عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 03-02-2004, 06:40 PM
abunaem abunaem غير متصل
جماعة المستضعفين في الأرض
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: germany
المشاركات: 777
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى abunaem
إفتراضي (3) تابع ....

لم يطل المقام بي في الغرفة الأولى كثيرا فماهي إلا دقائق حتى سمعت مناديا يهتف باسمي ، وسرعان ما اقتادني عنصر اخر إلى مكتب رئيس الفرع نفسه ، وهو كما علمت بعدها ابن أخت رئيس الدولة واسمه معين ناصيف . دخلت هناك فوجدت رجلا عيناه جاحظتان وحمراوان كالدم ، يرتدي "جلابية" شفافة ورقيقة ويلف رجلا على رجل فتنكشف ساقاه من تحتها بشكل مقزز . اجلسي هنا . قالها لي بلهجة بادية الخشونة وأضاف قبل أن أبلغ الكرسي الذي يتوسط الغرفة فيكشفني من كل جانب : أنت منظمة أليس كذلك ؟ قلت : لا.

16

قال : إذا فما علاقتك بالإخوان ؟ قلت : لا توجد لي أي علاقة بهم . قال وقد.بدأ يتململ في كرسيه : وإذا فكيف تقومين بتوزيع كل مجلات النذير ؟ ثم هذه الرسالة من أين أخرجناها ولمحت بين أصبعيه ورقة صغيرة عرفت أنها الرسالة التي كان أخي صفوان قد كتبها قبل مغادرته سورية كتوصية بأبي عندما ذهب الأخير مع شقيقي الأكبر إلى عمان للعلاج هناك بعدما أصابه مرض انحلال الدم إثر ملاحقة صفوان حزنا وخوفا عليه ، ولكن مسؤولي الحدود أعادوهم وقتها لأن أخي لم يكن قد أدى خدمته الإلزامية ، وأحببت أن أحتفظ بالرسالة كذكرى من أخي . . فلما فتشوا البيت عثروا عليها وكان مكتوب فيها "حامل هذه الرسالة هو والد أحد المجاهدين فاعتبروها شيئا كبيرا ، وجعل رئيسى الفرع يقرأ لي منها بسخرية ويقول : - والد أحد المجاهدين أليس كذلك أبوك هذا عامل نفسه إشتراكي وهو من زعماء الإخوان . . لكن أنا بعرف أفرجيه . . والله لأعمل جسده مصفاية ! وظلت هذه العبارة محفورة في ذاكرتي حتى سمعت عن أحداث حماة بعد سنوات . . وعلمت أنهم عذبوا أبي أشد العذاب قبل أن يرشوه أكثر من مرة ، حتى صار جسده كالمصفاة بالفعل !

وضاع الدليل !

أنا لست منظمة ولا من الإخوان . قلتها وقد سرت القشعريرة في جسدي خوفا على أبي وعلى نفسي . قال : وماذا عن الرسالة ؟ قلت : لا أعرف . . ربما نسيها أحد هناك أو وضعها لي أحد . وكأنما أراد أن يلج إلى غايته من مدخل اخر ، فجعل يقلب الملف الذي بين يديه وسأل : من تعرفين من أصدقاء أخيك ؟

17

- لا أحد . . لم أر أخي من زمن ولا علاقة لي بأصدقائه ؟ قال وقد اشعت عيناه : وماذا عن عبد الكريم رجب ؟ قلت : من هذا . . لا أعرفه . فعاد إلى الصراخ من جديد وصاح بي : إذا فلن تعترفي أنك منظمة . قلت : لا . .أنالست منظمة فكيف أعترف بذلك ؟ فتناول "شحاطته " من قدمه ورماني بها ، لكنني تنحيت برأسي قليلا فتجاوزتني وأصابت الكاتب ورائي . . فقال وهو يشتمني : - وتقولين أنك لست من الإخوان . . هذه التصرفات كلها تصرفات إخوان ! ثم عاد يتحدث عن الرسالة ويلوح بها أمام وجهي . . ولم يلبث أن غادر الغرفة لبرهة فظننت أنه ذهب ليأتي بجلاد أو أحد ما ليعذبني ، فلما عاد أراد كأنما أن يريني الرسالة أو يستخدمها من جديد ، فجعل يقلب بين مجموعة أوراق كانوا قد أخرجوها من سلة المهملات ببيتنا ، وقاموا بكيها وتلصيقها جميعا أملا في أن يجدوا بينها دليل إدانة ضدي ، فلما لم يجد الرسالة سأل الكاتب ورائي : - هل دخل الغرفة أحد ؟ أجاب الكاتب بانتباه : لا سيدي . قال له : هل تحركت هذه ال . . من مكانها ؟ هل غادرت أنت الغرفة؟ أجابه ثانية : لا . فجعل يقلب وينقب أمامه وحوله وبين يديه فلم يجد شيئا . . وضاعت الرسالة أين . . لا أدري ! فازداد التآمه وعلا صراخه ، وجعل يهددني بعبارات بذيئة ويقول : - رفيقتك هنا في الملف أمامي اعترفت بأنك منظمة ، وإذا لم تعترفي بنفسك فلدينامايجعلك تفعلين ! قلت له وقد جرحتني الكلمات البذيئة واستفزني التهديد : مهما كان لديكم من وسائل فأنا لست منظمة . . وسأبقى أقول أنا لست منظمه

