عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 30-03-2001, 05:28 PM
الشربينى الشربينى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 48
Post

مخطئون هنا … ومنافقون هناك
فهمى هويدى
الاهرام
اعتذر عن عدم التوقيع على نداء وجهه نفر من المثقفين الغربيين إلى قيادة "طالبان " لوقف هدم التماثيل البوذية، وقلت ان الذين مرروا هدم التماثيل مخطئون فى حق دينهم ودنياهم لاريب ، لكن -الموقف الغربى من المسألة يتسم بالمنفاق المستفز" ليس صحيحا أنه ينطلق من غيرة على التراث الإنسانى، لأن هؤلاء الذين يملأون الدنيا ضجيجا وصياحا هذه الأيام حزنا وهلعا على مصير تلك التماثيل ، استهبلوا واستموتوا، واصطنعوا العمى والخرس والصمم فى حالات أخرى كثيرة، تعرضت فيها كنوز التراث الإسلامى للعدوان والاغتيال. ثم إن هؤلاء الذين يتباكون على تراث الإنسانية لا ينسى لهم ، فهم فى مقدمة الذين تجردوا من المشاعر الانسانية، قدموا عليها المطامع والمصالح والأهواء على مدار التاريخ ، وحتى هذه اللحظة.
ادرى أن فى أوروبا والولايات المتحدة أناسا شرفاء ولهم فى النزاهة باعهم الطويل ، وبعضهم أعرفهم وأشارك معهم فى ندوات وملتقيات عدة، ولكن هؤلاء ليسوا أصحاب الصوت المعلى، فضلا عن انهم ليسوا أصحاب القرار، ومنهم من يسأل فيقدم نصيحته ثم يضرب بكلامه عرفى الحائط ويلقى فى سلة المهملات . وهؤلاء يختلفون معى فى وصف الموقف الغربى بالثقافى والتجرد من الإنسانية فى العديد من المشاهد والحالات .
(1)
لم أفاجأ بالموقف الطالبانى ولم أستغربه ، فموقفهم من هدم التماثيل التى يعتبرونها "أصناما" يجىء متسقا مع مواقف أخرى لهم من المرأة وعطها، ومن تمسكهم لإطلاق الرجال للحى، ومن تحريمهم للتليفزيون والتصوير ومختلف الفنون .. إلخ . الأمر الذى يعنى أننا لسنا"بصدد قرار شاذ، ولكننا بإزاء نسق فكرى عام يتسم فى مجمله بالشواذ. لتلك فإننا إذا ما أردنا أن نضع أيدينا على جوهر المشكلة، فينبغى ألا نكتفى بالنظر إلى قرار هدم التماثيل ، وانما يتعين علينا أن نوسع من دائرة الرؤية لكى نطل على مجمل الحالة الثقافية التى أفرزت هذا القرار وغيره من القرارات المماثلة . رويت فى مقام آخر قصة وزير الصحة فى حكومة طالبان الحاج ملا عباس أخوند ، الذى قلم إلى مصر قبل عامين للمشتركة فى اجتماع دعت إليه منظمة الصحة العالمية، التى تعد أنشط المنظمات الدولية العاملة فى أفغانستان ، ولأننى كنت قد تعرفت على الرجل والتقيته فى بيته بكابول مرتين ، فى اثناء زيارة سابقة للعاصمة الأفغانية، فقد زارنى الرجل فى بيتى، وبعد تناولى الغداء رغب فى أداء صلاة العصر، فقلته إلى حجرة مكتبى ووضعت أمامه سجادة الصلاة باتجاه القبلة، غير أنه وقف متململا وهو يتجول ببصره فى أرجاء الحجرة، التى وجد فيها بعضا من التماثيل ،لخشبية والبرونزية الصغيرة، التى كنت قد اقتنيتها من دول إفريقية واسيوية زرتها، ثم قال لى وعلامات الحرج بادية على وجهه : كيف أصلى وسط هذه الأصنام ؟ قلت له إن هذه الفكرة لم تخطر على بالى، حيث ليس لها عندى أى تعظيم أو نرة من تقليس ، وانما أتعامل معها باعتبارها منحوتات وجماليات تععر عن ثقافات وفنون شعوب وقبائل تعرفت عليها فى ترحالى. فسكت الملا أخوند على مضض ، ثم أدى الصلاة على عجل ، وانضم إلى مجلسنا بعد تلك فى هدوء.
حين خرج هو ومرافقوه من عندى، لاحظت أنه تاخر عنهم فى مغادرة البناية، وانهم انتظروا لحظات حتى لحق بهم ، وعلمت من أحلهم فى المساء أن الوزير الطالبانى الذى رأس العلوم الحديث فى قندهار وتمنى ان يتخصمى فى علوم الحديث ، افترش الأرض فى معخل البناية وأعاد صلاة العصر مرة أخرى، بعلم اعتبر أن وجود التماثيل فى حجرة مكتبى قد أفسد صلاته . حينذاك قلت إنه إذا كان صاحبنا قد اعتبر أن وجود تماثيل صغيرة بحجم الكف تفسد الصلاة فلابد ان تمثال بوذا الذى هو بارتفاع 55 متراً أى ما يعادل 20 طابقاً تقريباً ، كان مصدر قلق عظيم لحركة طالبان ، وقد لا استغرب أن الذى يفسر الاصرار على هدمه مع غيره من التماثيل البوذية .
(2)
حين التقيته فى كابول تطرق الحديث إلى أمور كثيرة ولا اذكر السياق الذى أوصلنا الى مسألة "الصور" وتحريمها ، وعندما سألت الملا أخوند عن السبب الذى دعا قياد طالبان الى اتخاذ ذلك الموقف من الصور والتصوير ، قال : إننا لم نحرمها ، ولكن الله هو الذى حرمها ، ولما سألته كيف ؟ فإنه استمهلنى لحظات ثم اتى بكتيب صغير باللغة "الاردية" وقرأ فيها فقرات ، فهمت من ترجمتها أنها تتعلق بأحاديث نبوية تطعن المصورين ، وتنذرهم بالعذاب فى الأخرة .
(الأحاديث صحيحة ولكنها لا تنطبق على الصور الشمسية التى تلتقط الأن ، لأنها لم تكن معروفة انذاك ، وإنما المقصود بها محاولة التشبه بخلق الله من خلال التماثيل التى كانت محل تعظيم أو تقديس ) .
الكلام الذى سمعت من الملا أخوند لم يختلف عما سمعته من آخرين فى حكومة طالبان وليس فى ذلك غرابة ، لأن الجميع أبناء مدرسة فكرية واحدة .
وكلهم بغير استثناء من خريجى المدارس الدينية المنتشرة على الحدود ما بيق أفغانستان وباكستان . وحين ذهبت إلى أبعد فى تحرى الأمر، وجدت أن هذه المدارس هى فروع أو نظائر للمدارس المعروفة فى الهند وباكستان باسم "الديوبنيدية" نسبة إلى قرية "ديوبند" فى الهند التى أسس فيفا بعض شيوخ المسلمين في عام 1867 صرسة دينية ذاع أمرها، لما قامت به من سور مشهود فى خدمة السلة العلوية والعلوم الاسلامية الأخرى، لذا أطلق لحللها آنذاك "أزهر الهندى ولأنها كانت نموذجا متميزا انذاك ، فقد أنشئت مئآت المدارس على غرارها فى الهند وباكستان (لاحقا)، ووصل مداها إلى أفغانستان . طيلة هذه المدة ظلت المدارس محتفظة بنظمها ومناهجها وطرقى تدريسها التى بدأت بها فى منتصف القرن التاسع عشر، الأمر الذى جعلها فى نهاية المطاف معقلا للفكر الموغل فى المحافظة الرافضى س مظهر من مظاهو التطور فى الفكر أو الواقع .
وحين ذهبت إلى العد فى البحث وجدت أن ثمة تشابها يكاد يصل إلى حد التطابق بين أفكار أسأتذة وعلماء تلد المدارس وبين تعاليم الفكر الوهابى التى برزت فى نجد والحجاز خلال القرن الثامن عشر، وكانت تلك التعاليم فى حينها ثورة تجديدية على المبدع والانحرافات التى شاعت فى الجزيرة العربية، الأمر الذى كان له صداه القوى فى أنحاء العالم الاسلامى انذاك ، حيث كانت مواسم الحج مناسبة لبث أفكار الإمام محمد بن عبد الوهاب وتفاعل البعض معها .
