عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 18-08-2002, 09:16 PM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي تكملة الموضوع

ويجب أن يعلم الفريقان (الدول العربية وغير العربية)، التي تتعاون مع الإدراة الأمريكية، لضرب الشعب العراقي، وشحاذو النصر الأمريكي من أبناء العراق بطوائفهم المتنوعة:

ـ أنهم جميعا يرتكبون أبشع أنواع الولاء لأعداء الله، ويسلكون أسوأ سبيل إلى خيانة هذا الشعب العربي المسلم.

ـ وأنهم سيجلبون على أنفسهم من العار مالا تنساه لهم الشعوب الإسلامية، وبخاصة العربية.

ـ وأن التاريخ سيسجل عليهم لعنة لا تفارقهم إلى يوم الدين.... لأنهم بتعاونهم مع أعداء المسلمين يخونون الله والرسول وعباد الله المؤمنين، وبخاصة الشعب العراقي المظلوم.

وقد سجل القرآن الكريم هذه اللعنة على من يوالي أعداءه على أوليائه، منذ أكثر من أربعمائة عام عندما قال: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) [المائدة (51)].

ـ وليعلموا كذلك أن نتيجة التعاون مع أعداء الله على الشعب العراقي وغيره من الشعوب الإسلامية، ستعود على المتعاونين بالخيبة والخسران، وسيذوقون من أعداء الله وأعداء الشعوب الإسلامية من الإهانات والأضرار مالا يدور بالبال.

قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )) [آل عمران (118)].

رابعاً:
أن الواجب على جميع المسلمين – وبخاصة العرب منهم - أن يقفوا ضد الغزو الصليبي الصهيوني للشعب العراقي، وأن ينصروا هذا الشعب المظلوم - الذي دمرته المعارك، وسحقته المقاطعة الظالمة - على من يعتدي عليه من أعداء الله وأعداء دينه، فذلك هو واجبهم شرعاً.

قال تعالى: (( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً )) [النساء (75)].

وفي حديث أبي موسى قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) [صحيح البخاري (1/182) وصحيح مسلم (4/1999)].

وفي حدبث النعمان بن بشير قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) [صحيح البخاري (5/2238) وصحيح مسلم(4/1999)].

وفي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) [صحيح البخاري (2/862) وصحيح مسلم (4/1996)].

ومعنى "لا يُسلمه" ما قاله الحافظ ابن حجر في شرح الحديث:
"أسلم فلان فلاناً إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه".

وقال بعد ذلك:
"ولا يسلمه أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه" [فتح الباري (5/97)].

فإذا ورد النهي عن إسلام المسلم أخاه المسلم، لظالمه، فكيف به إذا ظلمه؟ وكم من الزمن مر على شعب العراق وهو يعاني من الظلم، وبعضنا يؤيد ظالمه عليه، وبعضنا يتركه يُظلم، فلا ينصره؟

وعلى المسلم الذي يعلم من نفسه – بينه وبين ربه – أنه لا يستطيع نصر هذا الشعب على من يعتدي عليه، أن يبتعد عن إعانة المعتدين عليه، وأن يعلم أنه إذا أعان المعتدي على إخوانه المسلمين، فإن الدائرة ستعود عليه، وسيذوق يوماً مَّا، ما أذاق غيره وكما تدين تدان: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) والعدو الذي تعينه على أخيك المسلم، سيتعين عليك به أو بغيره، لأنه لا ولاء له إلا مصالحه المادية.

وعلى الإدارة الأمريكية التي تنشد الأمن لشعبها، أن تكف عن العدوان على الشعوب الأخرى، وعلى الشعب الأمريكي أن يلجم إدارته عن العدوان على الآخرين، لأن لكل شعب الحق أن يعيش عيشة الكرامة والعزة والحرية.

وإذا اعتدى بعض الحكام على شعوبهم، فعلى تلك الشعوب أن تطالب بحقها، وتتخذ الوسائل المشروعة للحصول على تلك الحقوق، دون أن تدخل الشرطة العالمية في شئونهم.

والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
__________________
الأهدل