18 سجل الاتهام

أخرجوني من غرفة التحقيق إلى غرفة كالأولى التي استقبلتنا مملوءة بأجهزة مشابهة كلها أضواء ملونة دائمة الوميض . . وأخذوا صديقتي ماجدة إلى غرفة رئيس الفرع . . ولم أكد ألتقط أنفاسي حتى عادوا فنادوني وأخذوني إليه من جديد ، لأجد قائمة بالإتهامات تنتظرني تكفي أن توزع على ثلاثة رجال أنت متهمة بأنك منظمة : توزعين مجلة النذير ، وتعطين دروسا لسيد قطب في مساجد دمشق ،وقمت بشراء بيت للتنظيم ، ونقلت سيارة ذخيرة فيها جهاز إعلامي بنفق في منطقة المهاجرين . . وهناك اعتراف ثابت من واحدة من صديقاتك بكل ذلك . . ورفيقتك هذه متأكدة تماما من كل المعلومات وهي تعرفك جيدا ودرستك وعاشرتك ولا تكذب أبدا .

هي كاذبة ، وأنا ليست لي علاقة بما قالت ولم أفعل أي شيء أو أشارك بأي مما ذكرت . قلت ذلك وقد بدأت الأمور تتضح في ذهني بعض الشيء ، واستطعت من ثنايا كلامه أن أدرك أن شخصا بعينه قد نقل هذه الوشايات لهم وملأ ملفي بكل هذه الأكاذيب . . الشخص الذي طالما كنت أسمع تحذيرات عنه رغم أن عيناي لم ترياه طوال حياتي . . إنه عبد الكريم رجب : جاسوس المخابرات والمتعامل معهم من داخل صفوف الإخوان . . أو دسيستهم داخل الصفوف ! تشجعت لهذا الذي وصلت إليه ، وأدركت أنها تهم رخيصة أراد أن يملأ بها الصفحات وحسب ، وازددت إحساسا مع كل الظروف بالثقة . . فلم أجب تهديدات المحقق رئيس الفرع وهو يكرر علي من جديد : -إذا لم تعترفي يا . . . فلدينا ما يجعلك تعترفين ! 19

في انتظار الاعدام !

إلى الغرفة الغامضة أعادني عنصر من المخابرات بأمر من المحقق ، ولم يلبث وأن أحضر رفيقتي ملك لتنضم إلي ، وكانت المسكينة في أيامها الأولى بدمشق وفي أول سنة لها بالكلية معي ، فلم تكن تعرف لا عن البلد ولا من الأشخاص أحدا غيري . . وبعد أن أودعانا تحت رقابة العنصر في الغرفة أخذوا ماجدة وبدأوا معها التحقيق . . فلما انتهى دورها عاد فطلبني وقد مض من الليل أكثره وأعاد نفس الكلام علي : -

رفيقتك الأولى يقصد عبد الكريم رجب اعترفت عليك اعترافا أوليا ، وهذه ماجدة اعترفت الان بنفس الكلام ، وقالت بأنك منظمة ومسلحة وقمت بأعمال كثيرة للتنظيم وتوزعين مجلة النذير . . ومن غير أن ينتظر جوابا مني أمر عنصرا فأخرجني من الغرفة واقتادني إلى الممر ثم وجهني باتجاه الجدار وأمرني أن أرفع يدي وإحدى رجلي إلى أعلى . . فقلت في نفسي : خلاص . . ها هم أكملوا صياغة التهمة لي . . والان سيرشوني أو يعدموني !

وما هي إلا برهة حتى وجدت رفيقتي ملك بجانبي يأمرها العنصر أن تفعل مثلي ، فازداد إحساسي أنهم سوف يرشوننا لا ريب ، ولم أعد أحس ساعتها بنفسي . . كان كل شعوري مركزا حول النهاية التي دنت . . وكيف ستكون : رشا من الخلف أم إعداما بالمشنقة أم ماذا ؟ وكأنني وقد تملكني الشعور بتحقق المنية استجمعت بقايا جلدي والتفت "بحلاوة الروح " إلى العنصر المكلف بمراقبتنا فسألته : - لماذا أوقفتمونا بهذا الوضع . . ما الذي فعلناه ؟ قال بلا مبالاة : أنتم تعرفون ماذا فعلتم . قلت : تقصد أنهم سيعدموننا ! أجاب هازئا : لا . . هل تظنين الإعدام يأتي بهذه السرعة والسهولة !20

إلى الفلق !
__________________
... ( الحق قوة ) ...

ليس في الاسلام عندنا شيئ اسمه ..

حل وسط

انما الاحكام فيمن عندنا قسمان ...

اما صح أو غلط


(((((من نثرياتنا الالمانية)))))