عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 26-01-2001, 11:36 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إن الثقافة السياسية تستدعي معرفة التاريخ كما وقع في الحقيقة لا كما يتخيله أصحاب الأهواء.
ومذاهب الفقه عند الجمهور لم تنشأ ولم تترعرع من أجل السلطة، ولا في ظل السلطة، بل نال أهل العلم من الأئمة وتلاميذهم وعلى رأسهم أبا حيفة ومالك والشافعي وأحمد والأوزاعي من أذى السلطان ما ناءت به كتب التاريخ والسير، ولعل اطلاعاً بسيطاً على كتاب الشهيد عبد العزيز البدري (بين العلماء والحكام) يعطي صورة واضحة لمن جهل تاريخ الأئمة الأعلام.
وأجهل الناس بالتاريخ يعلم اضطهاد المعزلة للأئمة وتلاميذهم لاسيما في محنة (خلق القرآن).
ولو وضعنا النقاط على الحروف لقلنا إن أصحاب الفرق انوا خلال التاريخ وما زالوا حتى اليوم أبواق السلطة وفيهم يصح الوصف (واظ السلاطين) ويكفي أن يقرأ أي مثقف سياسي ما فعله الفاطميون العبيديون من إكراه الناس (علماء وعامة) على ترك مذاهبهم واتباع مذهب الحاكم، وكان القضاة ومن يسمون العلماء من أتباع الفاطميين العبيديين يتبعون الترهيب والترغيب لإخراج الناس مما هم عليه من اتباع الكتاب والسنة إلى اتباع مذهب فرقتهم المبتدع، ومثلهم فعل الإمامية في الهند وإيران في العصر الصفوي، وإلا فكيف تحول الناس هناك مما كانوا عليه إلى ما نراه اليوم؟
وبالرغم من شعارات (الوحدة الإسلامية) التي رفعتها الحكومات المتعاقبة في إيران بعد الثورة فما زالت الشكوى قائمة من تحريض جمهور المسلمين على ترك ما هم عليه من اتباعم لمذهب أبي حنيفة والشافعي بكل أسلوب معروف (ترغياً أو ترهيباً) بما في ذلك ساحل الخليج (وجل أهله من الشافعة) وكردستان (شافعية كذلك) وبلوشستان (حنفية) وجل المعممين مع السلطةيتبنون ما تقوله وتفعله ومن خالف حورب كما فعل بالشيخ المنتظري وغيره.
وتكاد لا تجد مدينة أو دسكرة في العالم الإسلامي فيها إمامية لا يوجد فيها ناد حسيني (حسينية) بينما لا نجد مسجداً واحداً للجمهور في طهران، وما كان قائماً منها في مشهد تمت إزالته.
وإنني أنصح أن نلتفت إلى قضايانا الأساسية وتحديات الواقع الذي نراه بعيون دامعة وقلوب دامية، فالإسلام نفسه مهدد ونحن نمد خصومنا بما يحتاجون من أسلحة ضدنا وضد وجودنا.