[نوفان العجارمة]

مكان ابن لادن لا يزال لغزا بعد ملاحقة اتباعه
(الثلاثاء, ديسمبر 18, 2001)
تورا بورا (افغانستان) واشنطن (رويترز) - مازال مكان اسامة بن لادن المطلوب الاول في العالم بمثابة لغز يوم الثلاثاء في حين تلاحق القوات الامريكية والافغانية اتباعه في الجبال في شرق افغانستان.

وقال كولن باول وزير الخارجية الامريكي ان الولايات المتحدة لا تعرف ما اذا كان المليونير السعودي المولد الذي تعتبره المشتبه فيه الاول في هجمات 11 سبتمبر ايلول مايزال في افغانستان او ما اذا كان حيا او ميتا.

ومع حرص القوات الامريكية على اعتقال ابن لادن وانهاء المرحلة الاولى من الحرب الامريكية ضد الارهاب يتطلع الافغان الى يوم السبت المقبل موعد بدء تولي الحكومة الانتقالية السلطة لاعادة الاستقرار لبلد تمزقه الحروب منذ ما يزيد على عقدين.

وبعد اسابيع من القصف الامريكي المكثف تمكنت القوات البرية الافغانية والامريكية يوم الاحد الماضي من اخراج مقاتلي تنظيم القاعدة من اخر معاقلهم في جبال تورا بورا وهي متاهة من الكهوف والانفاق بالقرب من الحدود الباكستانية المليئة بالثغرات.

وعرض القادة الافغان المنتصرون 19 اسيرا من مقاتلي القاعدة اذلاء امام الصحفيين يوم الاثنين في قرية ميا على مسافة 15 كيلومترا شمالي خط القتال.

ولكن ليس هناك اثر لابن لادن. وكان تحالف هش من رجال القبائل الافغانية تدعمه الولايات المتحدة قد تمكن من الاطاحة بحركة طالبان التي كانت تحميه.

وقال باول في حديث لمحطة تلفزيون امريكية "قد يكون لا يزال في افغانستان. وقد يكون غادر البلاد. قد يكون مات. ليس لدينا اي معلومات حديثة."

وقال مسؤولون امريكيون ان مئات من اتباع ابن لادن مازالوا طلقاء بالقرب من االحدود مع باكستان حيث وردت تقارير غير مؤكدة بان ابن لادن ربما يكون تسلل عبر الحدود.

وافاد تقرير لشبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية ان هناك قوات خاصة امريكية داخل باكستان لتنسيق جهود ملاحقة مقاتلي القاعدة. في حين يحقق ضباط من المخابرات المركزية الامريكية مع نحو مئة اسير في معسكرات اعتقال.

ووصل دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي الى بروكسل لحضور اجتماع لحلف شمال الاطلسي وقال ان تنظيم القاعدة مازال يشكل تهديدا في افغانستان. واضاف "حقيقة الامر ..ان هناك عددا غير معلوم من اعضاء القاعدة في هذا البلد."

وفي حين مازال مكان ابن لادن لغزا تستعد قوات البشتون لمهاجمة منطقة جبلية حصينة يعتقد ان الملا محمد عمر زعيم طالبان والذي يحمي ابن لادن منذ فترة طويلة مختبيء فيها مع 500 من رجاله.

وابلغ مدير المخابرات في قندهار حاجي جولالي رويترز ان عمر مختبيء في الجبال والكهوف المحيطة بقرية باجران في اقليم هلمند على مسافة نحو 160 كيلومترا من جنوب قندهار.

وتابع "اذا تم القبض على عمر سيشنق."

ومع تولي حكومة انتقالية بقيادة حامد قرضاي وهو زعيم قبلي من البشتون موال للملك السابق ظاهر شاه السلطة يوم السبت المقبل رفعت قوات مشاة البحرية الامريكية العلم على مبنى السفارة الامريكية في كابول يوم الاثنين لاول مرة منذ 1989.

وقال قرضاي ان قوة حفظ سلام دولية من المرجح ان تصل الى كابول قبل تولي الحكومة الجديدة السلطة.

ولم تعلن بعد تفاصيل تشكيل هذه القوة.

وتحدث قرضاي من روما قبيل محادثات مع الملك السابق /87 عاما/ الذي يقيم في المنفى في العاصمة الايطالية منذ عام 1973.

ومن المقرر ان يعود ظاهر شاه الى بلاده خلال ستة اشهر لافتتاح المجلس الاعلى للقبائل (لويا جيركا) لتحديد مستقبل البلاد في اطار خطة سلام ترعاها الامم المتحدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان بريطانيا ستسهم بما يصل الى 1500 جندي في القوات الدولية وان بلاده مستعدة من حيث المبدأ لقيادتها.

لكن حجم القوات قد يكون مصدر خلاف.

فقد اصر وزير الدفاع الافغاني في الحكومة الجديدة محمد فهيم على الا يزيد قوام القوات الدولية عن الف جندي في حين قدر رامسفيلد حجم القوات المطلوبة بما بين ثلاثة الاف وخمسة الاف جندي.

وقال بلير انه لم يتم بعد تحديد الفترة الزمنية التي ستقضيها القوات البريطانية هناك لكنها لن تكون فترة طويلة. وأضاف "في الوقت الراهن هناك التزام ببضعة اشهر."

وقالت سيما سامار مسؤولة شؤون المرأة في الحكومة الجديدة المؤلفة من 30 عضوا ان قوات حفظ السلام مطلوبة لمدة عام على الاقل. وأضافت في واشنطن قبيل اجتماعها مع باول "اعتقد انها مطلوبة لمدة عام على الاقل لان جمع السلاح من الناس في كل ركن من اركان البلاد ليس سهلا."

من سيباستيان اليسون والان ايلسنر
نقلا عن موقع عجيب