عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-11-2002, 10:39 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي مستقبل الثقافة الإسلامية..إلى أين؟

http://www.attajdid.press.ma/tajdid/...Articleid=3553

المقرئ الإدريسي يكتب عن مستقبل الثقافة الإسلامية
مستقبل الثقافة الإسلامية : إلى أين؟

ننطلق في طرح السؤال من قلق مشرو ع على مستقبل ثقافتنا القريب قبل البعيد، في ظل تغول أخرق، تمارسه القوى السيدة السائدة على مسرح كوكبنا، وفي طليعتها الثقافة الأمريكية المستأسدة بمركبها الإعلامي المتفوق، وبتنظيرها المبرر لسلوكاتها الإبادية، مثل نظرية صدام الحضارات ونهاية التاريخ والعولمة الثقافية.
أقل ما يبرر هذا القلق، بالإضافة إلى التفوق الساحق، ذاك التاريخ الممتد عبر قرون ، من إبادات متواصلة لشعوب وثقافات بمسميات متشابهة، لا يعدم الرجل الأبيض ، اليميني الصليبي، المهووس بالصراع والهيمنة، إليها من سبيل ( انظر الصهيونية ، النازية، ونهاية التاريخ لعبد الوهاب المسيري).
هذه " السوابق" تكفي لإيقاظ ما تبقى من غريزة البقاء والحرص على الذات لدى أمتنا، في ظل مؤشرات دالة على جدية هذا التوجه لدى الغرب الصليبي - الصهيوني.

التوقعات المقبلة وإسقاطها على العالم الإسلامي
وفي غياب دراسات مستقبلية عربية أوإسلامية جادة ( باستثناء أبحاث المهدي المنجرة) واستنادا إلى نتائج الدراسات المستقبلية الأمريكية ( جونزبت ، وباترسي أبوردين -1998)، فإن أهم ما يتوقع لعالمنا في العشرية المقبلة، من تحولات ، هو:
نهضة الفنون، بزوغ اشتراكية جديدة في الكتلة الشرقية وعولمة أنماط الحياة، انبثاق دور مهم لمنطقة المحيط الهادي، انهيار نموذج الدولة الراعية التي تقوم بالتأطير الاجتماعي والثقافي والتربوي على نفقتها، صعود النساء إلى الحكم، ازدهار الإحياء الديني، انتصار الفرد، الهجرات الدولية المتسببة في الإضرابات الديمغرافية والسياسية والطائفية، تفاقم الفقر والأمية في العالم الثالث، التأثير الخارق للتقنية الحديثة الذي سوف يؤدي إلى قطيعات جذرية في مجال التواصل والعلاقات والبحث والمفاهيم.
وبإسقاطها على عالمنا الإسلامي، نستنتج مايلي :
سلبا : اشتداد الصراع بين الاتجاهين العلماني والاسلامي، اكتظاظ المدن وتفاقم الهجرة الريفية وتقلص فرص العمل، انهيار القدرة الشرائية وتفاقم الفقر والأمية والمديونية، تغول العولمة واستمرار إجهاض المشاريع الإصلاحية، احتمال اندلاع صراعات إقليمية تحركها جهات خارجية بأيدي عنصرية وطائفية داخلية.
إيجابا : عودة الفرد المسلم إلى أصوله بحثا عن الذات، إلحاح الشعوب الإسلامية على الشورى والمشاركة، بداية أفول الانبهار بالحضارة الغربية، تهاوي العديد من النظم السياسية والاقتصادية والتربوية، بلورة الفكر الإسلامي في العلوم الاجتماعية عبر دراسات عملية رصينة ولكن بطيئة.
إلاأن أخطر تحول يتعرض له العرب المسلمون، هو التناقض المتتالي لنسبتهم على عموم المسلمين، بل إن البنية الديمغرافية العربية تتعرض إلى فعل تهجين من المسلمين غير العرب وأحيانا من غير المسلمين، مما يجعل بروز المقومات الأساسية للثقافة العربية في بعدها الإسلامي من خلال العناصر الثلاثة الآتية: العقيدة واللغة والتراث الإيجابي، أمرا ملحا.

لا مستقبل إلا في البعد الإسلامي
الثقافة العربية الإسلامية ليس لها الآن من مستقبل إلا في بعدها الإسلامي، ولا أقول هذا من منظور شعوبي لأنني عربي، فرجوعا إلى التاريخ لم يكن للثقافة العربية وجود حقيقي قبل الإسلام. يشهد عمر بن الخطاب على عصره : " كان الشعر علم قوم، لم يكن لهم علم أصح منه ". ولم تكن اللهجات متحدة، وأحيانا ولاتقاربة " ما لغة حمير بلغتنا ولالسانهم بلساننا !!.
أما سلم القيم فكان يعاني من اختلال تناقضي مريع: يقيم العربي الحرب غيرة على عرضه ولكنه " يكره فتياته على البغاء" ويمارس نكاح الاستبضاع ! يقيم الحرب ذوذا عن جاره وأخرى يبدأ به عند شنه العدوان!
والثقافة العربية اليوم تواجه خطر الانقراض في وجه العولمة. هذه الثقافة العربية التي لم يكن لها وجود حقيقي إلا بالإسلام والآن ليس لها استمرار حقيقي إلا بالإسلام في وجه العولمة التي أصبحت تفرض سلوكا لغويا واقتصاديا رهيبا، أرشد إليه - على سبيل المثال - الباحثان الاستراتيجيان الألمانيان : هانز بيتر مارتين، وهارال دشومان في عملهما المتميز ( فخ العولمة .. الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية) تضمن معلومات مخيفة عن تنميط الإنسان، عبر صور جاهزة تمر عبر وسائل الإعلام،لكي تزيل الخصوصية الثقافية للأمم، وتخلق كائنات إستهلاكية، مستضعفة للثقافة الشعبية السطحية، التي تحولت إلى سلعة تجارية.
في العالم العربي بلغ التغول الانجلو، فرنكفوني، لغة وفكرا وسلوكا اجتماعيا واقتصاديا وعقليا ذي الطابع الاستهلاكي، مدى بيعدا، يبين بأن ثقافتنا ( بالمعنى الوظيفي للكلمة) مهددة بالانقراض ، بالنظر إلى الذي تعيشه أجيالنا الشابة من تغييب ثقافي،وتخلف علمي بل واستقالة حضارية، وانبهار مخيف بالغرب، هذه الأجيال التي من المفروض أن تحرص على نقل مشعل ثقافتنا إلى القرون القادمة،كي لاتنقطع بها سبل الاستنكار الثقافي المعاصر.
الرد مع إقتباس