عرض مشاركة مفردة
  #37  
قديم 01-08-2001, 06:08 AM
أبو عاصم أبو عاصم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 800
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الأخوين كوكتيل ومحب الإسلام


على دخولهما ، وتأييدهما للحق بالحق وبالي هي أحسن ، وبالهدوء ، والله أسأل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهما .وأن ينفع بهما الإسلام والمسلمين .

-=-=-=-=-=-=-
أما بخصوص عمر الشادي ... فصدقت يا محب الإسلام هو هكذا كلما سددنا الباب عليه من جانب بالآيات والآحاديث وأقوال السلف فر إلى شبهة أخرى من جانب آخر ...
وعلى العموم سأستمر في بيان الحق في كل الشبة التي أوردها ... لمن أراد الحق ، ولإقامة الحخة على من أراد اتباع الهوى {ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيَّ عن بينة}

والآن نستمر في عرض كلام الإمام العلامة ابن عثيمين رحمه الله في القاعدة الثانية من قواعد الصفات :
قال رحمه الله ( القاعدة الثانية :الواجب في نصوص القرآن والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لا سيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها :
ودليل ذلك السمع والعقل
· أما السمع : فقوله تعالى : { نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين } [ الشعراء : 193-195]

وقوله : { إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون } [ يوسف : 2 ]

وقوله : { إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون } [ الزخرف : 3]

وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي

وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان فقال :
{أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون } [ البقرة :75]

وقال تعالى : { من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا } [ النساء : 46]

· وأما العقل : فلأن المتكلم بهذه النصوص اعلم بمراده من غيره وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة .

القاعدة الثالثة

ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر :

فباعتبار المعنى هي معلومة وباعتبار الكيفية التي هي عليها مجهولة

وقد دل على ذلك السمع والعقل
· أما السمع : فمنه قوله تعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } [ ص:29]

وقوله تعالى : { إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون } [ الزخرف : 3]

وقوله تعالى :{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } [ النحل :44]


والتدبر لا يكون إلا فيما يمكن الوصول إلى فهمه ليتذكر الإنسان بما فهمه منه .

وكون القرآن عربياً ليعقله من يفهم العربية يدل على أن معناه معلوم وإلا لما كان فرق بين أن يكون باللغة العربية أو غيرها .

وبيان النبي صلى الله عليه وسلم القرآن للناس شامل لبيان لفظه وبيان معناه .

· وأما العقل : فلأن من المحال أن ينزل الله تعالى كتاباً أو يتكلم رسوله صلى الله عليه وسلم بكلام يقصد بهذا الكتاب وهذا الكلام ان يكون هداية للخلق ويبقى في أعظم الأمور وأشدّها ضرورة مجهول المعنى بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يفهم منها شيء لأن ذلك من

السفه الذي تأباه حكمة الله تعالى .

وقد قال الله تعالى في كتابه : { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير } [ هود : 1]

هذه دلالة السمع والعقل على علمنا بمعاني نصوص الصفات .

وأما دلالتهما على جهلنا لها باعتبار الكيفية فقد سبقت في القاعدة السادسة من قواعد الصفات

وبهذا علم بطلان مذهب المفوضة الذين يفوضون علم معاني نصوص

الصفات ويدعون أن هذا مذهب السلف . والسلف بريئون من هذا المذهب وقد تواترت الأقوال عنهم بإثبات المعاني لهذه النصوص إجمالاً أحياناً وتفصيلاً أحياناً وتفويضهم الكيفية إلى علم الله عز وجل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه المعروف بـ ( العقل والنقل ) ص(116) جـ المطبوع على هامش ( منهاج السنة ) : " وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله ؟ إلى أن قال ص(118) : " وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه " .


قال : " ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدى وبياناً للناس وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب عن صفاته …..لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم ولا بلغ البلاغ المبين وعلى هذا التقدير فيقول كل ملحد ومبتدع الحق في نفس الأمر ما علمته برأيي وعقلي وليس في النصوص ما يناقض ذلك لأن تلك النصوص مشكلة متشابهة ولا يعلم أحد معناها وما لا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به فيبقى هذا الكلام سداً لباب الهدى والبيان من جهة الأنبياء وفتحاً لباب من يعارضهم ويقول : إن الهدى والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء لأننا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية والأنبياء لم يعلموا ما يقولون فضلاً عن أن يبينوا مرادهم فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع و الالحاد " ا0هـ
كلام الشيخ وهو كلام سديد من ذي رأي رشيد وما عليه مزيد رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجمعنا به في جنات النعيم

انتهى كلام شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في القاعدة الثالثة
فيما يلي بإذن الله كلامه في القاعدة الرابعة :

نقله من كتابه القواعد المثلى
أبو عاصم
__________________
التوقيع :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليها وإلى كلام سلف الأمة فنحن في عصر كثرت فيه الخلافات والفتن وتعددت فيه الفرق والأحزاب ، وسيطرت فيه الهواء .. لذلك أضع هذا الرابط ففيه من الفوائد والعواصم من كثير من القواصم والبدع : http://www.assiraj.bizland.com/library.htm