عرض مشاركة مفردة
  #60  
قديم 19-04-2006, 02:49 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه وأوفره

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
جزاكم الله خيرا..ولعلني سآتي على هذا الجواب فيما بعد إن شاء الله لأقرأه بتمعن فهو حقا أمر يثير تساؤلات كثيرة..

السؤال السابع من ( أيمن ) يقول:

كنت في حوار مع أحد الذين يزورن المساجد التي فيها قبور في بلادنا ، وقلت له أن وضع القبور في المساجد وبناء المساجد على القبور لا يجوز شرعا وأنه مخالف للسنة النبوية المطهرة ، فأجابني إجابات مفصلة وطيلة واستشهد بالقرآن وبالآحاديث فيما أجهل صحته وأصله ، ولكن الذي لفت إنتباهي هو إستشهاده لهذه الآية : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) فكيف أرد عليه ؟؟؟

الجواب :

أولاً : بناء المساجد والقباب على القبور ، وتعظيم القبور والطواف بها ليس مِن دِين الإسلام في شيء ، بل هو مِن عمل أهل الجاهلية .
وهو مِن أعمال اليهود والنصارى ، الذين لَعنهم الله ، ولَعَنَهم رسوله صلى الله عليه وسلم .. وحذّر رسول الله مِن صنيعهم ذلك .

ثانياً : الاستدلال بالآية في غير مَحَلِّه ، وذلك مِن وجوه :

الوجه الأول : أن هذا كان في أمّـةٍ مَضَتْ ، ولو كان مِن شَرْعِهم فالصحيح أن شرْع مَن قَبْلَنا ليس شرعا لنا .
وقد بيَّن ذلك ابن قدامة في " روضة الناظِر " مِن سَبعة أوجُه .

الوجه الثاني : - على قول مَن قال شَرْع مَن قبلنا شرْع لنا – فهذا الفِعل مِن فِعل الناس ، وفِعل الناس ليس حُجّة .
وعلى قول أن شرْع مَن قبلنا شرْعٌ لنا لا يَستقيم الاستدلال به ؛ لأنه جاء في شرْعِنا ما يُخالِف ذلك ، والأحاديث كثيرة في لَعن الْمُتَّخِذين على القبور مساجد .

الوجه الثالث : أن ذلك القول ليس مِن قول أهل العِلم الذين يُستشهد بِقولهم ، وإنما هو مِن قول الملك وأصحابه ، أوْ مِن قَولِ عِلْيَة القوم ، بدليل قوله تعالى : (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ) .
قال قتادة : الذين غَلَبُوا هم الوُلاة .


الوجه الرابع : أنه لو أُورِد موْرِد الاحتجاج والاستدلال لَكانت الحكاية لأقوال أهل العِلم ، كما حكاه الله في قصة قارون (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا) .
وكما حَكى عنهم : (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .
أما حِكاية أفعال الناس فليستْ حُجّة .

الوجه الخامس : أن هذا القول حِكاية عن فِعل مَضى ، وهل هو على سبيل المدح أو على سبيل الذمّ ؟
الثاني أقرب ، أي : أنه على سبيل الذمّ .
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا) :
حَكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين :
أحدهما : أنهم المسلمون مِنهم .
والثاني : أهل الشِّرك منهم . فالله أعلم .
والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكَلِمة والـنُّفُوذ ، ولكن هل هُم مَحْمُودُون أم لا ؟ فيه نظر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لَعَن الله اليهود والنصارى اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، يُحَذِّر ما فَعَلُوا " وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وَجَد قَبْر دَانيال في زمانه بالعراق أمَرَ أن يُخْفَى عن الناس ، وأن تُدْفَن تلك الرُّقْعة التي وَجَدوها عنده فيها شيء من الملاحم وغيرها . اهـ .

ثالثا : سبق أن بيّنت الجواب بالتفصيل حول شُبُهات أهل التوسّل الممنوع .
تجِده هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open....t=32&book=2310

والله تعالى أعلم .
__________________
الرد مع إقتباس