[monafq]

أقـول ... قـضـيـة الـكـفـاءة تـكـلـمـنـا عـنـهـا بـسـلاطـيـن الـبـراهـيـن ، ومـلـوك الـحـجـج ، وأمـا أنـهـم يـقـتـلـون أنـفـسـهـم لـقـتـالهـم طـائـرات أمـريـكـا فـهـذا كـلام مـجـمـل غـيـر بـيـن وإلا فـالله يـقـول ( إِنْ تَـكُـونُـوا تَـأْلَـمُـونَ فَـإِنَّهُـمْ يَـأْلَـمُـونَ كَـمَـا تَـأْلَـمُـونَ وَتَـرْجُـونَ مِـنَ اللَّهِ مَـا لا يَـرْجُـونَ ) فـلابـدَّ مـن الـقـتـل والألـم والـقـرح ولا بـدَّ مـن ( وَيَـتَّخِـذَ مِـنْـكُـمْ شُـهَـدَاءَ ) فـهـذه سـنـة الله تـعـالـى ولا يـوجـد جـهـاد مـضـمـون مـن الـقـتـل ، ولـكـن أبـشـرك أن الـجـهـاد مـضـمـون الـحـيـاة فـي الـدنـيـا والآخـرة ، قـال الله عـن ضـمـان الـحـيـاة فـي الـدنـيـا ( مَـنْ عَـمِـلَ صَـالِـحـاً مِـنْ ذَكَـرٍ أَوْ أُنْـثَـى وَهُـوَ مُـؤْمِـنٌ فَـلَـنُـحْـيِـيَـنَّهُ حَـيَـاةً طَـيِّبَـةً ) وقـال عـن ضـمـان الـحـيـاة فـي الآخـرة ( وَلا تَـحْـسَـبَـنَّ الَّذِيـنَ قُـتِـلُـوا فِـي سَـبِـيـلِ اللَّهِ أَمْـوَاتـاً بَـلْ أَحْـيَـاءٌ عِـنْـدَ رَبِّهِـمْ يُـرْزَقُـونَ ) ويـذكـرنـي هـذا بـمـا جـاء عـنـد أبـي داود والـحـاكـم وهـو صـحـيـح " عـن أسـلـم أبـي عـمـران قـال غـزونـا مـن الـمـديـنـة نـريـد الـقـسـطـنـطـيـنـيـة ، وعـلـى الـجـمـاعـة عـبـد الـرحـمـن بـن خـالـد بـن الـولـيـد ، والـروم مـلـصـقـوا ظـهـورهـم بـحـائـط الـمـديـنـة ، فـحـمـل رجـل عـلـى الـعـدو ، فـقـال الـنـاس: مـه مـه لا إله إلا الله يـلـقـي بـيـديـه إلـى الـتـهـلـكـة ، فـقـال أبـو أيـوب : إنـمـا نـزلـت هـذه الآيـة فـيـنـا مـعـشـر الأنـصـار ، لـمـا نـصـر الله نـبـيـه ، وأظـهـر الإسـلام قـلـنـا : هـلـم نـقـيـم فـي أمـوالـنـا ونـصـلـحـهـا ، فـأنـزل الله تـعـالـى ، ( وَأَنْـفِـقُـوا فِـي سَـبِـيـلِ اللَّهِ وَلا تُـلْـقُـوا بِـأَيْـدِيـكُـمْ إِلَـى الـتَّهْـلُـكَـةِ ) فـالإلـقـاء بـالأيـدي إلـى الـتـهـلـكـة أن نـقـيـم فـي أمـوالـنـا ونـصـلـحـهـا ، ونـدع الـجـهـاد ... 0 أ هـ فـسـبـحـان الله كـيـف أصـبـح الـجـهـاد تـهـلـكـة وقـتـل للـنـفـس عـنـدنـا ، وعـنـد الـصـحـابـة الـتـهـلـكـة فـي تـركـه ، مـفـاهـيـم عـكـسـيـة وغـريـبـة غـريـبـة وتـأمـل أخـي الـكـريـم هـذا اللـطـيـفـة مـن أبـي أيـوب رضـي الله عـنـه وكـأنـه يـريـد ان يـبـيـن أنـه لا تـهـلـكـة فـي الـجـهـاد ولـو أن الـفـعـل الـذي رأوه فـي نـظـرهـم عـيـن الـتـهـلـكـة وهـؤلاء الـذيـن حـكـمـوا هـذا الـحـكـم هـم مـن هـم إنـهـم مـن أحـسـن الـبـشـر صـدقـاً وعـدالـة ، ولـكـن ردَّ عـلـيـهـم هـذا الـصـحـابـي الـجـلـيـل هـذا الـمـفـهـوم ولـيـكـون هـذا الـتـصـحـيـح مـدرسـة لـكـل الأجـيـال الـقـادمـة ولـو كـره الـمـنـافـقـون ، ولـيـصـفـع بـه الـمـتـعـالـمـة ولـو كـرهـت الـفـرقـة الـدؤاديـة !! 0

