عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-08-2006, 08:48 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

هذه الإنتقادات وانتقادات أخرى قد ناقشها علماء المسلمين وبعض علماء الغرب كذلك . ومن الكتب المتداولة فى الغرب ، تلك التى "لعزمى" ، "وآبوت "Abbott" ، "صديقى" ، و "عبد الجعفر" . ويرد على بعض هذه النقاط أعلاه بطرق بسيطة . مثال ذلك بالنسبة للنقطة ( 2 ) فطريقة انتقال الأحاديث من جيل إلى الجيل التالى ، يرد على هذه النقطة : الجيل الأصلى ينقل الحديث إلى معاصريه الذين ينقلوه تباعا إلى من هم أحدث منهم فى السن من الجيل التالى وهكذا . ولذلك فنحن نتوقع أن الصحابة الذين عمروا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلوا معلومات أكثر عنه من أولئكم الذين توفوا بعد فترة قصيرة من وفاة الرسول ، مثل الصديق وعمر بن الخطاب الذين قضوا بعده عليه السلام بمدة بسيطة . وهذا يوضح أيضا الرد على بند ( 3 ) . وحيث أن الأحاديث تسجل أعمال الرسول عليه السلام خلال فترة 23 عاما من البعثة التى عايشت تحركات كثيرة ، كما قابل فيها الرسول أصنافا متعددة من الناس وواجه مشكلات كثيرة معهم ، فمن غير المعقول ألا نجد تفاوتا فى تصرفاته مع هذه النوعيات المختلفة ، ومن ثم الرد على بند ( 5 ) .
"آبوت Abbott" و "عزمى" ناقشوا بإقناع مايتعلق بالبندين ( 1 ) ، ( 4 ) ، كما أن الدارسين الإسلاميين للحديث كانوا يضعون البند رقم ( 6 ) تحت أعينهم لمدة 14 قرنا وهو السبب فى أبحاثهم . وبينما وضع علماء الحديث القدامى تحت أبصارهم مسألة الإسناد ، فيقول "صديقى" ، "عبد الجعفر" أن البند ( 7 ) ببساطة غير صحيح لأن علماء الحديث القدامى كانوا يرفضون راوى الحديث الذى يثبت أن له ميولا شخصية تتفق مع الحديث المروى . ومعنى هذا أن المتن والإسناد كليهما قد أخذا فى الإعتبار . ولكن فى الحقيقة ، فإن التحقق من الإسناد بواسطة الآلية التى وضعها علماء الحديث تعتبر إلى اليوم هى الإختبار الموضوعى لأصالة الحديث ، فكيف يحكم المرء على صحة متن يعتمد كثيرا على ميول الراوى ترجمة وسياقا ؟؟؟ ( كمثال ، فدارس الحديث فى القرن العشرين يشك على الأرجح فى الأحاديث التى تروى المعجزات والتنبؤات ، مقارنة بذلك فى القرن السابع) "مداخلة : أعتقد أنه يقصد بأن حدوث ذلك ناتج عن كثرة الآراء والتعليقات التى صاحبت الموضوع" . وليس بخاف أن معظم الإنتقاد من الغرب يركز على إسناد الأحاديث .
كثيرا من القضايا المهمة تستحق مزيدا من العناية الدقيقة ، وذلك على الجانبين ، لا تكفى هذه العجالة لتوضيحها . فالمستشرقون عادة يتبنون فكرة أن الأحاديث كلية غير موثوق بها ، متعامون عن الإثباتات التى تنص على صحتها ، وعلى الفهم الطبيعى المخالف لما يفهمونه هم منها . وهم يميلون إلى وصم الأحاديث بصفات مختلفة ، "مزيفة " ، غير موثوق بها" ، "غير تاريخية" ... دون شرح لحجتهم ، وذلك لمجرد أنها تخالف وجهة نظرهم فقط .
الحقيقة ، أن خصومتهم الكلية للثقافة الإسلامية تقريبا لا يقبل بها المعنيين بدارسة التراث من المسلمين ، قال بوجهة النظر هذه جولدزهير وبدرجة أكبر "شاخت Schacht" . نظرياتهم هذه من المستحيل أن يقبل بها المسلمون ، لأنهم ألهموا موقفا من الدين ، لم يلوث حتى الآن .
بعض "المختصين" الذين يبحثون فى أصالة الأحاديث ، يعتمدون معاييرا تهمل ثلاثة عشر قرنا من جهد علماء المسلمين . فأولا ، إذا كان الحديث فى صالح مجموعة أو مدرسة معينة ، فهو عندهم "موضوع" . وإذا كان الحديث يهتم بروحانيات معينة ، فهو قد وضعه المتصوفة . وإذا كان الحديث موضوعى غير روحانى ، فالماديين هم من وضعوه . ثانيا ، فكلما كان الإسناد كاملا ، كلما قالوا بعدم صحة الحديث . السبب لذلك ، بالنسبة لهم ، أن الحاجة للدليل ، تتناسب مع مرور الزمن . هذه المناقشات لاشك أنها شيطانية بصفة عامة . كيف يعتقد هؤلاء المستشرقون أن الرجال الذين بحثوا فى أسانيد الأحاديث ودرسوا الرواة وأحوالهم ... هؤلاء الرجال الذين يخافون الله ويخشون عقابه ... يقومون بالتدليس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هم يفترضون أن سوء النية هو الغالب على معظم العالم ، وهذا الإفتراض يدل على أن المستشرقين لا مشاعر عندهم ويعتقدون فى تضارب المشاعر الإنسانية .


يتبع