عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 22-04-2004, 09:09 AM
خـالد خـالد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
المشاركات: 276
إفتراضي تفجيـر الريـاض... محاولـة فهـم...


إن ما يلاحظ بحق هو أن من أهم وأبرز محددات وملامح الشخصية العربية هو تميزها بطغيان العاطفة وبسرعة التفاعل والإنفعال مع الحدث إلى درجة الخروج عن حدود المعقول، كما تتميز بالقابلية الشديدة للإستدعاء السياسي والإعلامي. ولعل اليهود كانوا من الذكاء وشدة الإنتباه إلى الحد الذي لم يفتهم أن يستخدموا هذه الخاصية المميزة في الذات العربية في حربهم التاريخية ضد الإسلام والمسلمين، فاستخدموها بالفعل، فحققوا بها أكبر الإنتصارات التاريخية، لعل أكبرها وأهمها هو إنتاجهم لعميلهم بن لادن وطرحه في الساحة الإسلامية كـ"مجاهد"، حيث استطاع هذا المنافق أن يستقطب مئات الملايين من سذج وأغبياء المسلمين بعد أن صدقوا بأنه فعلا مجاهد أرسله الله ليقودهم نحو النصر، فإذا به يقودهم نحو الدمار والخراب والهلاك.

بن لادن، صدام إبن صبحة، تل أبيب، ثلاثية توراتية سرية توحي بحقيقة ما لم يكتشفها غالبية المسلمين بعد... فهي ثلاثية لنصف نجمة داوود السداسية... أما النصف الأخر، فهو ما يزال مجهولا بعد...

لنبدأ الآن بتحقيق متأن في محاولة منا لفهم خلفيات تفجيرات الرياض على ضوء هذه الحقيقة في الذات العربية بعيدا عن التشنج والإنفعال الغبي...

عندما وقع إنفجار الرياض، سارعت العائلة الحاكمة السعودية إلى الإعلان بأن عملية التفجير كانت "انتحارية"، وبأن من نفذ العملية هي جماعات إسلامية متطرفة... أليس كذلك؟

حسنا...

من هذا الخبر، نتبين وجود ثلاثة عناصر هامة هي:

الأول:
أن معلن الخبر هنا هو العائلة الحاكمة السعودية، وهي مزودة حتى الأسنان بكل وسائل الإتصال الجماهيري وأكثرها حداثة وتطورا، سواءا المرئية منها والمسموعة والمقروئة، والمعززة بجيش مجهز كامل من الإعلاميين من داخل وخارج الجزيرة العربية ممن يعملون رهن إشارتها.

الثاني:
أن المخاطب بهذا الإعلان هم عامة الناس من داخل وخارج الجزيرة العربية.

الثالث:
أن من نفذ الإنفجار لم يسمع له أي تصريح أو بيان لأنه لا يمتلك أية وسيلة اتصال جماهيرية.

من الجمع فيما بين العناصر الثلاثة السابقة، يتضح بأن المجال مفتوح على مصراعيه أمام العائلة الحاكمة السعودية كي تقدم لمتلقي أجهزتها الإعلامية داخل وخارج الجزيرة العربية الصورة التي تريد له أن ترسخ في ذهنه وأن يعرفها بما يتعلق بعملية التفجير، وهي في مأمن تام من أن ما تلقاه منها من معلومات بشأن هذه العملية لن يكون في وضع يجعله يميز كذبه من صحيحه، وذلك بسبب الغياب الإعلامي التام لمنفذي العملية.

ونسأل هنا:

من يمنع العائلة الحاكمة السعودية من أن تقدم لمتلقي إعلامها الصورة التي تريد له أن ترسخ في ذهنه عن كل ما يتعلق بعملية التفجير بالطريقة التي تريدها، إذا أدركنا بأن الطرف المنفذ للعملية غائب إعلاميا، وبأن جند العائلة الحاكمة السعودية هي من حاصر مكان الإنفجار، وبأن الجهاز الإعلامي للعائلة الحاكمة السعودية هو المصدر الإعلامي الوحيد لتفاصيل هذه العملية؟

يتضح إذن، أن من المؤكد والثابت هو أن العائلة الحاكمة السعودية قد أعادت إنتاج عملية التفجير وأعادت صياغتها ودبلجتها ووضعت بها ما تشاء وحذفت منها ما تشاء، ثم عرضتها على متلقي إعلامها كي تجعل عقله يصدق بأنها هي الصورة الحقيقية لمسرح الإنفجار.

وإذا ما عدنا إلى التاريخ، فسنجد بأن هناك صورة مشابهة لتفجير الرياض حدثت قبل حوالي عشرين عاما، وهي حادثة الحرم المكي والتي نفذها جهيمان العتيبي. فقد زورت العائلة الحاكمة السعودية أقوال جهيمان وحرفت وبدلت وحذفت وشطبت وأضافت وألغت كل ما رأت بأنه يخدم مصالحها ومصالح نظام حكمها، ثم قدمت جهيمان لجمهور المسلمين على شكل "مشعوذ دجال" يدعي بأنه "المهدي المنتظر".

ولعل السؤال التالي يطرح نفسه:

لماذا لا يكون التفجير الأخير في الرياض من تدبير وتنفيذ عناصر استخباراتية خارجية قد يكون الموساد الإسرائيلي أحد أطرافها، ما الذي يمنع وقوع مثل هذا الإحتمال إذا أدركنا حقيقة أن العائلة الحاكمة السعودية نفسها في حالة حرب سرية ضد المسلمين وضد شعب الجزيرة العربية منذ أيام الهالك عبد العزيز حتى اليوم؟

سأل مراسل وكالة رويتر الحمار يوما: من أخوك؟

قال: أخي هو آدمي لم يفهم بعد اللعبة في العالم العربي...