عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 29-12-2005, 02:09 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

أما آن للمسلمين أن ينفضوا عنهم ذُلَّ الحكام ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين ، وعلى آله وصحبه أجمعين..

وبـــعـــد..

كثيرة هي آيات الله التي يحذرنا فيها من الكفر وأهله، من أعدائنا أعداء الدين، يحذرنا أن يفتنونا عن عقيدتنا، ويذهبوا ملّتنا التي هي سرّ قوّتنا ورأس أمرنا، وشأن عزّتنا حيث يقول جلّت قدرته: ( ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك )

وقال الله تعالى : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ، ويقول عزوجل: ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ).

هذا شأنهم، وتلك أمانيهم، عملوا ويعملون وسيعملون على ذلك. وحال أهل الكفر هذا ليس وليد أيامنا هذه، بل إن بداياته كانت مع بعثة الحبيب المصطفى، حيث بدأ أهل المحاربة لله ولدينه ولمن آمن بنبوة محمد يحقدون ويمكرون ويدبّرون ليل نهار، دون كلل ولا ملل ليطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره وينصر من آمن به ولو كره الكافرون، واستمر هذا حالهم بين مدّ وجزر، يعلون تارة، ويعلى عليهم تارةً أخرى، يعلون بتخاذلنا وبما كسبت أيدينا من بعد عن الدين وموالاة للكافرين، وتفرق وتشرذم. ويعلى عليهم بما أعطانا الله من تمسّك بالمبدأ الذي فيه العزّة ورفعة الشأن وعلوّ في الأرض بما يحب الله ورسوله.

لذا فإنه من المعلوم من الدين بالضرورة ـ بمعنى أنه أمر الله الواضح الواجب الاتباع ـ وما عداه من شرع الكفر والناس لا من شرع الله، أنّ العلاقة بين المسلمين وغيرهم ممن عاداهم هي فقط وحصراً علاقة السيف، وساحات الوغى التي فيها عز الإسلام وأهله، وذل الكفر وأهله، يقول الحق تبارك وتعالى: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )

ويقول: ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكممن الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين ) .

والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها»، وفي حديث آخر «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».

ومن اليقين أن الضلالة والخسران متحصل في اتباع المسلمين لأهل الكفر، ومن هذا أيضاً حذرنا نبينا الكريم، ففي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بمأخذ الأمم والقرون قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع، فقال رجل: يا رسول الله كما فعلت فارس والروم؟ قال: وهل الناس إلاّ أولئك...»
وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدّقوا بباطل أو تكذّبوا بحق، فإنه لو كان موسى حيّاً بين أظهركم ما حل له إلاّ أن يتبعني».

لذا، إخوة الإيمان، فإنه لمن نافلة القول ما هو عليه حال الكفار من محاربة لهذا الدين وأهله مع ما بين لنا رب العزة عز وجل ورسوله الكريم مما هم عليه إلى أن نتلاقى وإياهم في ساحات الجهاد، ومن يقول قولاً غير هذا القول فلا سند له ولا حجة أمام الله جل وعلا، ومن يقول في يهود والنصارى غير ما بين الله ورسوله فليحذر سخط الله وعذابه لأنه منكر معلوم من الدينبالضرورة، لا يقوله إلاّ من اتخذ الشيطان لنفسه في قلبه مقعداً لا يبرحه.

وحال الكفار هذا لا يحتاج إلى طويل شرح لمن استقام حاله وسلم عقله وصحّت عقيدته من المسلمين.

أمّا أن تكون هذه المحاربة لدين الله وعباده المسلمين ممن يدّعون أنهم من أبناء جلدتنا وأهل ملّتنا، ممن نصّبوا على رقاب هذه الأمة، يسومونها سوء العذاب ليل نهار، يتآمرون على ديننا كي يبعدوه عن حياتنا عقيدة ومنهاج حياة، فهذا مما يدمي القلوب، ويمزّق الأكباد، ولا أقول أنه لا يصدّقه عقل، لا أقول ذلك لأن الله تعالى كما أخبرنا بحال الكفر وأهله كذلك أخبرنا ورسوله الكريم بحال هؤلاء، يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم«سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم، ويحدثونكم فيكذبون، ويعملون ويسيئون العمل، لا يرضون منكم حتى تحسّنوا قبيحهم وتصدّقوا كذبهم، فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإن تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد».
ألا إنهم تجاوزوا، واستباحوا حرمة المسلمين ودماءهم بسكوتهم وذلهم ذلك بأنهم رضوا أن يكونوا في الأذلّين، خانعين طائعين لأسيادهم وأوثانهم الذين رضوا بأن يعبدوهم من دون الله، ففي الوقت الذي تسيل فيه دماء المسلمين على يد أبناء القردة والخـنازيـــر يقف هؤلاء صمّاً بكماً عمياً لا يحركون ساكناً.

نحن حتماً مأمورون أن ننبذ هؤلاء خلف أظهرنا، ولا نلتفت إليهم، ولا نطيع لهم أمراً، لأن الضلالة في طاعتهم، والخسران في اتباعهم، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم«ألا إن رحا الإسلام دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، فإذا عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نشروا بالمناشير، وحملوا على الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله» (رواه الطبراني
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات