عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 07-10-2006, 03:01 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي كيف نشأ من يدعون أنفسهم بالسلفية؟

عندما قامت الثورة في مصر وتولى زمام السلطة فيها جمال عبد الناصر ومن معه ،ساعده الاخوان المسلمون ووقفوا بجانبه وخصوصا أنهم كان لهم دور في الثورة ، ساعدوه لأنه كان يظهر تعاطفه معهم واقتناعه بالفكرة الاسلامية ، ودعموه لانهم كانوا يظنون أنه مقتنع بأهمية تربية المجتمع على الاسلام ونشر اخلاقه وثقافته وضرورة تحكيم الشريعة الاسلامية ، والعمل لتحرير الارض المحتلة (فلسطين) .
ولكن سرعان ماتبدد الوهم وخاب الظن ، عندما رأوه يرتمي في أحضان الروس ، ويرضى بالشيوعية منهجا بدلا من الاسلام ، بل وأطلق العنان لدعاة الشيوعية ليربوا المجتمع على مبادئ ماركس ولينين ، ويثير النعرات العصبية الجاهلية كالقومية وغيرها .
عندئذ وقف الأخوان المسلمون في وجهه ، وقاوموا كل عمليات طمس الهوية الاسلامية التي كان يقوم بها أذنابه من المثقفين ثقافة شيوعية الحادية معادية للاسلام .
فزج بهم عبد الناصر في السجون والمعتقلات ، فعذب منهم من عذب واستشهد منهم من استشهد على أعواد المشانق وفي غرف التعذيب ، وفر منهم من أستطاع الفرار خارج مصر هروبا من زبانية التعذيب في مصر .
هنالك كان في الناحية الاخرى من البحر الاحمر كان حكام السعودية قلقون قلقا شديدا من المد الناصري وفكره الثوري المعادي للملكية ، وخصوصا بعدما قامت الثورة ضد الملكية في العراق وأسقطتها. وارسال عبد الناصر الجيش المصري لدعم الثورة في اليمن واسقاط حكم الائمة الوراثي ، وازداد خوفهم وملئت قلوبهم رعبا عندما تمت الوحدة بين مصر وسوريا.
عندها فكر حكام السعودية في كل من يقف معهم ضد عبد الناصر ، وكان الاخوان المسلمون من أشد الناس عداء لعبد الناصر وعصابته ، فقام السعوديون باستدعاء الاخوان الفارين في الخارج واستقبلتهم بكل الترحيب والتقدير وأطلقت لهم العنان في الوقوف بوجه عبدالناصر ،
ووجدها الاخوان فرصة لالتقاط أنفاسهم ولم شملهم مرة أخرى ونشر فكرهم ، حتى أن الاخوان
كانوا هم من يضعون المناهج الدينية في السعودية ، وما زالت آثارهم موجودة الى الآن.
حيث كان الطلبة السعوديون يدرسون سيرة حسن البنا في المرحلة الثانوية في مادة التاريخ ، وأعمال سيد قطب في الادب .
وكان الاخوان المسلمون في عصرهم الذهبي في السعودية في عهد الملك فيصل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
ولكن سرعان ماتبدل الحال وخصوصا بعد استشهاد الملك فيصل ، حيث ارتمى الحكام الجدد في احضان أمريكا يأتمرون بأمرها ويقولون برأيها .
وازداد الحال سوءا فجعلوا من الاراضي الاسلامية قواعد عسكرية لامريكا .
وهذا الوضع أثار حفيظة الاخوان بالطبع فعارضوه ووقفوا ضده ، واثاروا الرأي العام وحركوه ضده .
وخاف الحكام في السعودية من ثورة الشعب السعودي المتدين بطبيعته ، فقاموا بتنفيذ فكرة أوحى بها اليهم أصدقاؤهم في المخابرات الامريكية ، وهذه الفكرة تقوم على الترويج لفكر ديني يقوم على تمجيد الحاكم ويرى حرمة معارضته ولو بالطرق السلمية ، وان كان هذا الحاكم موالي لأعداء الامة ، خائنا لشعبه ، بل ويقوم أتباع هذا الفكر بمحاربة كل من يعارض الحاكم ويقول كلمة حق في وجهه .
بل ويقوم أيضا اتباع هذا الفكر بالتفريق بين الامة المسلمة باشاعة روح الاختلاف والخلاف في الفروع ، وتحويل الاسلام الى دين جدال ومراء وليس دين عمل وجهاد .
وقاموا بتسمية أنفسهم ( السلفية) ، وهم أبعد الناس عن فهم السلف المستنير.
__________________