سواء لهذا السبب ، أو لأنه نتيجة لتشابه الشرف النسبى من حيث إن محمد بن عبد الوهاب خرج دفاعا عن التوحيد والعقيدة، بينما بعض شيوخ مسلمى الهند كان يشغلهم المهاجس ذاته بقدر اكبر، بحكم وجود المسلمين فى المحيط الهندى، الأمر الذى شكل خطراً أكبر على عقائد المسلمين ، أيا كان السعد، فالقدر المتيقن أن أولئك البعض من الشيوخ فى الهند وجدوا فى تعاليمهم السلفية الوهابية ملاذا وطوقى نجاة لهم ، وكان تلك بابا لترسيخ قدم الفكر السلفى فى الثقافة الديوبندية من تلك الحين والى الآن .
(3)
يكاد المرء يجد تشابها بين مشهد جموع الوهابيين وهم يورون الأدرحة والقبور والأشجار الذى كأن يتبرك بها المسلمون فى "نجد فى أوائل القرن التاسع عشر، وبين محاولة تحطيم التماثيل البوذيه فى "باميان " الأفغانية الان. فالأولون اعتبروا الأدرحة والأشجار من أمور الشرك ، باعتبار ان المسلمين كانوا يتوسلون بها إلى الله ، والآخرون اعتبروا التماثيل أصناما من رموز الشرك ايضا . .
إزاء ذلك فلعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن ما يجرى فى أفغانستان الآن هو حلقة فى مسلسل بدأ فى الجزيرة العربية قبل أكثر من قرن ونصف قرن من الزمان ، ليس هذا فحسب ، فانت إذا وسعت من زاوية النظر ستجد ان التشابه بين الفكر الطالبانى - إن جاز التعبير- وبين الفكر السلفى الشائع فى بعض أوساطنا ليس مقصورا على الموقف فى التماثيل والفنون لهعامة، وإنما هو حاصل بنفس القدر فى مجالات أخرى ابرزها الموقف من المرأة، حيث ماتفعله طالبان هناك لا يختلف كثيرا عما ينادى به البعض ويضغطون لاجله هنا....
والأمبر كذلك فليست مستغربة هذه الحفاوة فى عالمنا العربى من حانب بعض الاشخاص، والشرائح وثيقة الصلة بالدوائر السلفية، وقد عبر هؤلأء عن حفاوتهم فى البرامج التليفزيونية الحوارية التى أحرتها بعض الفضائيات العربية حول الموضوع (الجزيرة مثلا) " وقرأت مقالة فى الاتحاه ذاته نشرتها صحيفة الوطن " الكويتية (عدد5/3) - ومما قاله كاتب المقالة. الاستاذ محمد يوسف المليفى - أصدر أمير مسلمى افغانستان محمد عمر، حفظه الله ورعاه وايده بنصره العزيز، قراره العظيم والكريم بهل وسحق أصنامهم البوذية، والتى يسميها البعض زورا وبهتانا، وتمييعا، ترافا انسانيا وارثا تاريخيا، ومن شدة حماسته للموضوع تمنى الكاتب على الطالبانيين ان يكون معهم فى الوقت الراهن "لاخذ معولا وأبدأ بالضرب والتحطعم ، وانا اردد قول الله تعالى : " وقل جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً "
فى اتصال هاتفى مع أحد علمائنا قرأت عليه بعض فقرات المقالة ، فكان رده إن ذلك جهاد فى غير وغى أى فى غير معركة حقيقية، وأضاف قائلا: ان الأمور اختلت عند بعض شبابنا حتى اصبحوا يفرحون للهدم ، ولأيشغلهم البناء، ذهتين عن واقع اث ساة الاجتماعية والاقتصادية التى يعيشها الشعب افغانى، ومايفرضه ذلك الواقع الاليم من أولويات ، ليس بينها بالقطع فى اتوقت الراهن هدم التماثيل حتى وان علت أصناما.
