[نور الحياة]

كم من أحبة رأيناهم و ألفناهم حتى صاروا جزء لا يتجزأ منا وصرنا جزء لا يتجزأ منهم ، ثم شاءت الأقدار أن تفرقنا عن بعضنا البعض على حين غرة منا ... فما كان لنا إلا التحلي بالصبر ... وغرس الأمل في قلوبنا لعلنا نلتقيهم في يوم من الأيام ... إن لم يكن في هذه الدنيا ففي دار الخلود سيكون لقائنا إن شاء الله ... وليس أمامنا سوى التعلم من هذه الحياة ....

علمتني الحياة .. أن الفراق يكون على ثلاث شاكلات :

** إما أن يفرقنا الموت عمن نحب فلا نستطيع له صدا ، ولكن تظل أطياف الأحبة تحوم حولنا ... وتظل ذكراهم عالقة بين حنايا القلب ... وتظل أرواحهم تسري في دمائنا ... ويظل الشوق والأمل .. ويرنو القلب للقياهم في دار أخرى .. دار الخلود .
** و إما أن تفرقنا الأيام عمن نحب ، فكما جمعتنا أقدارنا ذات يوم .. وعشنا سويا أجمل لحظات العمر .. تفرقنا على غفلة منا فلا نستطيع لها صدا .. ولكن يظل الشوق و الأمل للقياهم ذات يوم .. فكما جمعتنا أقدارنا مرة ، قد تجمعنا مرة أخرى ...

** وإما أن يكون الأحبة على مرإ من عيوننا ... وبعيدين كل البعد عن قلوبنا
ولكن رغم هذا .. وذاك .. يظل القلب يرنو ليوم تصفو فيه القلوب ويذهب الجفاء عنها ...


هذه هي أقدارنا التي تسوقنا سوقا إلى المجهول تارة وإلى المعلوم تارة أخرى...تجمعنا بالأحبة تارة وتفرقنا عن الأحبة تارة أخرى .... ولكن رغم كل شئ يظل الأمل .. و الشوق .. و الحب .. يملؤ حنايا القلب .........