الموضوع: *** مشتاقون ***
عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 04-10-2003, 11:47 AM
أم مريم الشافعية أم مريم الشافعية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 27
إفتراضي

كيف لا نشتاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشتاق لأحبابه بل وهو في الشوق لهم لأكثر كما قال صلى الله عليه وسلم.

وصف النبي صلى الله عليه وسلم


ولد النبي المختار صلى الله عليه وسلم تغشاه البهجة والأنوار، في عام الفيل، عام إنقاذ الكعبة ذات التنويل، والده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه امنة بنت وهب أم النبي الخاتم، وقد أرضعته حليمة السعدية، وهي به قد غدت رضية، وعندما صار عمره خمسة أعوام ، أعادته إلى أمه عليه السلام، وفي السادسة من عمره الطيب، ماتت امه فرعاه جده عبد المطلب، وفي سن الثامنة مات جده، فتولاه ابو طالب عمه وعضده، وعندما صار عمره اثنتي عشرة سنة، خرج إلى الشام برفقة عمه وغادر وطنه.

وفي عمر خمس وعشرين، تزوج بالسيدة خديجة أم المؤمنين، وفي سن الأربعين أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وشرح بالرسالة صدره، ورفع في الشهادتين ذكره، ورفعه إلى المحل الأسنى، فكان قاب قوسين من جبريل او ادنى، وكان صلى الله عليه وسلم معتدل القامة طيب الريح والشم، نظيف البدن والجسم، أطيب ريحاً من العنبر، وازكى رائحة من المسك الأظفر، جوامع كلمه مأثورة، وبدائعِ حِكَمِه منثورة، عيون معانيه منسجمة، ودرر ألفاظه منتظمة، يصل من قَطَعَه، ويعطي من منعه، ويبذل لمن حرمه، ويعفو عمن ظلمه.

لا ينتقم مع القدرة ، ويصبر على ما يكره ، أوضح الله له الطرائق ، وأظهر على يديه الحقائق ، وأودعه اسراراً مكنونة ، وأطلعه على غرائب مخزونة ، وأشهده من عجائب سلطانه وملكوته ، وأظهر له إشارات على جلاله وجبروته ، وشمله بألطافه الخفية، وأدناه دنواً تنـزه عن الكيفية، وأنبت له شجرة ليلة الغار، ونسج العنكبوت له ستراً من الكفار، وبرك البعير بين يديه وبه استجار.
واستجارة الظبية من صيادها ، وسألته إطلاقها لتذهب إلى أولادها، فضمن إلى الصياد عودها، فأطلقها فأرضعت أولادها وأوفت وعدها، فلما عادت إلى الصياد أوثقها، ثم مَنّ عليها بإذنه فأعتقها.


وانكسرت يوم الخندق ساق ابن الحكم، فتفل عليها فكأنه لم يكن به ألم. وركب فرساً لأبي طلحة غير لاحق، فصار ببركته لا تلحقه السوابق ، وقطع أبو جهل يد بعض أصحابه ، فبصق عليها وألصقها فشفي مما به، ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم القرءان المجيد، المنـزّل عليه من حكيم حميد.

الذي أنار العقول، وفاق بكلامه كل معقول، وأخرس بفصاحته بلاغة العرب، وبسيف إعجازه وإيجازه أعناقهم ضرب، وجمع الله له المعارف الوافرة، وأطلعه على مصالح الدنيا والآخرة، فهذه نبذة من معجزاته الواضحة، ولمعة من أنواره اللائحة، فعليه من الله أزكى الصلوات، وأطيب السلام وأنمى التحيات، وعلى أله وأصحابه من الأنصار والمهاجرة، إلى دار القرار الدار الآخرة.
__________________
قال بعض الصالحين:
عجبا ممن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده
كيف تقر بالدنيا عينه وكيف يطيب بها عيشه