[ARGOUN]

أخ ابن شهران تحية و بعد
فلقد رأيت في مقالتي السابقة أن أسباب التخلف و الهزيمة نابعة أساسا من جهل الشعوب و تخلفها و لقد بسطت الأشياء حتى أعطيت أمثلة لمقارنة الواقع العربي مع غيره في بلدان أخرى...
و اتفقنا على أن التغيير حتمية ...و لكن كيف و ما السبيل و ما هي الأهداف...ذلك ما أرى أننا سنختلف فبه.
نظرة للواقع، تظهر أن هنالك اكثر من جهة تقف ضد هذا التغيير بطريقة أو بأخرى.

أولى هذه الجهات هي الضحية نفسها و هو الشعب الذي يشكل ما نستطيع تسميته ب la résistance passive
إذ في ضل عملية التجهيل و غسيل الدماغ المركزة التي تستعمل فيها و سائل الإعلام الثقيلة تارة و المرجعيات الدينية تارة أخرى و في غياب المعارضة الفعلية المطاردة في كل شبر من البلاد العربية فإن المواطن أصبح لقمة سائغة في ايدي الحكام المستبدين يسيرونه كيفما يشاءون و يصورون له المعارضة على أنها مجموعة من الخونة أو الإرهابيين أو العملاء في يد الأعداء و من ثم فإن هذه الصورة المشوهة عن أصحاب التغيير المنشود تحمله على رفضهم و نبذهم و محاربتهم حتى... كما حدث في الجزائر.

العقبة الثانية التي يمكن تسميتها ب la résistance active و هم الجلادون أو الحكام المستبدون و هؤلاء يستعملون كل الطرق لترهيب أصحاب الفكر الآخر: قتل، سجن، تعذيب، ملاحقات، اختطافات....إلخ و مصالحهم في هذا لا تخفى على أحد...
وهؤلاء الطواغيت يحاولون دائما ربط مصالح أكبر عدد ممكن من الشعب بمصالحهم هم وفي المقام الأول يأتي الجيش و القوات النظامية ثم الجمعيات ذات الامتداد الشعبي و حتى النوادي الرياضية و بالتالي تتشكل حول هاته الأنظمة الفاسدة خطوط دفاع ترى في ذهاب النظام خسارة لها

جهة ثالثة لا يجب أن نهملها و هي قوى الزعامة و أصحاب المصالح من الدول الإستعمارية الغربية و الشرقية التي يهمها أن تبقى الأمور على ما هي عليه من خضوع الحكام العرب لها و ارتباط ديمومتهم على الكراسي برضى أو سخط هذه الدول عليهم و التي تتحدد بمدى خضوعهم و انبطاحهم لها و هدر ثروات بلادهم ببيعها أو رهنها بأيدي مؤسسات تلك الدول و الأمثلة عن ذلك كثيرة جدا
و تلاحظ أخي ان هاته الأنظمة تخشى على نفسها من أمريكا أكثر من خشيتها من شعوبها

في ضل هذه الظروف ماهو الحل ياترى؟
يقول أحدهم: ان اختفى ما في الزمان الآتي.... فقس على ما مضى من الأوقات
فلنا في التاريخ عبرة لمن يعتبر، فما من تغيير حدث "بالتي هي أحسن" و إنما كل من نشد التغيير دفع الثمن....و ماهو الثمن إذن ؟؟...
الثمن بكل بساطة الكثير من الدماء و الأشلاء و الكثير من المادة الرمادية...

في آخر تدخل لي في الخيمة سأتحدث عن السبيل الذي أراه الأمثل للتغيير و كذا الأهداف دون أن نغرق في المثالية....

أخي كن على يأس من الناس كلهم... جميعا و كن ما عشت لله راجيا
ألم تر أن الله يكفي عباده... فحسب عباد الله بالله كافيا
فكم من هناة ما عليك لمستها... من الناس يوما أو لمست الأفاعيا

*********************
حلم بالتغيير

وقفت مابين يدي مفسر الأحلام ،
قلت له : " ياسيدي رأيت في المنام ،
أني أعيش كالبشر ،
وأن من حولي بشر ،
وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام ،
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر " ،
فصاح بي مرتعدا : " ياولدي حرام ،
لقد هزئت بالقدر ،
ياولدي ، نم عندما تنام " ؛
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،
واهتز رأسي وانفجر

[ 07-08-2001: المشاركة عدلت بواسطة: ARGOUN ]