أمـا قـولـك يـا شـيـخ الـعـجـيـب " إذا تـجـمـعـوا أرسـلـت عـلـيـهـم الـطـائـرات أمـطـرت عـلـيـهـم نـاراً تـلـظـى ، وأحـرقـتـهـم [ وانـتـهـى ]0

أقـول : لـو كـان الأمـر كـمـا ذكـرت لانـتـهـت الـمـقـاومـة الـجـهـاديـة مـنـذ أن قـامـت طـائـرات أمـريـكـا قـبـل عـامـيـن ، فـمـا بـالهـا هـذه الـمـقـاومـة لا تـنـتـهـي كـمـا ذكـرت ؟!

ومـا بـالهـا تـزداد وتـبـارك يـومـاً بـعـد يـوم وبـاعـتـراف أمـريـكـا ؟!

مـا بـال آلاف الـقـتـلـى والـجـرحـى مـن الأمـريـكـان والـبـريـطـان والـطـلـيـان؟!

ومـا بـال الـمـجـنـزرات الـمُـدمَـرَة ، والـطـائـرات الـمُـسـقَـطـة ؟!

مـا بـال الـقـواعـد الـمُـحـرقـة ، والـمـبـانـي الـمـحـتـلـة مـهـدمـة ؟!

مـا بـال سـحـب الـكـثـيـر مـن الـدول لـقـواتـهـا مـن شـهـب نـارالـمـقـاومـة ؟!

مـا بـال شـحـاذت بـوش للـمـال مـن الـكـنـجـرس الـمـتـكـرر لـتـغـطـيـة حـرب الـعـراق وأفـغـانـسـتـان ؟!

مـا بـال ومـا بـال ومـا بـل كـل هـذا لـعـب عـيـا ؟!
الـحـق أن هـذا مـن أعـجـب الأمـور والله يـعـلـم مـا وراءه وحـده 0


قـولـك : انـتـهـى الأمـر الآن خـلـص اسـتـولـت الآن انـتـظـر حـتـى يـجـعـل الله فـرج 0

أقـول : نـفـيـك للـجـهـاد هـذا بـحـجـة الـسـيـطـرة مـعـنـاه الـتـسـلـيـم للأمـريـكـان لـيـفـعـلـوا مـا يـريـدون مـن تـبـديـل الـشـريـعـة ، ونـهـب الـثـروات ، وانـتـهـاك الـمـحـرمـات ، وتـبـديـد الـمـقـدسـات ، أعـتـقـد أن رجـال فـيـتـنـام كـانـوا أرقـى مـن هـذا عـمـقـاً بـمـصـالـح أنـفـسـهـم ، عـلـى أنـهـم بـعـداء عـن الإسـلام فـقـد قـدمـوا أربـعـة مـلايـن قـتـيـل لأجـل كـرامـتـهـم فـقـط ، فـنـحـن نـقـدم الـدنـيـة فـي ديـنـنـا والله يـقـول
( قَـاتِـلُـوهُـمْ يُـعَـذِّبْـهُـمُ اللَّهُ بِـأَيْـدِيـكُـمْ وَيُـخْـزِهِـمْ وَيَـنْـصُـرْكُـمْ عَـلَـيْـهِـمْ وَيَـشْـفِ صُـدُورَ قَـوْمٍ مُـؤْمِـنِـيـنَ )

ويـقـول سـبـحـانـه( وَقَـاتِـلُـوا فِـي سَـبِـيـلِ اللَّهِ الَّذِيـنَ يُـقَـاتِـلُـونَـكُـمْ وَلا تَـعْـتَـدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُـحِـبُّ الْـمُـعْـتَـدِيـنَ )

ويـقـول جـلَّ جـلاله ( يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَـنُـوا قَـاتِـلُـوا الَّذِيـنَ يَـلُـونَـكُـمْ مِـنَ الْـكُـفَّارِ وَلْـيَـجِـدُوا فِـيـكُـمْ غِـلْـظَـةً وَاعْـلَـمُـوا أَنَّ اللَّهَ مَـعَ الْـمُـتَّقِـيـنَ) أمـا الـتـواكـل وانـتـظـار فـرج الله مـن غـيـر الـقـيـام بـمـا أوجـب مـن جـهـاد الـكـفـار فـهـذا قـدح فـي الـديـن ورب الـمـقـدسـات 0

