عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 30-04-2005, 10:55 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

4 - حرب فيتنام ... نموذج الدموية الأمريكية
وجاءت حرب فيتنام لتكشف أكثر من أي وقت مضى وحشية وقبح الطوية الأمريكية ، فقد عرفت هذه الحرب حضوراً قوياً لوسائل الإعلام وخاصة الأمريكية منها. ورغم أن الحضور الإعلامي بقي مدجناً لوقتٍ طويل حيث كان يسير وفق مزاج القادة العسكريين ، إلا أن هول الفظائع التي قام بها الجنود الأمريكيون وكثرتها وتكرارها المتعمد جعل الكيل يطفح ، فبدأت الأنباء تتسرب إلى العالم الخارجي بأن حرب فيتنام هي حرب إبادة ضد الشعب الفيتنامي الأعزل الذي كان يموت دون حتى أن يدري لماذا ؟

وظلت القوات الأمريكية فيما بين 1965م و 1975م ترمي ملايين الأطنان من القنابل الكيماوية المسماة (Agent Orange) وتعني : ( قنابل العامل البرتقالي ) والتي لم تكتف بقتل مئات الآلاف من البشر بل وتسببت في قتل كل أشكال الطبيعة في العديد من المناطق الفيتنامية.

ولجأ الطيران الأمريكي مراراً وتكراراً إلى القصف السجادي الذي يعتبر ممنوعاً في قوانين الحرب لديهم ، لدرجة أن القصف الأمريكي ضد مدينتي هانوي وهايفونغ سنة 1972م يعتبر حالة دراسية لنموذج القصف السجادي الممنوع دولياً ، كما أن مجزرة ماي لاي التي حصلت في 24 نوفمبر سنة 1969م والتي اعترفت بها القيادة الأميركية واعتقلت مرتكبها الملازم "كالي" على مضض ليتم إطلاق سراحه فيما بعد ، أكدت للعالم أجمع ماهية "الحرب العادلة" الأمريكية وحقيقتها الشيطانية.

وبعد أقل من عقدين مضيا على نشر صورة الحسناء الأمريكية والجمجمة اليابانية التي أرسلها لها خطيبها الأمريكي من على الجبهة في مجلة لايف ، وصف الجنرال "وستمورلند" الشعب الفيتنامي بالنمل الأبيض ، والنملة البيضاء أخطر حشرة يخشى الأمريكي أذاها ..!! ، وكان "هيوه مانكه" رئيس قسم المتطوعين الدولية في شهادة له أمام الكونجرس 1971م قد أكد على عزم القوات الأمريكية على إبادة فيتناميي الجبل فقال: "إننا سنحل مشكلتهم كما فعلنا مع الهنود" بينما قال ماكسويل تايلور " وهو يصف الفييتكونغ في شهادة له أمام الكونجرس: "إن الفيتناميين ليسوا بأفضل من قمل يغزو جلد الكلب".
وكانت قناة التاريخ (history) التليفزيونية الأمريكية قد عرضت في 3 تموز 1996م شكلاً حياً من مشاهد السلخ في فيلم وثائقي بعنوان "قيام العنقاء" نرى فيه الجنود الأمريكان في فيتنام وهم يقطعون رؤوس الفييتكونغ ويعرضونها في مهمة أشرفت عليها وكالة الاستخبارات المركزية في أواخر عام 1967م وأطلقت عليها اسم "العنقاء" (operation phoenix) ، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن عدد ضحايا عملية العنقاء وحدها وصل إلى (26369) قتيل ، و (33358) معتقل ، بينما يؤكد روي بروسترمن "أستاذ القانون في جامعة واشنطن أن عملية العنقاء شملت "فيتنام - والفلبين - والسلفادور" وبلغ عدد ضحايا فيتنام وحدها في الفترة بين 1968م – 1971م ، ما يزيد عن 40 ألف قتيل وأكثر الضحايا كانوا من المدنيين والمعتقلين جزاء التعذيب.

ويروي "بارتون" أحد ضباط عملية العنقاء في شهادته أمام الكونجرس عام 1973م: "كنت أنظر في قضية مشتبه يقول أحد عملائي أنه متعاطف مع الفييتكونغ وكان التحقيق يجرى في مجمع بالتجسس المضاد لفرق المارينز وحين دخلت لمتابعة ما يجري كان الرجل قد فارق الحياة بعد أن دكوا في فتحة أذنه سيخاً حديدياً طوله 6 بوصات اخترق دماغه وقتله .. لقد كانت حرب إبادة منظمة".