(4)
لا أعرف إن كان مجديا أم لا التطرقى إلى الموقف الشرعى من عطية هدم - التماثيل ، ومن ثم الحل فيها والحرمة، حيث يبدو عبثيا فتح هذا الملف الان ، ليس فقط لان فى أفغانستان ما هو أولى منه وأجدر البحث والمناقشة، ولكن ايضا لان تلك التماثيل موجودة فى مكانها منذ مئات السنين ، ولم يفكر أحد فى المساس بها منذ وصل الاسلام إلى تلك البلاد فى القرن الهجرى الاول. تتضاعف العبثية حين نلاحظ ان المسلمين فتحوا بلاد فارس ومصر - ووصلوا إلى الهند، وهو من أكثر بلدان العالم امتلاء بالاثار من معابد وتماثيل وغير تلك ، ومع تلك فلم يعرف أن أحدا اعتبر تلك الآثار اصناما، وأعلن الحرب عليها، علما بأن بعفى ذلك تم فى عهود الخلفاء الراشدين ، وان الذين قادوا جيوش المسلمين التى فتحت تلك البلدان كانوا فى الاغلب من الصحابة أو التابعين وهؤلاء ممن لايستطيع أحد ان يشك فى غيرتهم على الاسلام أو فسهم له ، ولاينبغى أن ؟يزايد أحد عليهم فى ذلك .
صحيح ان المقريزى المؤرخ المصرى المعروف تحدث عن هدم السلطان الناصر قلاووق لتمثال اخر لابى الهول قرب شاطىء النيل ، ولكن الدافع إلى تلك كان دنيولا بحتا، ولم يكن له أى صلة بالدين ، حيث ينير-ان الهدم كان يسبد ما قيل عن وجود كنز من الذهب تحته !
وفى الموسوعة التيمورية، لأحمد باشا تيمور، ان بعض الصحابة ذهبوا إلى الاهرام وكتبوا اسماءهم عليها بعد فتح مصر، ويعرف المؤرخون ان الامام ألاحنيفة رأى التماثيل التى خلفها فى أرض العراقى البابليون والاشوريون ، وألكلدانيون ، كما ان الامام الشافعى وأى التماثيل التى خلفها العلماء فى مصر، ولم ينكرها لا هو ولا احد من اتباعه.
بعد هذا الاجماع - وسنة الخلفاء الراشدين أصل يرجع اليه ويلتزم به طبقا للحديث النبوى الوارد فى هذا الصدد - هل يعقل أن نأتى بعد أربعة عشر قرنا ونسأل عما إذا كانت تلك التماثيل التى خلفتها الحضارات الاخرى تعد أصناما ام لا، وهل يحب هدمها أم لان بعض السلفيين الذين يفتون بهدم التماثيل بحسبانها أصناما، يستحضرون الاحاديث التى تنذر المصورين من صانعى التماتيل بالعذاب يوم القيامة، وما نسب إلى الامام على بن أبى طالب من حثه على هدم التماثيل ويضربون عرض الحائط بما قاله فقهاء كبار، مثل القاضى عياض الذى الف كتابا فى شرح صحيح مسلم سماه . "اكمال المعلم فى فوائد مسلم ، ان ذلك كله ينصرف إلى من (قصد مضاهاة خلق الله ، واعتقد ذلك" أما من لم يضاه بذلك خلق الله ولا قصده ، ولانواه فليس يناله هذا الوعيد، وإن كان مخطئا فى فعله وعاصياج 6 ص 635 .
الملاحظة المهمة الجديرة بالانتباه هنا ان الكلام ينصب على المسلمين الذين يصنعون التماثيل ، ولكنه لايشير من قريب أو بعيد إلى مايصنعه غيرهم ، الأمر الذى يفسر لنا لماذا تركت كل تماتيل ومعابد الحضارات الاخرى على حالها، ولم يمسهاالمسلمون بسوء.
