بسم الله و الصلاة و السلام على حبيبه و مصطفاه واله وصحبه ومن والاه
من أجمل ما قرأت لحجة الإسلام مجدد القرن الخامس الهجري محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي
المعروف ب أبوحامد الغزالي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى لم يقدر لانتهاء عزته نحوا ولا قطرا ولم يجعل لمراقى أقدام الأوهام ومرمى سهام الأفهام إلى حمى عظمته مجرى بل ترك قلوب الطالبين في بيداء كبريائه والهة حيرى كلما اهتزت لنيل مطلوبها ردتها سبحات الجلال قسرا وإذا همت بالانصراف آيسة نوديت من سرادقات الجمال صبرا صبرا ثم قيل لها أجيلى فى ذل العبودية منك فكرا لأنك لو تفكرت في جلال الربوبية لم تقدرى له قدرا وإن طلبت وراء الفكر في صفاتك أمرا فانظرى في نعم الله تعالى وأياديه كيف توالت عليك تترى وجددى لكل نعمة منها ذكرا وشكرا وتأملى في بحار المقادير كيف فاضت على العالمين خيرا وشرا ونفعا وضرا وعسرا ويسرا وفوزا وخسرا وجبرا وكسرا وطيا ونشرا وإيمانا وكفرا وعرفانا ونكرا فإن جاوزت النظر في الأفعال إلى النظر في الذات فقد حاولت أمرا إمرا وخاطرت بنفسك مجاوزة حد طاقة البشر ظلما وجورا فقد انبهرت العقول دون مبادى إشراقه وانتكصت على أعقابها اضطرارا وقهرا ...
اللهم أرحم عبدك الذى دل عليك و أفنى عمره لخدمة دينك و صالح عبيدك أبو حامد الغزالي و أجمعنا و إياه فى الفردوس الأعلى بإذنك و رحمتك يا رب العالمين .
اللهم صل وسلم و بارك على نبيك و مصطفاك واله وصحبه ومن والاه