هل لنا من استنتاج في هذه المرحلة ? :
بعد أن قدمنا مقتربات مبسطة ، ساعدت ـ على ما أظن ـ في تكوين أرضية صالحة ، لبناء تصور مستقبلي لما نطمح به .. وقبل أن نحاول اقتراح لشكل التحرك المستقبلي .. فاننا سندرج ما يمكن أن يكون استنتاجا متفق عليه :
1 ـ ان القوى المعارضة العربية هي قوى ذات نشاط طبيعته البارزة لغوية فقط، وان تلك اللغة المطروحة في الخطابات السياسية العربية المعارضة لها آثار أبسط ما يقال عنها أنها فاشلة و فشلها يتمثل بما يلي :
أ ـ اعتماد اسلوب التهويش و ( فهرسة ) أخطاء الآخرين .. دون تحديد من هم الآخرين .. فاختلال التوازن بين الذاتي و الموضوعي لتلك القوى جعلها ذات مسحة حزينة .. ودائرة تأثيرها محدودة جدا ..
ب ـ اعتماد اسلوب إثارة الهمم الطيبة ، بذكر مناقب التمسك بالدين أو القومية ، دون الالتفات الى الذهاب بعيدا نحو التدرب على طرح برامج عمل تشد الجماهير لتلتف حول تلك القوى و تجعلها مؤثرة فعلا ..
ج ـ خلق حالة معرفة محترفة للأنظمة الحاكمة ، بكيفية التعامل مع القوى المعارضة ، مما بعد المسافات بين تلك الأنظمة و المعارضة لصالح الأنظمة .
2 ـ ان السلوك التمثيلي ( المنفعي ) .. يكون واضحا عند الاصطفاف مع الانظمة ، أكثر منه وضوحا عند الاصطفاف مع المعارضة .
بعبارة أخرى ان الأنتليجسيا ( مجموعة المثقفين و أصحاب المعارف و التقنيين الحديثين ) .. ترى ان المراهنة على المعارضة هي مراهنة خاسرة !!
3 ـ ان تكرار كلام المعارضة ، ونمطه ، وحتى مفرداته .. حرمها من إبراز رموز نضالية ، تساعد في استقطاب الجماهير من حولها ..
4 ـ ان طول مدد بقاء السلطات العربية في الحكم ، جعل من حجم ملفات المعارضة الكثيرة لها خير سند في إبقاء حجمها بتناقص مستمر ..
5 ـ لقد دخل اليأس لنفوس الكثير من كوادر المعارضة .. بحيث أن حالة توهج خطابهم خفتت و تسلل الكثير منهم الى جانب السلطة .. بل و تراجع الخطاب ذا الطابع الثوري ، ليصبح ذا لون تصالحي باهت ..
6 ـ ان المعارضة العربية ، ان لم تنقلب على ذاتها ، معيدة النظر في شكل خطابها السياسي ، وتنمية الإحتراف السياسي لدى كوادرها ، و معرفة أساليب المناورة في الكر و الفر .. فإن أفضل خدمة تقدمها للأمة هو الإنسحاب من حياة الأمة السياسية بشكل نهائي .. تاركة المجال لأجيال تتلمس طريقها ، دون حتى الاستعانة بهذا التراث البائس المليء بالأخطاء ..
__________________
ابن حوران
|