عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 03-03-2006, 02:29 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أحسن الله إليك اختي الفاضلة وجزاك عنا كل الخير آمين.

إقتباس:
امور كثيرة لابد لك من مراجعتها واستحضارها فابدأ بنفسك وحاسبها على تقصيرها تجاه ربها الم تسمع بقول الله تعالى ( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ماكانوا يعلمون ) والحياة الطيبة هي السعادة في الدنيا والاخرة


وقفت عند هذه الكلمات،فلقد كنت أفكر أمس كثيرا بهذه الآية وبغيرها وحاولت أن أفهم وأتعمق في ذلك..في الأول كنت أقول هذا فيه نوع من التناقض فكيف يعيش المؤمن حياة طيبة في الدنيا وفي نفس الوقت هناك آيات كثيرة وأحاديث كثيرة تقول بأن حياة المؤمن في الدنيا كلها ابتلاءات ومتاعب لينعموا بالسعادة في الأخرة وكلما زاد إيمان المؤمن زاد ابتلاؤه..لكن أيضا قلت لا يمكن ان يكون القرآن متضارب أو يخالف السنة بل يوافقهما تماما..فبدأت أفكر..فوجدت والله أعلم أن الحياة الطيبة في الدنيا تعني والله اعلم الأنس بالله والإيمان به وحبه واتباع اوامره واجتناب المعاصي والتقوى وحلاوة الإيمان والنفس المطمئنة الراضية والصبر والتسليم لقضاء الله وقدره والخلق الكريم وكل ما يوجد في سمات الصالحين لا امتلاك ما هو طيب في الحياة كالمال أو الصحة أو غيرهما مما يجعل الحياة في هذه الدنيا مريحة..لهذا أسعد الناس في الدنيا ليس الغني ولا الذي يتنعم بالصحة ولا شيء من ذلك بل الذي له نفس مطمئنة مؤمنة..والحسن البصري رحمه الله كان يقول إن لم انسى : لو يعلم الملوك ما نحن فيه من سعادة لحاربونا عليها..أو كما قال.لذلك اظن أن هذه الآية ليست تعني أن رضى الله عليك باالحياة الطيبة هو ان تعيش بصحة أو مال كثير أو بدون حزن ومشاكل لكن أن تكون مع كل هذا إن أصابك سعيد في نفسك مع الله لا تتأثر بهم ولا يطغى على حياتك ليكدرها..وإن كنا نحتاج لأشياء كثيرة دنيوية لتكون لنا أنفسا مستقرة نوعا ما..لكن الإيمان إذا اكتمل في القلب تشعر أنه لا ينقصك شيء..فأنا أظن أن السعادة بمعنى السعادة لا توجد ولا يمكن أن يصل إليها أحد السعادة الكاملة في الدين وأيضا الدنيا..لكن نعم ممكن أن نصل إلى سعادة الإيمان الحقة فتستطيع ان تغنيك عن السعادة الدنيوية التي تنقصك فحينها لما تشعر بشوق لأشياء دنيوية تتذكر نعيم الآخرة فيكون الشوق أكثر فتهنأ وتصبر وتتحمل ..والله أعلم..فنسأل الله ان يجعلنا منهم هذا هو دعائي دوما ان يحيينا الله تعالى حياة طيبة وأن يسعدنا في الدارين برحمته آمين..وصدقيني احيانا تمر عليك لحظات بل حتى أيام تشعر فيها بسعادة وإن كنت تفتقر لكثير من الأشياء لكن تشعر برحمة الله قريبة منك..فيا للأسف أن انفسنا امارة بالسوء فينقص إيماننا ونبتعد عن الله..ونسال الله أن يكمل إيماننا ويرزقنا قلوبا سليمة برحمته آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الرد مع إقتباس