(5)
فى حدود معلوماتى فان الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان كان موقفه محايدا إزاء المسألة، وان القرار الذى أصدره بهدم التماثيل كان استجابة لضغط العلماء الافغان الذين قدموا بعض الحجج الشرعية، واستندوا إليهأ فى وجوب هدم تلك ،"الاصنام أو من ثم فان الرجل لم يكن أمامه سوى الاستجابة لما أفتوا به ، وحين قامت الضجة فى مختلف عواصم العالم ضد القرار، فإنه لم يأبه بها، سواء لان الفتوى كانت حاسمة أمامه ، أو لانه اعتاد مثل ذلك الضجيج إزاء مايتخذه من قرار،ت ، غير ان الأمور اتخذت مسارا اخر حينما تلقى رسالة وقعها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى.
وهو من هو: والدكتور محمد هيثم الخياط كبير مستشارى المدير الاقكيمى لمنظمة الصحة العلمية، التى سبقت الاشارة إلى دورها النشيط فى أفغانستان ، حين حملت إليه الرسالة فى مقره بقندهار، التى بينت ان فى هدم التماثيل التى بناها غير المسلمين مخالفة شرعية، باعتبارها مخالفة لاجماع الخلفاء الراشدين والصحابة، وقتذاك ابدى زعيم حركة الملا استعدادا لاعادة النظر فى الموضوح ، فى ضوء مايسفر عنه الحوار المباشر لهيئة العلماء الأفغان والمؤيدين للهدم ، وغيرهم من العلماء المتحفظين عليه ، المؤيدين للابقاء على التماثيل كما هى.
ولما كانت مصر قد تلقت طلبا من اليونسكو بالتوسط لدى طالبان فى هذا الشأن ، ورغم انه لاتوجد علاقات دبلوماسية بين القاهرة، وكابول فى الوقت الراهن ، فقد تقرر فى ضوء المشاورات التى تمت ايفاد مفتى مصر الدكتور نصر فريد واصل ، لكى ينضم إلى مجموعة العلماء المسافرين إلى قندهار، وفى مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوى.
(6)
وذلك كله فى كفة والضجة المثارة فى العالم الغربى فى كفة أخرى، ولست واثقا مما قيل فى ان مدير عام اليونسكو- اليابانى الأصل " لعب دورا فى إذكاء الحملة، بحكم انه من اتباع الديانة "البوذية" حيث يظل فى مهام اليونسكو ووظائفها الاساسية ان تسهم فى الدفاع عن التراث الثقافى الانسانى .
وفى كل إلاحوال فإن الحملة تجاوزت اليونسكو، وشملت منظمات دولية وعواصم غربية وغير غربية أخرى، وهو أمر لاننكره ، لكن من حقنا ان نتسائل عن غياى تلك الغيرة، وسكوت الجميع ازاء هدم المسجد اليابرى فى الهند، الذى بناه قبل خمسة قرون أول أباطرة المغول ، وازاء هدم واحرق مسجد "شرار شريف " فى كشمير، بعد حصار دام 66 يوما، وهو المسجد الاثرى الذى يزيد عمره على خمسة قوون ، ثم سكوتهم على قصف 800 اثر اسلامى فى البوسنة بواسطة الصرب ، وهى الكنوز التى خلفتها الامبراطورية العثمانية، علما يأن أقدم واكبر مسجد فى البلقان (مسجد غازى خسرو بك فى سراييفو) قصف 30 مرة.
من حقنا أن نسأل ايضا عن موقف المدافعين فى الغرب عن تراث الانسانية، ازاء منظمات "حراس الهيكل التى تجمع الاموال علنا فى الولايات المتحدة لهدم المسجد اقصى، وبناء هيكل سليمان مكانه ، وازاء عملية التشويه الكبرى التى أحدثتها إسرائيل فى مدينة بيت المقدس ذاتها.
ثم أليس من حقنا ايضا ان نسأل الجصع عن مواقفهم من الانسانية المهدرة فى أفغانستان ذاتها، حيث يموت كل يوم 400 طفل من البرد، طبقا لبيانات الامم المتحدة، بينما العالم مشغول فقط بهدم التماثيل البوذية، وهل لنا ان نذكر الجميع بمذابح الشيشان والبوسنة، وبهدم 418 قرية فى فلسطين ومحوها من ا لخريطة .
هل نبالغ إذا قلنا انهم منافقون فى دفاعهم عن تراث الانسانية، بل ومجرمون

للمزيد الرجاء قم بزيارة هذا الموقع http://www.geocities.com/ashahed2000/gaded.htm