أخـيـراً أتـوجـه للـشـيـخ بـآيـة كـريـمـة الله يـقـول لـنـبـيـه ( يَـا أَيُّهَـا الـنَّبِـيُّ اتَّقِ اللَّهَ ) فـأنـا أقـول لـك يـا أيـهـا الـشـيـخ اتـق الله ، فـهـذه الـفـتـوى لا تـخـدم الإسـلام وأهـله ، بـل هـي آلـة مـعـازف يـرقـص عـلـيـهـا الأمـريـكـان والـعـمـلاء ، فـراقـب الله ، وتـأمـل فـي كـتـابـه ، ولا يـحـمـلـنـك مـا تـرى مـن خـطـأ فـي أسـلـوب ردي أن تـتـجـاوز مـا أوجـب الله عـلـيـك مـن قـبـول الـحـق الـذي افـتـرضـه عـلـيـك ، فـقـد كـفـاك الله الـمـسـالـة فـأبـيـت إلا الإجـابـة عـمَّا لـم تـسـأل عـنـه وهـذا مـنـزلـق خـطـيـر وكـبـيـر فـاتـق الله واعـلـم أن بـيـنـك وبـيـنـه لـقـاء ومـحـاضـرة ، وأقـول للأحـداث والأغـرار وأشـبـاه الأشـبـاه لا تـفـرحـوا فـقـد قـال الله
( فَـرِحَ الْـمُـخَـلَّفُـونَ بِـمَـقْـعَـدِهِـمْ خِـلافَ رَسُـولِ اللَّهِ وَكَـرِهُـوا أَنْ يُـجَـاهِـدُوا بِـأَمْـوَالِـهِـمْ وَأَنْـفُـسِـهِـمْ فِـي سَـبِـيـلِ اللَّهِ وَقَـالُـوا لا تَـنْـفِـرُوا فِـي الْـحَـرِّ قُـلْ نَـارُ جَـهَـنَّمَ أَشَـدُّ حَـرّاً لَـوْ كَـانُـوا يَـفْـقَـهُـونَ) فـمـا أشـبـه اللـيـلـة بـالـبـارحـة وكـأن هـذه الآيـة الـيـوم لـكـم ، نـعـم لـكـم ، واعـلـمـوا أن الـشـيـخ بـشـر يـأخـذ مـن قـوله ويـرد ، والـحـق إلـيـنـا أحـب ، والـشـرعـة أقـدس ، ولا أدري لـمـا الـفـرح ؟!

أهـو لأجـل صـرخـات الأسـيـرات مـن الـمـغـتـصـبـات فـي سـجـون الـعـراق ؟!

أم لأجـل الـثـروات الـمـنـهـوبـة ؟!

أو لأجـل الـحـقـوق الـمـسـلـوبـة ؟!

أو لأجـل الأصـلـبـة الـمـنـصـوبـة ؟!

أو لأجـل أنـيـن الـيـتـامـي وحـرقـة الـثـكـالـى ؟!

فـلا بـارك الله فـيـكـم مـن جـبـنـاء ؟! فـأنـتـم الـخـطـوط الـعـريـضـة لأقـبـح نـتـن عـرفـه تـاريـخ الأمـة الـحـديـث ولـكـم يـوم و( اللَّهُ يَـجْـمَـعُ بَـيْـنَـنَـا وَإِلَـيْـهِ الْـمَـصِـيـرُ )

أخـيـراً

أفـتـى الـعـلـمـاء بـالـقـتـال فـي أفـغـانـسـتـان وقـد اسـتـولـى الـروس واسـتـحـكـمـوا

وافـتـوا فـي الـجـزائـر وقـد اسـتـولـى الـفـرنـس واسـتـحـكـمـوا

وأفـتـوا فـي لـيـبـيـا وقـد اسـتـولـى الـطـلـيـان واسـتـحـكـمـوا

وفـي الـبـوسـنـة وقـد اسـتـولـى الـصـرب واسـتـحـكـمـوا

وفـي كـشـمـيـر وقـد اسـتـولـى الهـنـود واسـتـحـكـمـوا

وفـي الـشـيـشـان وقـد اسـتـولـى الـروس واسـتـحـكـمـوا

وفـي وفـي وفـي ولـكـن مـا الـذي تـغـيـر ؟! لا شـيء سـوى الـمـكـايـل والـمـفـارقـات الـمـحـمـومـة والله الـمـسـتـعـان 0

ولا تـفـرحـي يـا أمـريـكـا ، الـمـوت لـكـم فـي كـل زاويـة ، فـي كـل شـارع ، فـي كـل مـبـنـى ، فـي كـل مـرتـع ، فـي كـل مـقـعـد ، فـي كـل كـل ، وكـل جـزء مـن الـكـل ، فـألـذ الـدمـاء دمـاءكـم ، وأشـهـى اللـحـوم لـحـومـكـم ، وأجـمـل الألـحـان الـطـلـقـات فـي صـدوركـم ، وأجـمـل اللـقـاء يـوم نـلـقـى عـلـى أيـديـكـم خـالـقـنـا ولا سـلام عـلـيـكـم ولا عـلـى عـمـلائـكـم ولا عـلـى الـفـرقـة الـدؤديـة 0