لإن قتلوه فإنه ترك خلفه من يسوء وجوههم من ليوث كرهوا الحياة وأحبوا لقاء الله ،
وقد علّمهم الزرقاوي احتضان الموت بصدر رحب ،
والهجوم على العدى كالشّهب ، فهم بين منغمس في عدوه ،
ومفجر فيهم نفسه ، ومنعطف عليهم ببأسه ،
ولسان حال أحدهم يقول :
أمشي الضَّرَاءَ لأقوام أحاربهم ... حتى إذا ظَهَرتْ لي منهم الفُقَرُ (1)
جمعتُ ضَبْراً جراميزي بداهيةٍ ... مثل المنيّة لا تُبقي ولا تذَرُ (2)
[ (1) الضراء : الخفية ، والفُقر : والجوانب والقرب ..
(2) الضَّبر : جمع القوائم والوثب ، الجراميز : القوائم]