصف صحافيون فلسطينيون الوضع المرتبك الناجم عن قيام حماس الجديد في مجال السياسة بفرض ضغوط لا داعي لها على وسائل الإعلام خصوصا في ما يتعلق باستخدام المشاهد التلفزيونية والصور. وثمة صراع شرس بين فتح وحماس، وتستخدم الحركتان وسائل الإعلام المتاحة أمام كل منهما، أي جهازي التلفزيون والإذاعة الرسميين من جانب حركة فتح، والصحف الخاصة بحركة حماس، فضلا عن الإذاعة ومحطة «الأقصى» التلفزيونية، التي أنشئت على غرار قناة «المنار» التي يديرها حزب الله. ويتهم كل فصيل الآخر بالكفر وخدمة قوى خارجية. إذ ان فتح تقول إن حركة حماس تخدم أغراض إيران، فيما تقول حركة حماس ان فتح تخدم أغراض إسرائيل وأميركا. وبالإضافة الى برامج الأطفال التي تحث على الحرب ضد إسرائيل وتمجد الاستشهاد، يبث تلفزيون حماس نشرات إخبارية مخصصة لأخبار الحركة، أما تلفزيون السلطة الفلسطينية الرسمي، الذي يصعب التقاط بثه حاليا في غزة، فيتمتع بقليل من الاتزان في المواد المقدمة.
__________________